X

معرض التصميمات الداخلية في منازل بوخارست إبان الحقبة الجميلة

دعا متحف مدينة بوخارست عشاق الفن لزيارة معرض التصميمات الداخلية في منازل بوخارست في الحقبة الجميلة وهي الفترة التي بدأت في عام 1871 وانتهت في عام 1914 مع نشوب الحرب العالمية الأولى . المعروضات ومعظمها صور فوتوغرافية قديمة ومقالات صحفية نشرت في الحقبة الجميلة تدخل الزائر في فضاء الحياة الأسرية والثقافية والاجتماعية لسكان بوخارست آنذاك مبرزة في الوقت نفسه أهم محاور عملية التحديث التي شهدتها رومانيا في تلك الحقبة التاريخية . مسؤولة متحف ألكساندرا روسو: “إنه في الأساس معرض صور فوتوغرافية انطلقت فكرة تنظيمه من رغبتنا في استثمار ما لدينا من مجموعات تراثية بعرضها على الجمهور من جهة وتعريف زوار المعرض بالتصميمات الداخلية والحياة الأسرية إبان الحقبة الجميلة كما تقدمها الصور الفوتوغرافية العائدة إلى تلك الفترة . فمع تضاعف عدد سكان بوخارست ابتداء من نهاية القرن التاسع عشر أصبحت الحاجة ملحة لإنشاء منازل جديدة بالتوازي مع ترميم وتحديث المنازل القديمة التطور العمراني غير المسبوق الذي شهدته بوخارست آنذاك غير وجه بالمدينة بشكل كبير لأن المباني التي أنشئت في تلك الفترة وفق مخططات وتصميمات عصرية منحتها هوية جديدة استمدت ملامحها من الأسلوب المعماري الانتقائي الفرنسي الذي شيدت به المباني الجديدة بما فيها المنازل الأمر الذي جعل الزوار الغربيين لبوخارست أوائل القرن العشرين يطلقون عليها “باريس الصغرى” . الحقبة الجميلة كانت برجوازية بامتياز وسادت الأعراف والتقاليد المتذجرة الفضاء العام والحياة الخاصة على حد سواء وبالتالي كان لا بد أن يكون المنزل انعكاسة للقيم الاجتماعيىة السائدة التي روجت للإنسان المتحضر المتمسك بالأعراف والتقاليد وشديد الحرص على إظهار صورة إيجابية عن نفسه تنم عن قدرة عالية على التحكم الذاتي “.


عن خصائص الأسلوب المعماري في الحقبة الجميلة قالت ألكساندرا روسو:”وقع اختيار المهندسين المعماريين على الأسلوب الانتقائي الفرنسي إلى جانب الأسلوب الروماني الجديد . فغالبية المنازل الفخمة في وسط العاصمة التي كان ملاكها من المسؤولين السياسيين والعسكريين والمحامين والأطباء شيدت وفق أسلوب النهضة الفرنسية . من جانب آخر تميزت الحقبة الجميلة بانفتاجها على الإنجازات التي تحققت أثناء الحقب التاريخية السابقة في مختلف المجالات بما فيها الابتكارات القيمة التي ساهمت في تقدم البشرية . فكانت بوخارست إبان الحقبة الجميلة في طليعة البلدان الأوروبية في استخدام الكهرباء التي كانت تنتجها المصانع المحلية واستفاد منها الأثرياء من سكان العاصمة. ومع انتشار استخدام الكهرباء على نطاق واسع زاد إقبال سكان بوخارست على الأجهزة الكهربائية المنزلية . فمن المؤكد أن تحديث المنازل وخاصة منازل الأثرياء فإبان الحقبة الجميلة تحقق بتكنولوجيات الترفيه والاتصالات التي اخترعت آنذاك كالجرامافون والهاتف.”


لا يزال البعض يحن إلى الحقبة الجديدة .هل هذا الحنين مبرر؟ “أعتقد أننا يجب أن نتخلى عن اعتبار الحقبة الجميلة حقبة مثالية. صحيح أنها كانت أجمل من سابقاتها ولكن الصحيح أيضا أنها شهدت ما لا بأس به من الويلات والآفات من الأوبئة إلى الأزمات الاجتماعية الحادة .. ما تبقى لنا من الحقبة الجميلة هو الإيمان الراسخ بقدرة التقدم التكنولجي على إيجاد حلول لكل شيء وما ضيعناه منها هو روح الاستدامة والاستمرارية التي سادت جميع نواحي الحياة آنذاك .أعتقد أن الدرس الذي يجب علينا أن نتعلمه من الحقبة الجميلة هو الدرس في الكبرياء الناجمة عن الجهد الشخصي الموجه إلى إنجاز عمل مشترك هام سواء كان الهدف منه إقامة أمة أو إنشاء منزل أوتكوين أسرة .”



X

Headline

You can control the ways in which we improve and personalize your experience. Please choose whether you wish to allow the following:

Privacy Settings