X

صورة المرأة في أعمال الرسام غورغي تاتراسكو

يعرض متحف بوخارست على الجمهور حتى نهاية شهر مايو أيار القادم مجموعة من اللوحات النسائية للرسام غورغي تاتراسكو.. إنها المعرض الذي يحمل عنوان صورة المرأة في أعمال غوغري تاتاريسكو بهدف إلى تسليط الضوء على جانب غير معروف بما فيه كفاية من أعمال الرسام تاتاريسكو الذي يعتبره النقاد أبرز ممثلي التيار الأكاديمي وسلفا للتيار الكلايسيكي الجديد في الفنون التشيكلية في رومانيا .


عن مكانة الرسام في الفنون التشكيلية الرومانية حدثتنا مسؤولة المعرض روديكا يون : بدايات مسيرته الفنية مرتبطة بانهماكه في رسم جداريات الكنائس بأسلوب يميزه عن سائر رسامي الجداريات الدينية يجمع بين الأسلوب الأكاديمي الإيطالي وتقاليد رسم الأيقونات البيزنطية وهو الأسلوب الذي أكسبه مكانة متميزة في فن الرسم المحلي كأبرز رسامي الجداريات الرومانيين في العصر الحديث . وكان الرسام في الوقت نفسه مؤسس مدرسة الفنون التشكيلية في رومانيا حيث أشرف على تكوين أجيال متعاقبة من الرسامين .المعرض الذي نستضيفه يكرم ذكرى هذا الرسام الكبير الذي ترك بصمات عميقة على الفن التشيكلي المحلي في القرن التاسع عشر وساهم في تكوين الذوق العام السليمز


عاش الرسام غورغي تاتراسكو ما بين عامي 1820 و1894 ودرس الرسم في إيطاليا وبعد عودته سخر علمه وموهبته لرسم جداريات الكنائس منجزا ما لا يقل عن خمسين مجموعة من الجداريات الدينية . اللوحات النسائية المعروضة في متحف بوخارست قالت مسؤولة المعرض :


وقع اختيارنا على اللوحات النسائية لأن هذه الأعمال غير معروفة للجمهور بما فيه كفاية لغيابها عن المعارض السابقة والتركيزفي المقابل على أعماله الدينية والتاريخية الأمر الذي نعتبره إجحافا بحق الرسام وتهميشا غير مبرر لرسوم البورتريه النسائية ربما لأن تلك اللوحات طالما اعتبرت مجرد سكيتشات أو تدريبات على أساليب الالتقاط الفوتوغرافي .الكن الحقيقة أن رسم صورة سيدة في القرن التاسع عشر لم يقتصر على رسم ملامح وجهها بواقعية بل كان ينبغي أن يوحي بمركزها الاجتماعي عبر الملابس والأكسيسوارات وتسرحية الشعر وحتى وضعية الجلوس .. فالمجتمع الروماني كان لا يزال آنذك رهينة لأعراف وقواعد دقيقة فيما يتعلق بأنواع الملابس التي كان الفرد مخولا بارتدائها وفق انتمائه الطبقي ..فالفوارق الاجتماعية بين النساء المتواضعات مجهولات الهوية وسيدات المجتمع الراقي اللواتي رسمهن تاتراسكو تتجلى في الملابس والأكسيسوارات في المقام الأول … نرى في إحدى اللوحات فتاة ريفية ترتدي قميصا أبيض من الكتان المزين بتطريزات بسيطة حمراء اللون فيما نشاهد في لوحة أخرى صورة زوجة التاجز الكبير لازار كالندروغلو وهي ترتدي فستانا فاخرا من المخمل البنفجسي المطرز بخيط الفضة ووشاحا من الدانتيل الأبيض الرقيق .. بإقامة هذا المعرض نرغب في لفت انتباه الجمهور إلى شخصية الرسام غورغي تاتريسكو وأهميته في الثقافة والفن الحديثين في رومانيا اعتبارا منا أن اللوحات المعورضة تؤكد مرة أخرى مكانة الرسام المرموقة في الفنون التشكيلية المحلية.

X

Headline

You can control the ways in which we improve and personalize your experience. Please choose whether you wish to allow the following:

Privacy Settings