تحذير ديموغرافي في رومانيا
عدد سكان رومانيا سيواصل الانخفاض حتى عام 2080، في أكثر السيناريوهات تشاؤماً، بما يعادل ربع العدد الحالي- وفقًا لتقديرات المعهد الوطني للإحصاء.
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 02.12.2025, 19:53
عدد سكان رومانيا قد يصل إلى أربعة عشر مليوناً وثلاثمائة وسبعة وستين ألف نسمة في عام 2080، مقارنةً بما يزيد قليلاً عن تسعة عشر مليون نسمة في عام 2025، في أسوأ السيناريوهات التي قدمها تحليل المعهد الوطني للإحصاء INS في بحث بعنوان “توقعات بشأن عدد السكان النشطين اقتصاديًا في رومانيا حتى أفق عام 2080”. بأرقام مطلقة، هذا قد يعني أن عدد الرومانيين الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا سينخفض بنحو أربعة ملايين وسبعِمائة ألف نسمة، أي ما يعادل تراجعاً في عدد السكان بمقدار الربع. هذا أحد المتغيرات أو الاحتمالات الثلاثة لتوقعات عدد السكان المقيمين في البحث المذكور، وهو المتغير أو الاحتمال الثابت – أو “المتغير أو الاحتمال المرجعي” – الذي يُبقي: مستويات الخصوبة، ومتوسط العمر المتوقع، ومعدلات الهجرة المسجلة في عام 2024 ثابتةً لكل محافظة دون أي تغيير- وفقًا للمعهد الوطني للإحصاء INS. يتيح هذا المتغير أو الاحتمال، بالتالي، مقارنة النتائج، وتحليل التطورات في غياب تغيرات ديموغرافية كبيرة. بينما يُظهر المتغير أو الاحتمال المتوسط، وهو الأكثر توقعاً، أن في ظل ظروف زيادة طفيفة في مستويات الخصوبة، وتحسنٍ في متوسط العمر المتوقع، سيكون انخفاض عدد السكان أقل، بمقدار ثلاثة ملايين وأربعمائة ألف نسمة، أي ما يعادل انخفاضًا بنسبة 18% تقريبًا مقارنة بعام 2025. المتغير أو الاحتمال المتوسط يُعتبر الأكثر توقعاً، ويستند إلى توجهات حديثة في المكونات الديموغرافية الرئيسية. أما المتغير أو الاحتمال المتفائل، فيستند إلى سيناريو إيجابي، حيث سينخفض عدد السكان بمقدار مليون وتسعمائة وثلاثة وعشرين ألف نسمة فقط، أي حوالي 10% من عدد السكان الحالي. كما يعتمد أيضاً على توقعات مُحسّنة بشأن الخصوبة، ومتوسط العمر المتوقع، ويُسلط الضوء على أقصى مستوى يمكن الوصول إليه في ظل ظروف ديموغرافية إيجابية.
منسق البحث، نائب رئيس المعهد الوطني للإحصاء/ سيلفيو فيرفا، يقول إن، بغض النظر، عن السيناريو المُحلل، سيستمر عدد سكان رومانيا في الانخفاض حتى عام 2080، ويتراوح حجم الانخفاض بين عُشر وربع عدد السكان الحاليين. وقد استُخدمت أحدث البيانات الديموغرافية المتاحة لتطوير هذه السيناريوهات: عدد السكان المقيمين في 1 يناير/ كانون الأول 2025، حسب المحافظات، والفئات العمرية، بالإضافة إلى نوع الجنس؛ ومعدلات الخصوبة الكلية، وتوزيع المواليد الأحياء حسب أعمار الأمهات؛ ومتوسط العمر المتوقع عند الولادة في عام 2024، وفقاً: للجنس، والمحافظة؛ والهجرة الداخلية، بناءً على الفئات العمرية، ونوع الجنس؛ والهجرة الدولية (2024)، والفارق بين عدد المهاجرين إلى الداخل، والمهاجرين إلى الخارج، حسب فئة العمر، ونوع الجنس، والمحافظة.
التحليل يقدم منظورًا طويل المدى للتركيبة السكانية للبلاد، وهو منظور مبني على منهجية دقيقة، وتحليل مُعمق للبيانات التي جمعها وعالجها المعهد الوطني للإحصاء. وعبر هذه الرؤية المستقبلية، يُمكننا توقع وإدارة التغيرات الاجتماعية المؤثرة على التركيبة السكانية بكفاءة أكبر، مثل: شيخوخة السكان، والهجرة، وتطور النمو الطبيعي – مثل ما أكد نائب رئيس المعهد الوطني للإحصاء/ سيلفيو فيرفا.
هذه الدراسة تعد مفيدة لأنها تُقدّم توقعات ديموغرافية أساسية لدعم السياسات العامة، والاستراتيجيات الاقتصادية والاجتماعية. كما تُتيح هذه الدراسة توقع التغيرات في التركيبة السكانية، وتكييف الموارد مع احتياجات المجتمع المستقبلية.