مستقل يفوز برئاسة الجمهورية
فاز نيكوشور دان عمدة العاصمة وعالم الرياضيات البالغ من العمر خمسة وخمسين عاما بالانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم الأحد في رومانيا
Diana Baetelu, 19.05.2025, 15:30
فاز نيكوشور دان عمدة العاصمة وعالم الرياضيات البالغ من العمر خمسة وخمسين عاما والذي ظهر في الحياة العامة كناشط مدني منخرط في محاربة المافيات العقارية التي تشوه ملامح بوخارست بالانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم الأحد في رومانيا إثر ناجحه في تضييق فارق العشرين بالمائة من الأصوات الذي كان يفصله عن منافسه جورجي سيميون زعيم التحالف من أجل وحدة الرومانيين بعد الجولة الألى وثم التقدم عليه في الجولة الثانية بفارق زاد عن ثمانمائة وثلاثين صوتا . وقال نيكوشور دان في خطاب ألقاه أمام مؤيديه المتجمعين بالقرب من بلدية بوخارست بعد إعلان النتائج : “إنه انتصار الذين يريدون تغييرا عميقا في رومانيا”
وقال نيكوشور دان:”إنه نصركم أنتم ! إنه نصرآلاف الأشخاص الذين انضموا إلى الحملة الانتخابية وآمانوا في قدرة رومانيا على التغيير في الاتجاه الصحيح. رومانيا تبدأ مرحلة جديدة وهي بحاجة إلى كل واحد منكم وإلى مختصين منخرطين في السياسات العامة وتحتاج إلى المجتمع المدني وإلى أشخاص جدد في الساحة السياسية. أرجو منكم مواصلة العمل من أجل رومانيا كما فعلتم أثناء هذه الحملة .كذلك أعبر عن احترامنا لمن كان لديهم خيار آخر.”
ويذكر أن نيكوشور دان هو ثاني عمدة لبوخارست فاز بالانتخابات الرئاسية بعد ترايان باسيسكو ولكنه الأول الذي فاز بها كمشرح مستقل . وقد أعلن دان عن ترشحه للسباق الرئاسي في شهر ديسمبر كانون الأول الماضي بعيد إلغاء الانتخابات الرئاسية بقرار من المحكمة الدستورية بسبب عيوب شابت العملية الانتخابية نتيجة التدخل الخارجي لصالح المرشح المتطرف الموالي لروسيا كالين جورجيسكو.
ويدعو دان إلى تغيير عميق في الدولة المتضررة من الفساد وعدم الكفاءة الإدارية وهو تغيير يقول إنه يمكن إحداثه ولكن ضمن الإطار الديمقراطي مع احترام المؤسسات الشرعية وعضوية الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي والاتزام بالتعهدات التي قطعتها رومانيا على نفسها .
وهذا هو بالضبط ما يميز دان عن خصمه جورجي سيميون القومي الشعبوي المتطرف الذي يعتبر قرار المحكمة الدستورية بإلغاء الانتخابات الرئاسية العام الماضي انقلابا وينتقد الاتحاد الأوروبي بلهجة حادة بذريعة أنه يفرض أجندات العولمة على رومانيا . كما يدعو سيميون إلى وقف المساعدات لأوكرانيا.
وهناك أمر آخر يميز دان عن سيميون وهو أن الأول يترجم الأقوال إلى أفعال وقد تمكن من إعادة التوازن إلى ميزانية بوخارست وجعل العاصمة جذابة للاستثمار مجددا في حين أن سيميون بدا في صورة رجل يلجأ إلى العنف اللفظي والجسدي وينشر الأفكار السامة حول قضايا السياسات العامة. إنه الفرق بين عالم رياضيات حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون وبين يميني متطرف نشأ في أوساط مثيري الشغب من مشجعي كرة القدم .
الأولية المطلقة لنيكوشور دان ورئيس الوزراء الذي سيعينه تتمثل في تشكيل حكومة قادرة على تقليص العجز في الميزانية والعودة إلى نمو اقتصادي قوي .