أهم الأحداث الداخلية في عام 2022

استعراض موجز لأهم الأحداث الداخلية خلال عام 2022

Ştefan Stoica, 07.01.2023, 18:56

حرب في أوكرانيا- أزمة أمنية على حدود رومانيا، واستجابة فورية من الحلفاء:

بعد عامين احتكرت فيهما النشرات الإخبارية، تراجعت جائحة الفيروس التاجي المستجد، في عام 2022، أمام الإمبريالية الروسية الجديدة، التي تحمل علامة فلاديمير بوتين، بالتزامن مع شن موسكو لحرب غير مشروعة وغير مبررة ضد تابعتها السابقة خلال حقبة الاتحاد السوفيتي، أوكرانيا. وبجانب شركائها من الاتحاد الأوروبي والحلفاء في إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أدانت رومانيا بأشد العبارات العدوان الروسي، ونسقت إجراءاتها مع هؤلاء لمواجهة “أخطر تهديد للأمن الأور- أطلسي خلال العقود الأخيرة”، على النحو الموصوف في البيان الذي اعتمد في نهاية اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي عقد في بوخارست في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. روسيا — يقول البيان – تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الحرب، التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. أما أفعالها غير المقبولة، والابتزاز الذي تمارسه في قطاع الطاقة، والخطاب النووي المتهور، فكلها أمورٌ تُقوض النظام الدولي القائم على أسس وقواعد.

“أي هجوم ضد الحلفاء سيتلقى رداً مُوحداً وحازماً” — أعادت دول حلف شمال الأطلسي التزامها مجدداَ بالوحدة في إطار التحالف. الإجراءات التي أعقبت الغزو الروسي، استهدفت تعزيز الجناح الشرقي، الأكثر انكشافًا، والذي تعد رومانيا جزءًا منه أيضًا. الولايات المتحدة زادت عدد جنودها المرسلين إلى أراضي شريكتها الاستراتيجية رومانيا. حاليًا يوجد حوالي 5000 جندي من دول التحالف في رومانيا، معظمهم من: الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا. مجموعة قتالية تابعة لحلف شمال الأطلسي شكلت بعد أشهر قليلة من بدء الصراع، عبر تحويل عناصر تحالفية متعددة الجنسيات، في إطار قوة الرد التابعة لحلف شمال الأطلسي، أما فرنسا فتولت دور الدولة- الإطارية.

أزمة الطاقة، التضخم، إجراءات لدعم الناس:

شاركت رومانيا، منذ اللحظة الأولى، في جهود الدعم الدولي لأوكرانيا، وتواصل الدعوة لصالح استمرارها على جميع المستويات. السلطات في بوخارست حظيت بالثناء عن الأسلوب الذي تعاملت به مع اللاجئين الأوكرانيين، وعلى الدور الذي لعبته في تسهيل عبور الحبوب من أوكرانيا إلى الأسواق العالمية. من ناحية أخرى، كان على السلطات الرومانية إدارة الأزمات الداخلية التي ولّدها الصراع أو ضاعف من حجمها. بتناغم وتنسيق مع الشركاء الأوروبيين، سعت بوخارست إلى تنويع مصادر الطاقة لتقليص اعتمادها على الغاز الروسي. كما تبنت السلطة التنفيذية إجراءات لتحديد سقف أقصى وتعويض فرق أسعار فواتير الغاز والكهرباء، التي أوشكت أن تصل إلى مستوى لا يطاق بالنسبة للسكان، الذين التُهمت دخولهم من قبل التضخم الذي ارتفع إلى 17 في المائة، وعرّضت وجود العديد من الشركات للخطر. ميزانية العام المقبل تحافظ على إجراءات تحديد سقف أقصى لأسعار الطاقة، وتقدم المساعدة للفئات الأكثر ضعفا، وتخصص مبالغ لرفع المعاشات التقاعدية والمستوى الأدنى للرواتب.

رفع آلية التعاون والتحقق، وتأجيل شنغن:

