يمكنك القول أنه يأتي من عالم آخر. إنه شاب، طموح، بيئي جداً، يهتم بالهواء الذي نتنفسه جميعاً، وهو مهندس، نصف فرنسي ونصف كاتالوني
إنه "مارك أريني" ، الفرنسي الذين استقر في "بيتيشت Piteşti"، والذي وقع في حب رومانيا بلا رجعة.
"في البداية، جئت إلى هنا لتنفيذ عمل تطوعي. من خلال شبكة الإنترنت وجدت شخصاً لديه مزرعة بالقرب من "فاغاراش Fagaras "، وهكذا وصلت إلى رومانيا. حسناً، لقد اخترت رومانيا، ولم أكن أعرف شيئاً عنها، ولكن من خلال ما قرأته وما وجدته آنذاك، فهمت أن الحياة هنا على الأقل في الريف كانت كما في فرنسا منذ خمسين عاماً. وفي الواقع، هذا هو ما جذبني هنا في البداية، ولهذا اخترت التطوع هنا. الناس في رومانيا مضيفون رائعون. ومن السهل مقابلة الناس. لا يحكم عليك الناس. لقد تم استقبالي استقبالاً جيداً، وهو شيئ اكتشفته ربما في أسبانيا، على سبيل المثال، لكن ما وجدته في رومانيا لم أجده في أي بلد. فالفرنسيون مقارنة بالرومانيين منغلقون جداً للوهلة الأولى، إنهم أكثر تحفظاً".
كانت الخطوة التالية بعد التطوع هي تحويل المحرك الحراري إلى محرك كهربائي ، وبالتالي صنع أول سيارة "لوغان كهربائية" الذي تم اعتمادها من قِبل المكتب الروماني لتسجيل السيارات. وسريعاً ما صنع أول سيارة سباق كهربائية، السيارة التي يمكن رؤيتها في البطولة الوطنية للسرعة على الشاطئ. ومع اعتقاده أننا مسؤولون جميعاً عن سعر النفط، اختار أن يزود سيارته بزيت الطعام المستخدم.
"كان لدي سيارة "فيات سكودو Scudo" ثم بدأت في جمع الزيت من المطعم وتصفيته. قمت بإجراء بعض التعديلات على السيارة والذهاب بها باستخدام الزيت مئة في المئة، في الصيف وفي الشتاء، حتى أنني وصلت إلى رومانيا باستخدام الزيت. كان معي بضعة براميل، وقد جئت إلى هنا مستخدماً الزيت فقط".
ولأنه دائماً على اتصال مع عالم السيارات، أردت أن أعرف رأيه حول السائقين في رومانيا، حيث أنه لم يجد أي كلمات مديح لهم إلا بقوله: إنهم غير متعلمين. وعند سؤاله ما الذي يجب تغييره في رومانيا كي نصل إلى هذه الإمكانية، كان جوابه بسيطاً جداً: السياسة! بما أنه يجب أن يكون هناك توازن دائم، مقارناً كيف تم استقباله وكيف هم الرومانيون، وجد "مارك" كلمات مناسبة كرسالة حب للشعب الروماني.
"رومانيا بلد جميل جداً، غنية جداً. أعتقد أن القيمة الأكثر أهمية التي تملكها هي الشعب الروماني. أعتقد أنني لست مخطئاً، ولست الوحيد، أنه تماماً بعد مجيئنا إلى رومانيا، ليس كسياح، فالسياح مختلفون، لكن دائماً يتم الإحساس بأن هناك طاقة، وإمكانات لا تصدق. أما بالنسبة للناس، فمن الواضح أن الجميع يحسنون التصرف، فالرومانيون لبقون، فضوليون، أذكياء، إنهم شعب فوق العادة. هذا واضح! لا أعرف كيف يرى الفرنسيون أو الأجانب الآخرين هذا البلد، لكن يبدو لي أن الشعب الروماني هو شعبٌ فوق العادة".
ولأن سبع سنوات قد مضت منذ وصوله إلى رومانيا، وهي وقت كافٍ لقصة كاملة، سألته ما هي المشاعر التي تنتابه عندما يعود إلى الأراضي الرومانية ؟
"إنه شعور ينتابني منذ عدة أعوام، عندما أصل بالطائرة إلى هنا، أو عندما أبقى طويلاً في الخارج، في الآونة الأخيرة كنت في إسبانيا وفرنسا، ولكن عندما أصل إلى هنا أشعر أنني في البيت. لا أستطيع الإنكار لأنه كذلك! لا أريد العودة إلى فرنسا، أفكر دائماً في حال لم ينجح عملي إلى أين أذهب، ربما إلى إسبانيا، هكذا وهكذا. لا، لا أريد أن أذهب، آمل في أن أنجح، أود أن ينجح ما أقوم به هنا وأن أبقى في رومانيا "
روابط مفيدة
Copyright © . All rights reserved