فهي تسهل التهرب الضريبي، وتؤدي إلى تآكل سيادة القانون، بل وتتسبب في خسائر في الأرواح. وبحسب الإحصائيات، تغطي الغابات في رومانيا حوالي 29% من مساحة البلاد، مقارنة بمتوسط الاتحاد الأوروبي الذي يزيد عن 40%. في رومانيا، تنتشر ظاهرة إزالة الغابات على نطاق واسع خاصة في المحافظات الواقعة في المنطقة الجبلية، وتقع على عاتق السلطات مسؤولية إدارة ومراقبة التدخلات الحرجية. وأيضًا، في حالة حدوث قطع غير قانوني للأشجار، تقع على عاتق السلطات مسؤولية تنفيذ الضوابط وتطبيق العقوبات اللازمة، ورفع قضايا جنائية عند الاقتضاء. ولكن حتى الآن أثبتت الإجراءات في هذا الصدد أنها صعبة من الناحية اللوجستية.
وبالتالي، فإن أحد المشاريع الممولة من خطة الإنعاش الوطني والقدرة على الصمود هو مراقبة الغابات في رومانيا بمساعدة الأقمار الصناعية. وتزعم السلطات أنه سيتم استخدام صور الأقمار الصناعية بشكل أساسي لمقارنة المناطق التي بها فجوات في الغطاء النباتي مع البيانات المتعلقة بالقطع المعتمد قانونًا والمناطق التي حدثت فيها كوارث طبيعية.
نظام المراقبة بالفيديو، المماثل لنظام التحقق من دفع رسوم استخدام الطرق الوطنية، سيشمل أيضا شبكة من كاميرات الفيديو المنتشرة في جميع أنحاء البلاد وسيتم ربطها مع نظام نقل المواد الخشبية، الذي تم تطويره بالتعاون مع هيئة الاتصالات الخاصة وهي تعمل في الوقت الحاضر. وتبلغ مساحة الغطاء النباتي الغابوي الذي سيكون موضوع الرصد حوالي 70 ألف كيلومتر مربع. من خلال المراقبة بالفيديو لعمليات نقل المواد الخشبية على جميع فئات الطرق، فإن الهدف هو تقليل وقت رد الفعل والتدخل، وبالتالي تحسين موارد التحكم الحالية. ويقول ميرتشيا فيكيت، وزير البيئة، أن تنفيذ منصة تحليل جغرافي مكاني متقدمة لصور الأقمار الصناعية سيسهل التشغيل اللآلئ لاكتشاف التغييرات في مظلة مناطق الغابات في رومانيا.
“سواء كنا نتحدث عن خرائط الأقمار الصناعية، وقمنا بمنح عقد المشتريات العامة وسنقوم بمراقبة الغابات الرومانية عبر الأقمار الصناعية، فقد حددنا الفائز، سواءً سنستخدم كاميرات الفيديو ونقاط المراقبة بالفيديو الذكية، فسوف نتدخل. سنفعل ذلك باستخدام كاميرات الفيديو التي لن تقوم فقط بتفسير وتحديد رقم لوحة تسجيل مركبة نقل الأخشاب. وستكون الكاميرا الثالثة ذكية بما يكفي لتقييم حجم تلك الشحنة واستجواب نظام النقل الإلكتروني في الوقت الفعلي وستقرر ما إذا كان هناك أي شيء مريب بشأن تلك الشحنة.”
تظهر مبادرة سلطات للمراقبة عبر الأقمار الصناعية في سياق تختفي فيه غابات رومانيا بمعدل ينذر بالخطر. ووفقاً لتقارير منظمة السلام الأخضر في رومانيا، تتم إزالة ستة هكتارات كل ساعة، ما يعني 20 مليون متر مكعب من الأخشاب المقطوعة بشكل غير قانوني في عام واحد.