عواقب الفيضانات
أدّت الأمطار الغزيرة في الأيام القليلة الماضية في رومانيا، إلى الفيضانات وتحطم الأشجار وإغلاق الطرق

Radio România Internațional, 30.05.2025, 13:31
أصدرت الإدارة الوطنية للأرصاد الجوية، تحذيرات صفراء وبرتقالية، فيما يتعلق بهطول الأمطار الغزيرة، وإمكانية حصول الفيضانات، وشدة الرياح في معظم المناطق الرومانية. حيث غمرت المياه عشرات المناطق نتيجة الأمطار الغزيرة، وتمّ إجلاء مئات الأشخاص في جميع أنحاء البلاد.
كما أصدرت إدارة الهيدرولوجيا، تحذيرات من مخاطر الفيضانات لأحواض الأنهار، في النصف الشرقي من البلاد. حيث وُضعت تحذيرات الدرجة الحمراء لفيضان الأنهار، في اثني عشر محافظة، في أقاليم ترانسيلفانيا (وسط البلاد)، ومولدوفا (في الشرق)، ومونتينيا (في الجنوب)، كما وضعت التحذيرات البرتقالية والصفراء للعديد من المجاري المائية الأخرى. وقد تحركت العديد من فرق إدارة المياه الرومانية ورجال الإطفاء وغيرهم من المؤسسات المعنية إلى المناطق المتضررة، لإدارة الموقف واتخاذ الإجراءات اللازمة، للحدّ من آثار الفيضانات قدر الإمكان.
وقد بلغ عدد الأشخاص على الأرض، من طرف إدارة المياه الرومانية، ما يزيد على ستة آلاف شخص. وقامت مجموعات التدخل لدرء خطر الفيضانات، بتحذير الناس، وإجلائهم في الأماكن التي أصبح فيها الوضع خطيراً. بالإضافة إلى إصدار العديد من رسائل التحذير الرومانية عن طريق الهواتف الجوالة. ويُظهر التحليل الأخير في الأيام الأخيرة، تسبب الأمطار في مشاكل في مئتي منطقة، في ثلاثين محافظة، مع إجلاء أكثر من خمسمئة شخص.
ومن بين المحافظات التي تعاني من مشاكل كبيرة، تأتي “براشوف” و”كوفاسنا” (وسط البلاد)، و”بوتوشان” و”نيامتس” (شمال شرق البلاد)، و”فرانشيا” و”باكاو” (شرق البلاد). وقد حضر وزير البيئة، “ميرتشيا فيكيت”، إلى محافظة “كوفاسنا”، معترفاً بحراجة الوضع، مقدّماً تأكيدات بأنه سيتم تمويل جميع الاحتياجات، وجميع الاستثمارات، سواء كانت لأعمال بسيطة، مثل السدود الحمائية، أو للأعمال المعقدة.
وتم حظر حركة المرور على العديد من الطرق الوطنية والطرق الإقليمية، بسبب تراكم المياه والطين، وكذلك بسبب الأشجار المتساقطة على الطريق. كما لحقت أضرار بعدة مركبات. وتأثرت حركة القطارات في عدة مناطق بسبب الانهيارات الأرضية. وطلبت السلطات المحلية وسلطات المحافظات، التدخل العاجل من الحكومة لدعم الأشخاص المتضررين من الوضع الخطر في منجم “برايد” للملح، وهو أحد أشهر مناجم الملح وأكثرها زيارة في رومانيا، ويقع في مقاطعة “هارغيتا” (وسط البلاد)، والذي يواجه تهديداً كبيراً بالانهيار.
وقد تم إيقاف جميع أنواع النشاطات، بعد هطول الأمطار الغزيرة، وتسرب المياه إلى المنجم. وتقول السلطات المحلية، بأن تدفق المياه قد بلغ مئة ضعف عن المستوى المعتاد. ولذلك طلب الرئيس الروماني “نيكوشور دان” من السلطات التدخل بسرعة عند الحاجة، وتعبئة جميع الموارد اللازمة، واتخاذ تدابير عاجلة لإنقاذ أرواح الناس، وحماية الممتلكات في المناطق المعرضة لخطر الفيضانات. وفي الوقت نفسه، شدد على أهمية استثمار رومانيا في أنظمة الإنذار المبكر، وفي بنية تحتية مرنة، تتكيف مع مخاطر المناخ الجديدة، وكذلك في إعداد السلطات المحلية، لتكون قادرة على التصرف بفعالية في مواجهة حالات الطوارئ.