اقترحت المفوضية الأوروبية، قرب نهاية العام، إلغاء آلية التعاون والتحقق بالنسبة لرومانيا، التي فُرضت بالتزامن مع انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2007، بهدف مراقبة إصلاح النظام القضائي. اعتماد قوانين القضاء، التي مرت بعملية إصلاح، بعد الأضرار التي لحقت بالتشريعات في هذا المجال من قبل الحكومة الاشتراكية- الديموقراطية السابقة، خلال عامي 2017-2018، كان له وزن كبير في هذا القرار. نفس السلطة التنفيذية الأوروبية، لاحظت أن رومانيا تفي، مثل بلغاريا، بالشروط التقنية اللازمة للانضمام إلى مجال شنغن لحرية الحركة، وأوصت دول الاتحاد بالإسراع في ضم البلدين. وبدوره، صوت البرلمان الأوروبي على قرار يحمل رسالة مماثلة. دعم المؤسسات الأوروبية والدول الأعضاء، بما فيها هولندا- المُعارِضة المتشددة في الماضي- بخصوص قبول رومانيا وبلغاريا في مجال شنغن، لم يستطع أن يحول، دون إحداث صدمة للاتحاد الأوروبي بسبب الرفض المفاجئ للنمسا. حقيقة أن رومانيا ليست على طريق تدفق المهاجرين غير الشرعيين، هو ما أكدته البيانات الرسمية للوكالة الوطنية لشرطة الحدود وخفر السواحل (فرونتكس) وتقارير المفوضية الأوروبية- التي تشهد على النتائج الإيجابية التي حققتها رومانيا في مجال حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وفي السيطرة على الهجرة غير الشرعية- لم تغن شيئاً. أما حق الفيتو الذي استخدمته فيينا في اجتماع مجلس العدل والشؤون الداخلية خلال ديسمبر/ كانون الأول، فقد عرقل الوصول إلى شنغن، المنتظر منذ أحد عشر عاما. هذا الأمر سبب فتوراً في العلاقات الدبلوماسية بين بوخارست وفيينا. وعلى خلفية الإحباط والسخط، دعت أصوات ملتهبة، وضمنياً لبعض السياسيين البارزين، إلى مقاطعة الشركات النمساوية. ومن موقعه كمشرف على السياسة الخارجية لرومانيا، دعا الرئيس/ كلاوس يوهانيس إلى الهدوء، وتنصل من أية مقاطعة من هذا القبيل. وفي آخر قمة للاتحاد الأوروبي من عام 2022، أطلق نداءً يدعو فيه إلى الوحدة والتضامن، مؤكداً أن رومانيا تستحق مكانها في شنغن.

ملف “كوليكتيف” — أحكام قضائية:

بعد مضي قرابة سبع سنوات على مأساة نادي “كوليكتيف” في بوخارست، حدد القضاء المذنبين والعقوبات. خيث حُكم على العمدة السابق للقطاع الذي احترق فيه النادي، مسببا مقتل عشرات من الشباب الذين جاءوا للاستمتاع بحفل لموسيقى الروك، بالسجن لمدة أربع سنوات بتهمة إساءة استخدام المنصب، وهي عقوبة مقلصة إلى النصف مقارنة بقرار المحكمة الإبتدائية. وفي حالته، ألغى القضاة صيغة الحكم المشدد لجريمة إساءة استغلال المنصب. أصحاب النادي تلقوا عقوبات تتراوح بين ست سنوات وإثنتي عشرة سنة في السجن، أما الإطفائيون من مفتشية حالات الطوارئ الذين فحصوا النادي دون اتخاذ إجراءات قانونية، للتحقق من الامتثال لأنظمة الوقاية من الحرائق، فقد تلقوا أحكاماً نهائية بالسجن لمدة ثماني سنوات وثمانية أشهر. كما فرضت المحكمة على بعض المُدانين، دفع تعويضات تصل قيمتها إلى عشرات الملايين من اليورو لأسر الضحايا والناجين. أما هؤلاء، فيؤكدون أن الجاني الرئيسي المسؤول الأرواح التي أزهقت هو الدولة الرومانية، حيث أن أنظمتها العامة غير قادرة على تطوير “أجسام مضادة” ضد الفساد والتراخي وعدم الكفاءة الإدارية.

دافيد بوبوفيتش- النجم الجديد للسباحة العالمية:

بالنسبة للرياضة، كان عام 2022 جيدًا، حيث سجل نجاحات في التجديف، وتنس الطاولة، وألعاب القوى أو رفع الأثقال. إلا أن رومانيا سجلت، مع ذلك، في عام 2022، اسمًا للتاريخ، دافيد بوبوفيتش. تلميذ مدرسة ثانوية في بوخارست، اعتلى منصات البطولات العالمية والأوروبية للناشئين والمحترفين منافستي السباحة لمسافة 100 متر و 200 متر. في روما سجل رقماً قياسياً عالمياً جديداً في سباق 100 متر سباحة حرة. الصحافة الرياضية تتحدث عن “ظاهرة” بوبوفيتش، كما أطلقت عليه مجلة “عالم السباحة” الشهيرة لقب سباح العام. وبالمقابل، تلقت لاعبة التنس الرومانية الشهيرة/ سيمونا هاليب، المصنفة الأولى سابقًا على مستوى العالم، في عام 2022، نبأ تعليقها مؤقتاً بعد نتيجة إيجابية في اختبار الكشف عن تناول المنشطات الذي أجري لها في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة. الفائزة بالبطولات الأربع الكبرى، التي تعتبر نموذجًا للنزاهة الرياضية، بدأت، وفقًا لكلماتها الخاصة، أصعب مباراة في حياتها، مباراة من أجل الحقيقة، تناصل فيها لإثبات براءتها.