أهم الأحداث الخارجية في عام 2017
للإطلاع على استعراض لأهم الأحداث على المستوى الدولي خلال عام 2017، الرجاء النقر هنا
Florentin Căpitănescu, 30.12.2017, 19:24
الملفات الرئيسية على جدول أعمال الاتحاد الأوروبي:
أطلقت السلطات في لندن، في شهر مارس/ آذار، بعد تسعة أشهر من الإستفتاء الذي قسم المملكة المتحدة، إجراءات مغادرة الإتحاد الأوروبي. وبعد أشهر من المفاوضات الصعبة، توصلت كل من بروكسل ولندن أخيراً إلى اتفاق مرحلي ضروري للغاية. حيث لاحظ المجلس الأوروبي، في شهر ديسمبر/ كانون الأول، وجود تقدم كاف في المفاوضات حول ثلاثة محاور رئيسية هي: حقوق المواطنين الأوروبيين بعد خروج بريطانيا، والحدود بين جمهورية ايرلندا ومقاطعة ايرلندا الشمالية في المملكة المتحدة، والفاتورة التي يتوجب على لندن سدادُها عقب الطلاق إن صح التعبير. والتي لاحقاً ستتبعها مفاوضات تجارية – يقول الخبراء عنها بأنها ستكون صعبة بنفس القدر. الهجرة، في عام 2017 أيضاً، بقيت قضية راهنة، حتى بعد انخفاض عدد اللاجئين الذين يتزاحمون للإنقضاض على أوروبا. حيث تبقى اليونان وإيطاليا تحت الضغط، في حين أن العديد من دول الاتحاد الأوروبي في أوروبا الوسطى والشرقية، وخاصة هتغاريا، تواصل رفض نظام الحصص الإجبارية المقترحة من قبل المفوضية الأوروبية. متأثرة ولكن على نطاق محدود، من جراء ضغط اللاجئين، عاشت اسبانيا، قبيل نهاية العام، مُناخاً سياسياً واجتماعياً مُضطرباً، بسبب استفتاء مثير للجدل حول استقلال إقليم كاتالونيا. ففي 27 أكتوبر/ تشرين الأول، أعلن البرلمان الكاتالوني، استقلال الإقليم من جانب واحد، الذي لم يعترف به الاتحاد الأوروبي. مدريد وضعت اقليم كاتالونيا، تحت الوصاية، وحلت الحكومة والبرلمان، ودعت إلى انتخابات إقليمية جديدة، بينما فر الرئيس المخلوع/ كارليس بوديمنت إلى بلجيكا. أما فيما يخص السياسة الخارجية، فقد دخل الاتحاد الأوروبي في عهد جديد من العلاقات مع الولايات المتحدة، أكثر برودة بعد تنصيب دونالد ترامب رئيساً، كما حافظ الإتحاد على مسافة مع روسيا، وخاصة في ظل العقوبات الاقتصادية المستمرة ضدها، بسبب تورط موسكو في الصراع في شرق أوكرانيا. وبالمقابل، اعتبر اتمام الإتفاقية التجارية مع اليابان، ثالث أكبر اقتصاد في العالم، خطوة كبيرة إلى الأمام.
اليمين المتطرف يواصل الصعود في أوروبا:
في عام 2017، لم تؤكد الانتخابات في فرنسا وألمانيا وهولندا والنمسا سوى حقيقة أن اليمين المتطرف يكتسب ثقلاً أكبر فأكبر، وتتسع رقعته أكثر فأكثر على أرض الواقع. ففي هذا العام، حققت الأحزاب المنتمية لهذا التيار سلسلة من النتائج التاريخية، حتى وإن لم تحظ بانتصار على المستوى الوطني. فمثلاً، في فرنسا، وصلت زعيمة الجبهة الوطنية/ مارين لوبان، في الانتخابات الرئاسية التي نظمت خلال الفترة بين أبريل/ نيسان ومايو/ أيار، إلى الجولة الثانية، بضعف عدد الأصوات تقريبًا التي كان قد حصل عليها والدُها، جان- ماري لوبان، منذ خمسة عشر عاماً. الإقتراع حسم بنسبة 66٪ من الأصوات، لصالح المرشح الوسطي الموالي لأوروبا/ إيمانويل ماكرون، الذي تزعم حركة إلى الأمام!، التي تأسست قبل عام واحد فقط من الإنتخابات الرئاسية، والذي نجح، في إقصاء الاشتراكيين والجمهوريين، لأول مرة، من قصر الإليزيه. وفي ألمانيا بعد الانتخابات الاتحادية، نجح حزب البديل من أجل ألمانيا – التشكيلة السياسية المشككة بأوروبا والمعادية للمهاجرين – ، بزعامة غيرت فيلدرز، لأول مرة، في دخول البرلمان، بعد حصوله على أكثر من 12٪ من مجموع أصوات الناخبين، ليصبح ثاني قوة سياسية في البرلمان، بعد الليبراليين. أما النسخة النمساوية لحزب الحرية، أقدم تشكيلة سياسية في الأسرة القومية الأوروبية، فقد أنهى الإنتخابات التشريعية، في أكتوبر/ تشرين الأول، حاصلاً على نسبة 26٪. النتيجة ضمنت له الوجود الشرعي في الحكومة التي يقودها المحافظ/ سيباستيان كورتس، الذي أصبح في 31 من عمره، أصغر رئيس وزراء في أوروبا. وبالرغم من أنه لم يكن كاملاً، إلا أن نجاح الأحزاب الشعبوية، والمتشككة تجاه الإتحاد الأوروبي، والمعادية للهجرة، يُسرع إعادة تشكيل المشهد السياسي في الاتحاد الأوروبي.
