برايان جاردين من الولايات المتحدة

 برايان جاردين من الولايات المتحدة برايان جاردين هو محامٍ يعيش في رومانيا لأكثر من عشرين عاماً، وُلِد في كونيكتيكوت، لكنه يأتي من لوس آنجيلوس، كاليفورنيا، حيث بدأ مهنة المحاماة

مهنته هي التي جلبته إلى "بوخارست" للمرة الأولى في التسعينيات، حيث بقي لمدة عام، ومن ثم عاد إلى "بودابست" كي يعمل لعدة أعوام أخرى. لماذا عاد "برايان جاردين" مرة أخرى إلى رومانيا؟ يشرح لنا ذلك في الدقائق القليلة القادمة:

"قَدِمت هنا للمرة الأولى في عام ألف وتسعمئة وستة وتسعين، بعقد لمدة عام، ثم عدت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لكني حصلت على فرصة أخرى للعودة إلى المنطقة في عام ألف وتسعمئة وثمانية وتسعين، وعشت عدة أعوام في "بودابست". عملت كمحام في "كاليفورنيا" في مجال التقاضي، والذي كان مليئاً بالمشاكل إلى حد ما. رغبت في دراسة المحاماة، كي أعمل في مجال أكثر تعاوناً، كما هو الحال في مجال الأعمال، وفكرت في أنني يمكنني الحصول على فرصة في أوروبا الشرقية بعد خمس إلى ست سنوات من الانفتاح، وسقوط الشيوعية. في حينها، كان هناك الكثير من الشركات الأمريكية والبريطانية المهتمة بالمجيء إلى رومانيا، كما كان هناك الكثير من العملاء الذين يريدون الاستثمار هنا، وبسبب ذلك، فكرت أنه من المهم لي أن أعمل هنا، مقارنة بعملي في الولايات المتحدة الأمريكية".

كان لـ "برايان جاردين" الفرصة، لمعرفة كيف تطورت رومانيا في كل هذه السنوات، بعد سقوط الجدار الشيوعي في أوروبا الشرقية، وكذلك في الفترة التي سبقت انضمام بلدنا إلى المجتمع الدولي. يحدثنا "برايان جاردين" كيف استقبل كل هذه التغيرات:

" أعتقد أن التغيرات التي حصلت في السنوات العشر الأخيرة مميزة، مقارنة بالتغيرات التي حصلت خلال السنوات العشر التي قبلها. من المحتمل أن ذلك له علاقة بواقع انضمام رومانيا إلى الاتحاد الأوروبي. معظم الناس يقولون، إذا كنتَ عضواً في الاتحاد الأوروبي، يعني حصولك على التمويل الأوروبي، لكن بالنسبة لي، كمحامٍ، لهذا العمل مفهوم آخر. لاحظت أنه قد جاءت بعض القوانين من "بروكسيل"، والتي أوجدت تشريعات جديدة أكثر تكاملاً مع باقي أوروبا. لا يلاقي كثير من هذه القوانين شعبية، وأعتقد أنها قد فُرِضت قليلاً من الخارج، لكنها تمثل فرصة، لأننا إذا أردنا لرومانيا أن تندمج مع الدول الأوروبية، من الضروري تطبيق تلك القوانين جنباً إلى جنب مع باقي أوروبا. ما يزال لدينا عمل الكثير من الخطوات من أجل المستقبل، لكنني أعتقد أنه تم تحقيق الكثير من التقدم في السنوات العشر الأخيرة".

خارج مهنة المحاماة، "برايان جاردين" نشيط جداً في وقت فراغه: فهو يشارك في الأعمال الخيرية، ويعزف على الغيتار، يقوم بالتسجيلات الصوتية في استوديو متخصص، كما أنه تعلم اللغة الرومانية. بإمكانه أن يقول الآن بأنه قد اندمج بالكامل في رومانيا.

