الآثار الاقتصادية للانتخابات الرئاسية
تأثير عدم الاستقرار السياسي ونتيجة تصويت المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية على الاقتصاد الروماني

Radio România Internațional, 07.05.2025, 13:08
اهتزّ الاستقرار الهش للاقتصاد الروماني، بنتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، والفوضى السياسية الناجمة عن استقالة رئيس الوزراء الاشتراكي الديمقراطي “مارتشيل تشيولاكو” من رئاسة الحكومة الائتلافية المكوّنة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والحزب الوطني الليبرالي، والاتحاد الديمقراطي للمجريين في رومانيا. وقد بدأت النتائج تظهر من خلال ارتفاع سعر الصرف، والمؤشرات الرئيسية لبورصة بوخارست، والذي أدّى إلى زيادة سعر الفائدة التي تقترض بها الدولة الرومانية.
وبعد أن تمكن البنك الوطني الروماني، من الحفاظ على سعر صرف الليو مستقراً نسبياً مقابل اليورو، أظهرت النشرة التي أصدرها البنك الوطني الروماني يوم الثلاثاء، ارتفاع سعر صرف اليورو إلى ما يزيد عن خمسة ليو. وفي نفس اليوم، ارتفع مؤشر سعر الفائدة “روبور” لمدة ثلاثة أشهر، والذي يتم على أساسه حساب تكلفة القروض الاستهلاكية بالليو بأسعار فائدة متغيرة، من خمسة فاصلة تسعة في المئة، إلى ما يزيد قليلاً عن ستة ليو. كما ارتفع مؤشر الستة أشهر، المستخدم في حساب أسعار الفائدة على قروض الرهن العقاري بالليو بأسعار فائدة متغيرة، بنسبة صفر فاصلة ستة عشر في المئة.
وأوضح المتحدث باسم البنك الوطني الروماني، “دان سُوتشيُو”، إلى أن انخفاض قيمة الليو مقابل اليورو لم يزد عن اثنين في المئة، إلاّ أن له عواقب على التكاليف بالنسبة للدولة الرومانية، لكن البنك الوطني الروماني لديه الموارد اللازمة لإبقاء الوضع تحت السيطرة. “دان سُوتشيُو”.
“أدّى تجاوز اليورو عتبة الخمسة ليو، إلى خلق بعض مشاعر التخوف والقلق. ولأننا نمر بفترة من عدم الاستقرار الانتخابي والسياسي، ولا تتم الإجابة على كل الأسئلة على المستوى السياسي، وفي نفس الوقت مغادرة رؤوس الأموال خارج البلاد، وضعف الاستثمارات القادمة. في الفترة السابقة، كان الوضع عكس ذلك. وإلى أن نعود إلى تدفق أموال مماثل، من الصعب القول بقدرتنا على تحقيق الاستقرار في سعر الصرف، عند المستوى الذي حققناه سابقاً. لدى البنك الوطني الروماني موارد، ونحن واثقون من أننا سنجد التوازن الجديد الذي سيعتمد عليه سعر الصرف وأسعار الفائدة “.
وواصلت بورصة بوخارست اتجاهها التنازلي يوم الثلاثاء، حيث انخفضت المؤشرات الرئيسية بنسبة ثلاثة في المئة، تقريباً يوم الاثنين، مقارنة بقيم يوم الجمعة. وقال المعلق السياسي “بوغدان كيرياك” والذي أطلق أيضاً نداء من أجل الهدوء، بأن هناك حالة قلق بشأن الوضع الاقتصادي، والتي تفاقمت بسبب استقالة رئيس الوزراء.
“مشكلة رومانيا الرئيسية في الوقت الحالي هي الوضع الاقتصادي، والذي اهتزّ بشدّة بعد استقالة رئيس الوزراء “مارتشيل تشيولاكو”. لا أعتقد أن العالم يجب أن يكون أكثر قلقاً، مما كان عليه عندما فازت “جيورجيا ميلوني” في الانتخابات الإيطالية، لكنها الآن نقطة الوصل بين الاتحاد الأوروبي وإدارة ترامب. إن الهجوم على رومانيا في هذه اللحظة، يسبب الكثير من الضرر، لأن رومانيا إذا سقطت اقتصادياً، مع وجود الأسباب التي ترجّح هذا الاعتقاد، سيواجه الاتحاد الأوروبي والجناح الشرقي بأكمله مشكلة كبيرة”.
ويمكن أن تستمر فترة عدم اليقين وعدم الاستقرار هذه، على الأقل حتى ما بعد الجولة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في الثامن عشر من أيار/مايو.