السنة الأولى لولاية ترامب:
في 20 يناير/ كانون الثاني، أصبح الملياردير الجمهوري المثير للجدل/ دونالد ترامب، رئيسا للولايات المتحدة تحت شعار أمريكا أولاَ!، ولكن الشكوك بالتواطؤ مع روسيا ألقت بظلالها على بداية ولايته. وكدليل على النحو الفريد الذي يحدد عبره السياسة الخارجية، فقد هدم حصيلة سلفه الديمقراطي/ باراك أوباما، بعدما تخلت الولايات المتحدة أو هددت بالتخلي عن العديد من الاتفاقيات الدولية، ومن بينها: الشراكة عبر المحيط الهادئ، التي وقعتها إحدى عشرة دولة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بما في ذلك اليابان، واتفاقية باريس المناخية، والوثيقة التأسيسية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلم (اليونسكو). ومع ذلك، فإن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ربما كان القرار الأكثر إثارة للجدل للرئيس غير التقليدي. الإجراء، الذي انتقد بالإجماع تقريباً من قبل الشركاء الغربيين للولايات المتحدة، وتسبب في موجة من الاحتجاجات في الشرق الأوسط. وبالمثل، كان خطاب ترامب عدوانياً، على مدار السنة، ضد ما وصفه بالنظام الوحشي في بيونغ يانغ، على خلفية الإختبارات الباليستية المعتادة لكوريا الشمالية.
هجمات مقترفة في المجال الغربي:
لقي مئات الأشخاص مصرعهم في هجمات وقعت عام 2017 في العالم الغربي، وعلى رأسها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، على الرغم من الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب. ففي مايو/ أيار، في مدينة مانشستر البريطانية، خلال حفل موسيقي للمغنية/ أريانا غراندي، فجر مواطن بريطاني الجنسية من أصل ليبي عُبوةً ناسفة. وقد أسفر الهجوم، عن مقتل إثنين وعشرين شخصاً، ونقل ستين شخصا إلى المستشفى. وفي أغسطس/ آب، ضرب الإرهابيون مرة أخرى قارة أوروبا، هذه المرة في مدينة برشلونة. حيث قتل أربعة عشر شخصاً وأصيب مائة آخرون، عندما اقتحمت شاحنة شارع للمشاة. ومع ذلك، وقع أكثر هجوم دموية في أكتوبر/ تشرين الأول، في مدينة لاس فيغاس، في الولايات المتحدة الأمريكية. حيث لقى تسعة وخمسون شخصاً مصرعهم، وأصيب اكثر من 500 آخرين بعد أن فتح مُسلح النار على حشود الجمهور التي تجمعت لحضور حفل موسيقي. المذبحة أثارت نقاشات بشأن حصول المواطنين الأمريكيين على أسلحة نارية.
اختتام المسيرات الإحترافية لعدد من كبار الرياضيين:
أعظم عداء على مر التاريخ، وأكبر نجم لألعاب القوى، رياضي صاحب كاريزما لا مثيل لها، الجامايكي/ أوسين بولت، المشهور بلقب البرق، ودع الرياضة الإحترافية، في شهر أغسطس/ آب، بعد بطولة العالم، بجعبة متميزة، تضم ثمانية ألقاب أولمبية، ورقمين قياسييْن عالمييْن يستحيل تجاوزهما، ترك فراغاً كبيراً. كما أن عشاق كرة القدم، ودعوا بدورهم العديد من اللاعبين الأسطوريين، مثل: الإيطالي/ فرانشيسكو توتي، والألماني/ فيليب لام، والإسباني/ تشابي آلونسو، أوالبرازيلي/ كاكا، الذين علقوا أحذايتهم الرياضية على المسمار.