رومانيا لديها تقليد عمره أكثر من مائة عام في إنتاج الطائرات، فقبل الحرب العالمية الأولى وضع المهندس الروماني آوريل فلايكو تصاميم عدة نماذج من الطائرات ، وفي واحدة منها تمكن من فرض نفسه في مسابقة دولية كبيرة بأسبيرن في النمسا حضرها قائد سلاح الطيران الفرنسي الشهير رولاند غاروو .
حتى قبل الحرب العالمية الأولى بنى رائد الطيران الروماني هينري كواندا أول طائرة غير مروحية ، وهذا النموذج من الطائرات بناه كواندا ثم توقف في قاعدة أجهزة التفاعل التي تسيطر على الملاحة الجوية اليوم .
في عام ألف وتسعمائة وخمسة وعشرين وفي مدينة براشوف تم إنشاء أول مصنع لإنتاج الطائرات وأطلق عليه اسم " صناعة الطائرات الرومانية " أو ما يعرف ب آي إيه أر والمعروف باسم " الشركة الرومانية للملاحة الجوية " التي أنهت أول مجموعة من الطائرات بموجب ترخيص من فرنسا .
في عام ألف وتسعمائة وثلاثين أنتجت أول طائرة تحمل اسم هذه الشركة كانت الطائرة الحربية التي صممها المهندس الروماني إليه كارافولي بالتعاون مع المهندس الفرنسي لوسيين فيرنو . وكانت من أفضل الطائرات في العالم في ذلك الوقت من حيث تصميمها ومواصفاتها .
وقد تتابع إنتاج مجموعة جديدة من الطائرات في مصنع براشوف الذي أصبح من أهم مصانع إنتاج الطائرات في أوروبا ؛ لكن الحرب العالمية الثانية أنهت مغامرة هذه الصناعة في براشوف والمصنع تحول إلى معمل لصناعة الجرارات .
إلا أن السلطات قررت إعادة إنتاج الطائرات في الستينات في مصنع براشوف ، وبالتحديد في مدينة غيمباف ، لكن دون الرجوع إلى المقاييس السابقة .
بعد تسعينات القرن الماضي أنتج مصنع غيمباف الطائرات المروحية طراز آي إيه آر ثلاثمائة وثلاثين بوما وآي إيه آر ثلاثمائة وستة عشر ألويتيه بموجب ترخيص من شركة جنوب فرنسا للطيران التي أصبحت فيما بعد شركة للمركبات الفضائية ، ثم يوروكوبتير وحالياً إيرباص هيليكوبتير . وقد توقف المصنع الذي يقع بالقرب من براشوف عن إنتاج معدات الطيران وركز على صيانة وتحديث المروحيات العسكرية . لكن منطقة غيمباف الصناعية ظلت علامة بارزة في صناعة الطيران الأوروبية واللاعبون الرئيسيون في السوق العالمية كانوا مهتمين بشكل متزايد في قدرات الإنتاج فيها .
في الآونة الأخيرة قام وفد رفيع المستوى من فرنسا ورومانيا بزيارة منطقة غيمباف الصناعية ومن بين الأمور التي أخذوها بعين الاعتبار إحياء التعاون مع شركة إيرباص الأوروبية ، وقد قال ميشيل راميس سفير فرنسا في رومانيا عقب هذه الزيارة : " هذا البرنامج هو نتيجة عمل ستة وأربعين عاماً من التعاون بين شركة إيرباص ورومانيا ، يبين أننا تمكنا معاً في بناء القدرات الصناعية وفرضها على العالم ، ونجد أن العديد من جيوش العالم يأتون إلى هنا بهدف إعادة تركيب المروحيات والحصول على الأحدث ".
في المجال العسكري فقد أعطت السلطات الرومانية في الآونة الأخيرة مجالاً أكثر للامتيازات العسكرية للخط الأمريكي لكنه خيب ظن المدراء الأوروبيين نوعاً ما .
سيرجيه دوراند ، المدير العام لشركة إيرباص للطائرات المروحية في رومانيا قال : " منذ فترة طويلة شركة إيرباص موجودة في بلدكم ولدينا الرغبة بأن تواصل العمل لفترة طويلة ، لكن يجب إستشارتنا ، ونريد مزادات شفافة ، ونريد أيضاً تسليط الضوء على المشتريات العسكرية في المستقبل ، ويجب إستشارة شركة إيرباص كشركة لديها العديد من المنتجات عالية المستوى ، ونحن نعتقد حقاً بقدرتنا على تلبية إحتياجات البلاد ".
بعد التعهدات التي التزمت بها رومانيا مع حلف الناتو ، فقد خصصت سنوياً من ميزانيتها الوطنية نقطتين مئويتين من الناتج المحلي الإجمالي لصالح وزارة الدفاع ، وسيذهب جزء كبير من هذا المبلغ لتحديث الجيش . بالرغم من ذلك فليس متوقعاً أن يتم تحديث القدرات الدفاعية من خلال مستوردات التقنية العسكرية فحسب ؛ بل يجب الاعتماد على التصنيع المحلي والداخلي .
من منطقة غيمباف الصناعية ، رئيس مجلس الشيوخ في رومانيا، كالين بوبيسكو تاليتشيانو ، قال : آمل أن ننجح في إحياء الصناعة الرومانية ، فلدينا تسهيلات كبيرة جداً وأعتقد أن الجيش الروماني لايمكنه تجاهل هذه القدرات التصنيعية التي يمكن أن تعطيه التسهيلات التي يحتاجها لينجح في تنفيذ مهامه بأكثر الطرق فعاليةً ".
Useful Links
Copyright © . All rights reserved