حول علاقات بوخارست - برلين

حول علاقات بوخارست - برلين كان يوم الوحدة الألمانية فرصة ممتازة لتحليل العلاقة بين بوخارست وبرلين

رومانيا ستعمل على تشجيع الوحدة الأوروبية خلال فترة ولايتها، في النصف الأول من العام المقبل، لرئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي – وعد، يوم الثلاثاء، الرئيس/ كلاوس يوهانيس، الذي شارك في المراسم الاحتفالية، في بوخارست، المكرسة ليوم الوحدة الألمانية. بعد مُضي قرابة ثلاثة عقود على انهيار الدكتاتوريتيْن الشيوعيتيْن في بوخارست وفي برلين الشرقية، وعلى تمكن الدولتين الألمانيتين من لم شملهما وإعادة وحدتهما، رحب الرئيس/ كلاوس يوهانيس، بحقيقة أن كلاً من رومانيا وألمانيا تتقاسمان رؤية مشتركة للمشروع الأوروبي. "الجهود الرامية إلى صون الوحدة يجب أن تستمر، وخصوصا في هذه الأوقات عندما أصبحت  النزعات الانقسامية أقوى" – أكد رئيس الدولة. أما على الصعيد الثنائي، فقد ذكر الرئيس، أن ألمانيا، لسنوات عديدة، كانت الشريك التجاري الأول لرومانيا، واستثمرت بشكل كبير، وبمختلف الأساليب في تطوير الاقتصاد الروماني. "العلاقات والروابط بين رومانيا وألمانيا تحظى بطبيعة خاصة، واستراتيجية مبنية على الصداقة والثقة"، كما أنها "تحظى بروابط اجتماعية – انسانية متميزة" – أضاف يوهانيس، مصنفاً حقيقة وجود أقلية ألمانية في رومانيا، بجانب ألمانيين من الذين عادوا إلى بلدهم ألمانيا، من جهة، بالإضافة إلى وجود جالية رومانية، وجدت لها موطناً جديداً في ألمانيا، من جهة أخرى، حافزا لتوطيد للعلاقات الثنائية.

وبما أنه نفسه فرد من المنتمين لهذه الأقلية، لاحظ الرئيس أن قبل 100 عام، في نهاية الحرب العالمية الأولى، كانت الأقلية الألمانية في ترانسيلفانيا هي الأولى، التي اعترفت، عبر البيان الذي أعلن في مدينة مدياش (وسط البلاد)، بالاتحاد مع مملكة رومانيا لهذه المحافظة التي تقطنها أغلبية من السكان الرومانيين، والتي كانت حتى ذلك الحين تحت الحكم النمساوي- المجري. إن مثل هذه الدورس التاريخية - خلص رئيس الدولة - تدل على أن الوحدة هي شرط أساسي لتحقيق التقدم على الصعيد الوطني وفي الإطار الأوروبي.

السفير الألماني في بوخارست/ كور ماير- كلودت، وعد بدوره، أن تواصل برلين دعمها لبوخارست. وهو يعتقد أن الوحدة في التنوع هي "واحدة من أجمل السمات المميزة لرومانيا الحديثة"، التي من الحري"أن يُحتفل بها في العام الذي يصادف الذكرى المئوية". رومانيا الحديثة – أضاف الدبلوماسي الألماني – عبرت بنجاح قرناً كاملاً من التحديات الضخمة والكوارث الكبرى، "كدولة موحدة متعددة الأعراق واللغات والديانات". في الواقع، "كجزء من أوروبا صغيرة في مرحلة مبكرة، تشمل مكوناً ألمانياً كبيراً" – أكد السفير ماير-كلودت. حوالي سبعمائة وخمسين ألفاً من المواطنين ذوي العرقية الألمانية في رومانيا، عادوا إلى وطنهم الأم، بأعداد ضخمة بعد الحرب العالمية الثانية، وتولي الدكتاتورية الشيوعية للسلطة في بوخارست، ولكن بقي منها حتى الآن عشرات الآلاف. وبالمقابل، تظهر البيانات التي نشرها المكتب الألماني للإحصاء، أن الرومانيين يشكلون خامس أكبر أقلية في ألمانيا. حيث أن حوالي ثمانمائة وخمسين ألفاً من سكان الجمهورية الاتحادية لديهم جذور رومانية، سواء أكانوا من بين ذوي العرقية الألمانية ااذنعادوا إلى موطنهم الأم من ترانسيلفانيا، وبانات، وبوكوفينا، أو من الرومانيين الذين هاجروا في العقود الأخيرة إلى ألمانيا بحثا عن حياة أفضل.


www.rri.ro
Publicat: 2018-10-03 18:54:00
Vizualizari: 533
TiparesteTipareste