نقاشات حول الوضع الاقتصادي في رومانيا
الليو الروماني يستمر في الانخفاض مقابل العملات العالمية الأخرى

Radio România Internațional, 08.05.2025, 19:24
وصل اليورو في رومانيا، إلى مستوى جديد مرتفع لم يسجله من قبل. فقد أعلن البنك الوطني الروماني يوم الأربعاء، عن سعر صرف يزيد عن خمسة ليو بقليل، مقابلواحد يورو. وهكذا، يستمر لليوم الثاني على التوالي تجاوز قيمة الخمسة ليو مقابل اليور، وسط الوضع السياسي غير المؤكد. من ناحية أخرى، خسر الليو قوّته مقابل العملات الأخرى، كما سجّل سعر غرام الذهب ارتفاعاً جديداً، مقترباً من أربعمئة وخمسين ليو.
أما الوضع في البورصة فقد هدأ قليلاً. ورغم ذلك، شهد مؤشر “روبور”، المؤشر المرجعي لأسعار الفائدة بالليو، زيادة كبيرة ووصل إلى نحو ستة ونصف في المئة، وهو أعلى مستوى تم تسجيله خلال العامين الماضيين. وتدخّل البنك الوطني الروماني لدعم الليو، لكن الضغط باتجاه انخفاض قيمة الليو مرتفع للغاية، كما يحذر المحلل “دراغوش كابات”.
“حاول البنك الوطني الروماني الحفاظ على استقرار الليو حتى يوم الاثنين، لكن ظهر أن ضغط الانخفاض كان كبيراً يوم الثلاثاء، وأنه لا بد من بذل جهد أكبر بكثير للاحتفاظ بسعر الصرف المرجو، فتخلى البنك عن الفكرة. ربما لن يتدخل البنك الآن، لكن سيتدخل خلال الأسبوع القادم، وسيعمل على استقرار سعر الصرف قليلاً”.
وفي هذا السياق، أرسلت وزارة المالية تعميماً إلى جميع مؤسسات الدولة، تطلب فيه معاملة صرف المعاشات التقاعدية والرواتب كأولوية مطلقة كل شهر. وتنصّ الوثيقة التي وقّعها الوزير المؤقت “تانكزوس بارنا”، على عدم دفع النفقات الأخرى، إلا بعد تغطية الالتزامات المتعلقة بالموظفين والحقوق الاجتماعية. وقال إن الوضع الاقتصادي في رومانيا صعب، لكنه يمكن التحكم فيه، وأن الاقتصاد الروماني قوي ومرن، وسيتغلب على هذا الوضع. “تانكزوس بارنا”.
” التطورات التي حصلت في سعر الصرف خلال الأيام القليلة الماضية، كانت بسبب الانتخابات الرئاسية في الرابع من أيار/مايو. ولا بد من الإشارة هنا، إلى كفاية احتياطات وزارة المالية والبنك الوطني الروماني لضمان استقرار الوضع”.
ويقول “تانكزوس بارنا”، بأن عجز الميزانية يقع حالياً ضمن المعايير العادية، ويدّعي قدرة رومانيا على تحقيق نسبة عجز سبعة في المئة، إذا حققت الإيرادات المتوقعة. لكن انخفاض قيمة العملة المحلية، سيظهر من خلال زيادة أسعار الفائدة على القروض المأخوذة بالعملة الأجنبية، وكذلك في ارتفاع أسعار المنتجات والخدمات المختلفة، مثل الغاز والوقود وخدمات الهاتف، والتي ستترجم لاحقاً إلى ارتفاع التضخم. وفي هذا الإطار، يعتقد المحلل الاقتصادي “آوريليان دوكيا”، بأنه لا يجب اعتبار ما يحدث في الأسواق المالية غير عادي، لكن يجب أن تؤخذ هذه الإشارات بعين الاعتبار. “آوريليان دوكيا”.
“يجب حل مشاكل الاقتصاد الكلي الخطيرة التي تعاني منها رومانيا، بغض النظر عمن سيكون مسؤولاً في الفترة المقبلة، سواء على مستوى الرئاسة أو الحكومة، والتي تتعلق بشكل واضح بعجز الميزانية المرتفع للغاية“.
وأوضح “آوريليان دوكيا”، بأن هناك تباطؤاً في النمو الاقتصادي في كل من أوروبا ورومانيا، بالإضافة إلى الاضطرابات وعدم اليقين، المرتبطين بإعادة الهيكلة التي يمكن أن تحدث في التجارة الدولية.