مشاريع جديدة في قطاع التعليم
مشروع تجريبي يطبق في ثلاث مدارس ثانوية
Diana Baetelu, 04.05.2023, 16:07
الانتقادات الشديدة التي يواجهها نظام التعليم منذ سنوات حدت بمسؤولي هذا القطاع إلى إصلاحه بشكل متكرر وربما مبفرط بحسب البعض طيلة الثلاثين عاما الماضية . آخر مشروع إصلاح أحيل إلى البرلمان وهو بانتظار التصويت عليه . وفي غضون ذلك تقدمت المدارس بمشاريع بديلة حظيت بموافقة وزارة التعليم ..إحدى المدارس التي قامت بمثل هذه الخطوة هي مدرسة غورغي شينكاي الثانوية في بوخارست فالمشروع الذي قدمته ويطبق على سبيل التجربة في ثلاث مدارس حاليا يعتمد على تقسيم السنة الدارسية إلى وحدات تدريس بدلا من فصول متفاوتة المدة كما هي عليه . والجدير ذكره أن وزارة التعليم نفسها اتخذت خطوة مماثلة وقسمت السنة الدراسية إلى وحدات زمنية تفصلها عطل مدرسية قصيرة. الفرق الذي يحدثه المشروع التجريبي البديل أن جميع ساعات التدريس المخصصة لمواد دراسية معينة على مدى العام الدراسي تكون مدمجة ضمن وحدة تدريس واحدة في السنة الدراسية بحسب سيلفيا موساتويو مدرسة الرياضيات في كلية Gh. Şincai الوطنية:
“الفكرة ليست بجديدة ، ولسنا نحن من طرحها للمرة الأولى وإنما نحن من قام بطبيقها للمرة الأولى ما لم يكن بالأمر السهل نظرا للجهود الكثيفة التي بذلناها لوضع المشروع و التحضير لتنفيذه . الجدير ذكره أنه في نموذج التدريس المتبع حاليا في المدارس الثانوية يتراوح عدد ساعات التدريس ما بين 14 و17 ساعة تدريس في الأسبوع متوزعة على المواد الدراسية وهي كثيرة في الحقيقة ولكنها متوزعة بشكل غير متساو بين المواد الدراسية ما يحول دون استيعاب بعض المواد بما فيه كفاية وخاصة تلك التي يخصص لها عدد أقل من الحصص . لذلك فكرنا في تقليل عدد المواد التي يتم تدريسها في الأسبوع .في الوقت الحالي تخصص للمواد المتصلة بتخصص المدرسة الثانوية الرئيسي الذي يتنوع بين الرياضيات و المعلوماتية و الآجاب و العلوم الاجتماعية والفلسفة وعلوم الطبيعة – أكثر الحصص أسبوعيا على مدار السنة في حين أن المواد غير المتصلة بتخصص المدرسة تدرس في عدد أقل من الحصص أسبوعيا أوحتى مرة واحدة كل أسبوعين على مدار السنة . لتدراك الوضع اقترحنا دمج المواد غير المتصلة بتخصص المدرسة – على سبيل المثال مادة التربية الجمالية في ثانويات الرياضيات والمعلوماتية ضمن فترة تدريس واحدة في السنة الدراسية وليس على مدارها كما هو عليه وأطلقنا على تلك الفترة وحدة تدريس وتستغرق ستة أسابيع متتالية في السنة الدراسية كلها وتدرس خلالها المادة المعنية كاملة في ثلاث حصص أسبوعيا.”
بعد الانتهاء من تدريس مادة التربية الجمالية على سبيل المثال -سيطبق هذا النموذج على مواد أخرى غير متصلة بتخصص المدرسة الثانوية لدمج جميع ساعات تدريسها في وحدة تدريس واحدة في السنة الدراسية . وعلى الرغم من أن المشروع لا يزال قيد التجربة ولم يصدر التقييم النهائي بشأنه بعد إلا أن ردود أفعال الطلاب وأوليائهم لم تتوان في الظهور بحسب سيلفيا موشاتويو :
“إنها ردود فعل غير رسمية لكنها إيجابية لأن تخفيض عدد المواد الدراسية إلى 8 أو 9 مواد في الأسبوع يتيح للطلاب تخصيص المزيد من الوقت لجميع المواد الدراسية .. كما يسمح للمدرسين بتنويع مناهج التدريس .الهدف الذي نتطلع إليه هو تعلم أكثر كثافة وتعمقا مما هو متاح ضمن نظام التدريس التقليدي. نظام وحدات التدريس ليس بالجديدً وتطبقه بلدان أخرى منذ سنوات طويلة حيث يستخدم في الولايات المتحدة الأمريكية منذ الخمسينيات وفي أوروبا منذ الثمانينيات معتمدا على نفس الفكرة أي تخفيض عدد المواد التي يدرسها الطلاب في الأسبوع من جهة وتدريس بعض المواد كاملة وبشكل مكثف خلال فترة محددة من السنة الدراسية . هذا لا يعني أن الطالب سينسى كل ما تعمله خلال تلك الفترة لأن التدريس المكثف يجبر الطالب على التركيز والتعمق.”
من المتوقع أن يقوم خبراء كلية العلوم التربوية بالتعاون مع جامعة بوخارست بتقييم نتائج تطبيق هذا المشروع التجريبي على أن يقدموا استنتاجاتهم لوزارة التعليم في الفترة المقبلة .حاليا يطبق المشروع في ثلاث مدارس في بوخارست وبوتشاني وفي بلدة بمحاظفة برايلا. خبيرالعلوم التربوية ماريان ستاس قدم لنا رأيه في المشروع :
“بصراحة ، لا أرى سلبيات في هذا المشروع ، إنما تحديات يجب إدارتها ، لكن الإيجابيات واضحة . فالأمر المؤكد أن كلما ركزنا أكثر واجتهدنا أكثر في الدراسة نفهم الأمور بشكل أعمق ونتعلم أكثر . أسألكم : ما الذي يمكن أن يحفظه الطالب من مادة تدرس في حصة واحدة مرة كل أسبوعين؟ الإجابة الصحيحة: لا شيء تقريبا ! من إيجابيات المشروع أيضا أن وحدات التدريس تخص فقط المواد غير المتصلة بتخصص الثاوية ما يزيد اهتمام الطلاب بها واستيعابها بشكل أفضل . قرأت الدراسة التي أعدتها مدرسة ميهاي إيمنيسكو الثانوية في بوتوشاني التي لاحظت أن مدرسي المواد التي تدرس في حصة واحدة أسبوعيا قابلوا بارتياح نظام وحدات التدريس لأن عدد ساعات تدريسها يزيد إلى 3 أو 4 ساعات في الأسبوع على مدار ستة أسابيع .
هل يمكن تطبيق هذا النموذج مع الإبقاء على تركيبة السنة الدراسية والمناهج الدراسية الحالية أم أن الأمر يتطلب تغيير المحتويات شيئا ما ؟
“اعتقد أن هذا هو أول مشروع تجريبي متوازن شكلا ومضمونا في التاريخ وليس شكلا بلا مضمون كما كانت عليه مثيلاته على مدى السنوات الثلاثين الماضية. زوجتي تدرس الفيزياء وطرحت نموذجا لتدريس الفيزياء يعتمد على وحدات التدريس كما في المشروع التجريبي دون أن يتعارض ذلك مع المناهج الدراسية المعتمدة من قبل وزارة التعليم فكانت النتائج مرضية . لكن إنجاح المشروع يحتاج إلى تغيير عميق للمناهج الدراسية إذا ما أردنا تحسين أداء الطلاب وجودة التعليم. ”