إحباط محاولة تخريب جديدة دبّرتها روسيا على الأراضي الرومانية
أُحبطت محاولة تخريب جديدة دبّرتها روسيا على الأراضي الرومانية.
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 22.10.2025, 19:26
بصفتها بلداً عضواً في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، وجارة لأوكرانيا التي غزتها القوات الروسية، رومانيا كانتا متضامنة مع أوكرانيا منذ اللحظة الأولى للحرب التي بدأت في 24 فبراير/ شباط 2022. وبذلك، فقد تحملت رومانيا خطر أن تصبح هدفًا لأعمال عدائية تُدار من موسكو. الجهاز الروماني للمخابرات (SRI) نقل أن بالتعاون مع شركاء وطنيين ودوليين، تمكن من إحباط عملية تخريب جديدة دبّرتها روسيا على الأراضي الرومانية، وكانت تستهدف شركة في العاصمة بوخارست.
“بالتعاون مع مديرية تحري جنح الجريمة المنظمة والإرهاب (DIICOT)، ووزارتي الداخلية والدفاع، وكذلك مع أجهزة استخباراتية أجنبية شريكة، تمكن الجهاز الروماني للمخابرات من إحباط تنفيذ عملية تخريب جديدة داخل البلد، شارك فيها مواطنان أوكرانيان، كانا تحت إشراف مباشر من عملاء في أجهزة الاستخبارات الروسية، وكان الهدف هو إحراق مقر شركة نوفا بوست – (أكبر شركة بريد خاصة أوكرانية) – في بوخارست” – حسب البيان الرسمي.
ووفقًا لبيان صحفي نقلته وسائل الإعلام، في يومي 14 و15 أكتوبر/ تشرين الثاني، اكتشف الجهاز الروماني للمخبارات، ورصد مواطنَين أوكرانيَين دخلا البلاد من بولندا في طريقهما إلى بوخارست، ونجحا في وضعا طردين في مقر “نوفا- بوست” يحتويات على عبوات حارقة مصنوعة يدويًا، تعمل عند بعد، كانت مخفاة داخل سماعات رأس، وقطع غيار سيارات، إضافة إلى مكونات تتبع عبر نظام التموضع العالمي GPS
ولو اندلع الحريق داخل المبنى الموجود في وسط بوخارست، لكان من المحتمل أن يمتد بسهولة إلى المباني المجاورة، مما كان سيشكل خطرًا حقيقيًا على حياة عدد كبير من الأشخاص، وعلى الممتلكات في المنطقة.
فرق الجهاز الروماني للمخابرات، باستخدام موارد متخصصة، تمكنت من التعرف على الطرورد المشبوهة فورًا وتعطيلها، ومنع تشغيلها سواءً عمداً أو خطاً.
وحاليًا، تُجري السلطات القضائية، إلى جانب الأجهزة الأمنية المختصة يالأمن القومي، تحقيقات مشتركة حول أنشطة المواطنين الأوكرانيين، اللذين يبلغان من العمر 21 و24 عامًا على التوالي، بحسب مديرية تحري جنح الجريمة المنظمة والإرهاب (DIICOT)،
المعلومات المتوفرة تؤكد أن المشتبه بهما ينتميان إلى شبكة تخريب واسعة تديرها أجهزة الاستخبارات الروسية، وتستهدف دول شرق أوروبا مثل: رومانيا وبولندا وجمهورية مولدوفا- وفق ما صرح به المتحدث باسم جهاز الاستخبارات الروماني- أوفيديو مارينتشيا.
وفي العاصمة بوخارست، ترى أغلب وسائل الإعلام أن محاولة التخريب الجديدة ليست مفاجئة، نظراً لكون رومانيا تُعتبر دولة “معادية” من وجهة نظر النظام الروسي. ومع ذلك، يلاحظ بعض الصحفيين سهولة تجنيد الروس لوكلاء من بين الأوكرانيين أنفسهم – أي من بين الذين يُفترض أنهم أعداء موسكو، والذين تعهد بعض صناع القرار الغربيين بدعمهم حتى تحقيق “النصر”، رغم أن لا أحد يستطيع تعريف هذا “النصر” بوضوح.