" لم يكن هناك أية خطة، عندما جئت إلى هنا منذ عشرين عاماً. لم يكن لدي أية علاقة مع هذه البلاد، وليس لدي أقارب في رومانيا، وليس لدي أية حبيبة رومانية. فقط أنني أتحدث الاسبانية، كوني قد عشت عدة أعوام في أمريكا اللاتينية، وأنه سيكون من السهل تعلم اللغة الرومانية، كون اللغتين لديهما جذور لاتينية مشتركة. كان هذا هو الدافع الأول. أعرف عن رومانيا ما يُذاع في الأخبار، وعن "تشاوشيسكو"، وعن "ناديا كومانيتشي"، وعن "دراكولا"، كـالتسعة والتسعين بالمئة من الأمريكيين الآخرين. أيضاً، عندما جئت إلى هنا، وجدت أن البلد مشوّقة جداً، مع ثقافة غنية جداً، مختلفة عن باقي البلدان الأوروبية في هذه المنطقة، فقط من الناحية الثقافية، ومن ناحية اللغة. توجد هنا روح لاتينية أكثر، كنت في "الإكوادور"، والأرجنتين والبرازيل، لكن بالنسبة لي، الروح هنا أكثر دفئاً. زوجتي أمريكية، وليست رومانية، لكنها تحب العيش هنا، ونحن منغمسون في نشاطات مختلفة. لدينا شبكة اجتماعية خيرية واسعة جداً، كما كنت عضواً في لجنة "فولبرايت" منذ بضع سنوات، وقد زرعت عدة جذور هنا. نحب البلد كثيراً، وعندما نقارنها ببقية العالم، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث الخطر القائم أكبر، لاحظت أننا في حال كنا ننعم بالهدوء، فالبلد جيد. لا يوجد ناس عنيفون هنا، كما لا توجد جريمة مرتفعة جداً، هناك أمن أكثر من أجل الأطفال ومن أجل الحياة هنا. نتمتع بميزة أخرى هنا، وهي أننا إذا أردنا أن نذهب في عطلة في أوروبا، إلى روما، إلى إستانبول، أو أنجلترا، من السهل الذهاب من المطار في "أوتوبين" في "بخارست"، حيث نصل بعد بضع ساعات، ونجد أنفسنا في بلد مختلف ثقافياً مئة بالمئة".

يشعر "برايان جاردين" كأنه في بيته في رومانيا، أو بشكل آخر، يمكن القول أن لديه مكانين يمكن أن يسميهما بيته: رومانيا والولايات المتحدة الأمريكية. هناك أماكن حيث لديه عائلة، وحيث بنى شيئاً ما، وحيث عليه المحاولة أن يكون عادلاً بينها.

"نذهب في عطلة مع أطفالنا، فيم أهلنا هناك في الولايات المتحدة الأمريكية، في "كارولينا الشمالية"، ينتظرون وصولنا بلهفة. لدينا منزل هناك حيث نريد أن نكون مع جميع الأقارب والأهل، لكن بعد عدة أسابيع علينا العودة، بسبب عملنا هنا، ولوجود العديد من الأعمال التي علينا إنهاؤها، لدينا أصدقاء ومدارس الأطفال. بعد أسبوعين أو ثلاثة، نبدأ الاستعداد للعودة إلى هنا، حيث نشعر أن نصفنا هنا ونصفنا الآخر هناك".

التغيرات في رومانيا واضحة، لكن يوجد العديد من المجالات التي تحتاج إلى التغيير. ما هو رأي "برايان جاردين"؟

"هناك العديد من المطاعم الجيدة وهناك العديد من وسائل الترفيه الاجتماعية. يمكن الحصول على السلع الاستهلاكية بسهولة، وهذه ميزة، ولكن من سوء الحظ، أن البلد مايزال يفتقر البنية التحتية، التي تحد من الوصول إلى بعض المناطق. هناك مناطق رائعة، مثل نهر الدانوب، وماراموريش وترانسيلفانيا، لكن من الصعب الوصول إلى هناك بالسيارة، وهذا أمر مؤسف. ولو كانت المناطق مخدمة سياحياً بشكل صحيح، لكان ذلك ميزة بالنسبة لرومانيا".

مع بداية العام الجديد، أراد "برايان جاردين" أن يرسل رسالة مليئة بالأمل، إلى أولئك الذين يسمعوننا:

 " عليكم بالصبر، لأنه بلد رائع، وكثيراً ما يمكننا القول أن العشب أكثر خضرة عند الجيران. جميعنا لدينا مشاكل. أعتقد أن لدينا حياة جيدة هنا. إنه أمر صعب، لكنه يعتمد على الطريقة التي نريد أن ننظر بها إلى الكأس، إلى الجزء المليء أو إلى الجزء الفارغ. رومانيا الآن كمجتمع أو كبلد أفضل بكثير مما كانت عليه في التسعينيات، وآمل أنها ستكون أفضل في السنوات العشر أو العشرين القادمة. يجب أن يكون لدينا مستقبل أكثر إشراقا".


www.rri.ro
Publicat: 2019-01-18 15:56:00
Vizualizari: 1580
TiparesteTipareste