الثورة الرومانية المناهضة للشيوعية في ذكراها السادسة والثلاثين
شهد عام 1989 وفي أقل من أحد عشر شهرا سقوط الأنظمة الديكتاتوريات الشيوعية التي كانت تحكم دول أوروبا الشرقية بالإرهاب والخداع والدعاية
Diana Baetelu, 23.12.2025, 12:33
شهد عام 1989 وفي أقل من أحد عشر شهرا سقوط الأنظمة الديكتاتوريات الشيوعية التي كانت تحكم دول أوروبا الشرقية بالإرهاب والخداع والدعاية. سقطت تباعا بتأثير الدومينو متأثرة بإصلاحات الزعيم السوفييتي ميخائيل غورباتشوف.
إلا أن قيادة رومانيا الشيوعية رفضت إصلاحات غورباتشوف ولم تصغ لنصائح موسكو غير أن رومانيا كانت تمر بإحدى أسوأ الفترات في تاريخها بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة والقمع والترهيب وكان الرومانيون يواجهون الجوع نتيجة تقنين المواد الغذائية الأساسية كالخبز والحليب واللحوم ويعانون من البرد في بيوتهم بسبب انعدام التدفئية.
أولى شرارات الثورة اشتعلت في مدينة براشوف في عام 1987 أثناء احتاجاجت عمال أحد المصانع هناك إلا أن أجهزة الحزب الشيوعي القمعية قضت عليها بسرعة.
في ذلك الوقت كان الديكتاتور نيكولاي تشاوشيسكو يسعى إلى البقاء في السلطة رغم سنه المتقدمة ولذلك كان شديد الحرص على منع تمدد الحركات إصلاحية والتحولات الكبيرة التي كانت طرأت على دول أخرى في شرق أوروبا إلى رومانيا أيا كانت الوسيلة.
وفي السادس عشر من شهر ديسمبر كانون الأول من عام 1989 بينما كان تشاوشيسكو يستعد للقيام بزيارة إلى إيران أمر جهاز أمن الدولة باعتقال القس الإصلاحي من أصول مجرية لازلو توكيس بسبب خطاباته المنتقدة للنظام. إلا أن سكان تيميشوارا لم يقبلوا قرار السلطات بإخلاء القس من مقر إقامته بالقوة وتجمعوا بأعداد كبيرة أمام بيته. وقد تحول ذلك التجمع تدريجيا إلى مظاهرة احتجاج حاشدة ضد النظام الشيوعي. وفي الأيام التالية اتسعت رقعة الاحتجاجات في أنحاء رومانيا حتى وصلت إلى العاصمة بوخارست.
في الحادي والعشرين من ديسمبر كانون الأول أمر نيكولاي تشاوشيسكو بعد عودته من طهران بتنظيم تجمع حاشد أمام مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في بوخارست رغبة منه في التنديد بأحداث تيميشوارا علنا وإقناع الجمهور بأنها محاولة تضليل مدعومة من جهات خارجية لا تحظى بدعم الشعب . إلا أن ذلك التجمع تحول إلى مظاهرة احتجاج كبرى على النظام الشيوعي. وقد بلغت الثورة ذروتها في الثاني والعشرين من ديسمبر كانون الأول بهروب تشاوشيسكو وزوجته إيلينا من مقر اللجنة المركزية على متن طائرة مروحية.
وفي اليوم التالي القي القبض على تشاوشيسكو وزوجته وسلما للسلطات الجديدة. وفي الخامس والعشرين من ديسمبر كانون الأول مثل تشاوسيسكو وزوجته أمام محكمة عسكرية وخضعا لمحاكمة صورية لا تزال تثير الجدل حتى يومنا هذا. وأخيرا حكم عليهما بالإعدام ونفذ الحكم بحقهما في نفس اليوم. وكانت تلك آخر عملية إعدام في تاريخ رومانيا الحديث.
وقد لقي أكثر من ألف شخص حتفهم وأصيب آلاف آخرون في المواجهات العنيفة التي وقعت أثناء الثورة إذ كانت رومانيا الدولة الوحيدة في شرق أوروبا التي كان فيها تغيير نظام حكمها مصحوبا بالعنف.
يرى العديد من المؤرخين أنه على الرغم من أن الثورة بدأت كحركة شعبية مناهضة للنظام إلا أن بعض الأعضاء القدامى في الحزب الشيوعي أخذوا زمام الأمور وتولوا السلطة بسرعة. وقد بدأت آنذاك مرحلة انتقالية طويلة إلى الحكم الديمقراطي واقتصاد السوق .