ابتداءً من 1 يناير/كانون الثاني 2014، جميع الوحدات في قطاع منتجات الألبان التي انتفعت بالفترة الإنتقالية الممنوحة لتحسين نوعية الحليب الخام، تُصنع حالياً فقط حليباً وفقاً لمعايير الاتحاد الأوروبي- تؤكد السلطات الوطنية للصحة البيطرية وسلامة الغذاء
من إجمالي أربع و ستين وحدة لمعالجة الحليب من التي استفادت من الفترة الإنتقالية لإنتاج حليب مطابق أو غير مطابق للمعايير دون فصل، إحدى و خمسين وحدة تصنع الحليب وفق المعايير المطلوبة. وهذه الوحدات منشورة على الموقع الإلكتروني للهيئة المذكورة، على العنوات www.ansvsa.ro. وفي نفس الوقت، تم إغلاق ثلاث عشرة وحدة معالجة لأنها لم تستوف الشروط اللازمة.
حالياً توجد في رومانيا مائةٌ و ثمانٌ و ستون وحدة لمعالجة الحليب، مرخصة من قبل الصحة البيطرية، للتبادلات التجارية بين دول الإتحاد. المفوض الأوروبي للزراعة/ داتشيان تشولوش في حديث لإذاعة رومانيا العامة:
"في اللحظة التي وقعت فيها رومانيا اتفاقية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وقعت أيضاً على قبول بضعة التزامات بخصو بعض المعايير الصحية لإنتاج الحليب. وتلقت رومانيا آنذاك استثناءً لتسويق الحليب حتى نهاية عام 2011، الوقت الذي كان يتوجب عليها خلاله مواءَمُة ظروف إنتاج الحليب وفقاً لهذه المعايير الأوروبية. في عام 2011 وجدنا أن تلك المعايير لم تتحقق لمعظم إنتاج الحليب في رومانيا، وحينئذن منحت المفوضية الأوروبية، بطلب من رومانيا، تمديدًا لهذا الإعفاء لإنتاج الحليب حتى نهاية عام 2013. في العام الماضي، لم تطالب رومانيا بتمديد فترة الإعفاء، وبالتالي، فإن كل ما هو منصوص عليه، في الواقع، لجميع منتجات الحليب في الاتحاد الأوروبي، سيطبق هذه المرة على رومانيا. من خلال السياسة الزراعية المشتركة الجديدة، وبرنامج التنمية الريفية، يمكن لرومانيا الآن، تخصيصُ مبلغٍ معين لقطاع ما، للحصول على دعم مالي للتتماشى مع قواعد ومعايير معينة، و لتحسين جودة المنتجات بما في ذلك قطاع الحليب".
و بدوره، رئيس جمعية أرباب العمل الرومانية لصناعة الألبان/ دورين كوجوكارو، يؤكد عدم وجود نية لزيادة الأسعار في هذا القطاع:
"لا أرى ارتفاعاً لأسعار المواد الخام، لأن أولئك الذين كانوا يبيعون حليباً غير معقم أو غير صحي، أو الذين كانوا يعالجون الحليب دون إستيفاء معايير النظافة، لن يستطيعوا أن يبيعوا في السوق. إنها منفعة تعود على المستهلك و ليس ضرراً. أستطيع أن أقول أن المتضررين من إلغاء هذا الاستثناء – حيث كان يتوجب علينا تطبيق هذه المعايير من 2007، ليسوا سوى خمس عشرة ألف أسرة من السكان. سوق كبيرة، خاضعة للضرائب، لن تتأثر بهذا الإستثناء".
علينا أن نلاحظ أن صناعة منتجات الألبان في رومانيا، تعد محط اهتمام المستثمرين الأجانب منذ أكثر من عشرين عاماً، عندما دخلت مجموعة هوكلاند الألمانية، بتسيهلات للإنتاج في بلدنا. و في السوق نجد بتجهيزات للإنتاج، مجموعة لاكتاليس الفرنسية، التي تولت في عام 2008 مجموعة لا دورنا، و كذلك شركة دانون الفرنسية، وشركة فريزلاند- كيمبينا الهولندية، وأوليمبوس اليونانية. ووفقا لآخر البيانات التي قدمتها وزارة الزراعة والتنمية الريفية الرومانية، في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، استوردت رومانيا حليباً و لبناً خاثراً بقيمة تجاوزت ثلاثة و ستين مليون يورو، أي أكثر بنسبة 20٪ تقريباً، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. التفسيرات يقدمها لنا مجدداً رئيس جمعية أرباب العمل الرومانيين في قطاع صناعة الألبان/دورين كوجوكارو:
"الطلبُ أكبرُ من العرض، وثانياً، السوق محكومة بالأسعار. فإذا كان العرض من خارج البلاد بأسعار أقل، فتلقائياً المستهلك الروماني سيأخذ المنتجات المتاحة بناءً على قدرته الشرائية. و فيما يخص المنتج النهائي، لدينا ثلاثة عوامل تؤثر على السعر: تكلفة إنتاج أقل، أي أن المزارعين الغربيين يبيعون الحليب بسعر معقول نحو معالجي الحليب، أما المصنعون فيحظون بتكاليف أقل، و تلقائياً سيكون سعر تسويقهم أقل. ولكن يتوجب علينا أن نكمل أن هذه المصانع في الغرب، والمزارع، بالإضافة إلى المصنعين، على حد سواءً، قد استعادوا استثماراتهم مقارنة بالمزارعين و المصنعين الرومانيين، الذين انتفعوا باستثمارات من مخصصات أوروبية أو عبر قروض مصرفية من البنوك، و هذه المبالغ أو القروض، لم تعوض بعد، وهي موزعة على تكلفة الإنتاج. من ناحية أخرى، لم يحظ المزارعون الرومانيون سوى بخمس سنوات من المعونات فقط، في حين أن المَزارع في الغرب، قد انتفعت على مدى عشرين إلى ثلاثين عاماً، على الأقل، من المعونات، و حظيت بوقت كاف لتعزيز أعمالها. عامل آخر إضافي، هو الإستيلاء على السوق الرومانية من قبل منتجين أو موزعين شتى من الخارج، يتدخلون لإغراق السوق الرومانية بالبضائع، للسيطرة على السوق، آخذين في اعتبارهم، أنهم في عام 2015، عندما سيتم إلغاء حصص الحليب، سيحظون بحصة معينة من السوق".
لكن رومانيا لا تستورد فحسب، بل تصدر كذلك منتجات الألبان – أكد لنا دورين كوجوكارو. أما الوجهات فهي اسبانيا وبلجيكا و النمسا ... وحتى في ألمانيا يمكن العثور على منتجات ألبان رومانية في المتاجر، أما مشتقات الألبان الرومانية الناضجة، فتصدر بشكل رئيسي إلى قبرص واليونان و الشرق الأوسط.
روابط مفيدة
Copyright © . All rights reserved