X

كأس مونبيلييه


أعلن الخامس عشر من يناير كانون الثاني من كل عام يوما للثقافة الوطنية تكريما لذكرى ميلاد الشاعر ميهاي إيمينيسكو في الخامس عشر من يناير عام 1850. وكما جرت عليه العادة أقيمت في بوخارست وغيرها من المدن وأيضا في عواصم عديدة حول العالم فعاليات وتظاهرات ثقافية وفنية احتفاء بيوم الثقافة الوطنية ومن بين أبرزها أيام إيمينيسكو التي أقيمت في البيت التذكاري للشاعر في قرية إيبوتيتشي شمال شرقي – مسقط رأسه إضافة إلى ندوات ومعارض وحفلات فنية . وبنفس المناسبة أعلن عن أسماء الفائزين بالجائزة الوطنية لترجمة أعمال ميهاي إيمينيسكو وأطلق المتحف الوطني للفن مجموعة من الكتب تتناول سير حياة وأعمال ثلاثة رسامين متميزين ساهموا بشكل كبير في تطوير الفن التشيكلي في رومانيا . أما المتحف الوطني للتاريخ في بوخارست فقد احتفل بيوم الثقافة الوطنية بدعوة الجمهور لمشاهدة كأس مونبيلييه وهو أول جائزة دولية حاز عليها الأدب الروماني ممثلا بالشاعر فاسيلي آليكساندري في عام 1878 . مسؤولة المتحف نيكوليتا كونيخ ليدها التفاصيل :


“منح الشاعر فاسيلي آليكساندري كأس مونبيلييه عقب مشاركته في مسابقة لكتابة الشعر بادرت بها مؤسسة اللغات المنحدرة من اللاتينية ..فقد قرأ الشاعر في الصحافة المحلية نبأ تنظيم المسابقة وأرسل إلى مدينة مونبيلييه قصيدة له ليس رغبة منه في الفوز بالجائزة وإنما للتذكير بأن اللغة الرومانية هي الأخرى تنتمي إلى أسرة اللغات المنحدرة من اللاتينية . وقد أقيمت المسابقة في شهر مايو أيار من عام 1878 في مدينة مونبيلييه ضمن فعاليات أوسع نطاقا أطلق عليها احتفالات لايتينية ..وقد شارك في المسابقة العديد من الوفود من جميع البلدان الناطقة بلغات لاتينية الأصل وقررت لجنة التحكيم التي تضمنت شعراء وأدباء بارزين من فرنسا وأسبانيا منح الشاعر الروماني الجائزة الكبرى وكأس مونبيلييه. لم يسافر فاسيلي آليكساندري إلى فرنسا لتسلم الكأس بسبب حالته الصحية لكن فرحا كبيرا غمره بعد أن وصلته رسالة من أحد أعضاء لجنة التحكيم يبلغه فيها بأنه قد حاز على الجائزة الكبرى . عندها كتب الشاعر لأحد أصدقائي يقول ” : لحسن الحظ كانت القصائد الأخرى أضعف من قصيدتي وهكذا فزت بالجائزة .. إنه نصر كبير يساهم في إحياء تعاطف الشعوب الأخرى المنحدرة من أصول لاتينية مع الشعب الروماني ..”


وأضافت مسؤولة المتحف الوطني للتاريخ نيكوليتا كونيخ تقول :


“القصيدة الفائزة ترجمت إلى عدة لغات ونشرت في الصحافة الدولية وأيضا في رومانيا. أما كأس مونبيلييه فقد أرسل إلى رومانيا وعرض في بيت آلكيساندري حتى عام 1932 عندما قررت ابنة الشاعر التبرع به للأكاديمية الرومانية التي كان والدها واحدا من أعضائها المؤسسين .. وبمناسبة يوم الثقافة الوطنية دعا المتحف الوطني للتاريخ الجمهور لمشاهدة هذا الكأس الرائع المزين بمنقوشات تصور شخصيات أسطورية للتراث الروماني القديم وشعار مؤسسة اللغات المنحدرة من اللاتينية..”


كان فاسيلي آليكساندري شخصية ثقافية بازرة في القرن التاسع عشر حيث كان شاعرا وكاتبا مسرحيا يعد واحدا من مؤسسي الدراما في رومانيا. وأجرى الشاعر دراسات ميدانية لجمع قصائد حكايات وأغان شعبية ثم قام بتنقيحها ونشرها في ثلاث مجموعات شعرية ونثرية .. كما تقلد مناصب في الحكومة والدبلوماسية ..


X

Headline

You can control the ways in which we improve and personalize your experience. Please choose whether you wish to allow the following:

Privacy Settings