دعم مالي أوروبي لأوكرانيا
مساعدة أوكرانيا بمبلغ 90 مليار يورو من ميزانية الاتحاد الأوروبي، دون المساس بالأموال الروسية المجمّدة
Akram Ibrahim, 19.12.2025, 12:38
في نهاية اجتماع المجلس الأوروبي، الذي استمر من ليل الخميس حتى صباح الجمعة، قرّر القادة الأوروبيون المجتمعون في بروكسل في جوّ متوتر، إقراض أوكرانيا تسعين مليار يورو. وقد كان هناك خياران لتمويل كييف على طاولة المجلس: تقديم قرض، أو استخدام الأصول الروسية المجمدة في أوروبا. حيث لا يروق الخيار الثاني للدول الأوروبية، التي كانت أكثر تساهلاً تجاه موسكو منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، وهي هنغاريا، وسلوفاكيا وجمهورية التشيك. وأخيراً بلجيكا، التي تتواجد فيها معظم الأصول المالية المجمدة.
وقد شرح رئيس وزراء بلجيكا “بارت دي ويفير”، سبب تحفظاته حول استخدام هذه الأموال، التي تبلغ نحو مئة وخمسة وثمانين مليار يورو، لأن روسيا هددته شخصياً وهددت بلجيكا بعدم اتخاذ هذه الخطوة. ومع ذلك، تنظر معظم الدول الأعضاء، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا القويتين، إلى خيار استخدام الأصول الروسية المجمّدة، على أنه الحل الأفضل.
وتقول الصحافة الألمانية، بأن المستشار الألماني “فريدريك ميرز”، قد عبّر عن نيته تضمين أصول البنك المركزي الروسي المحجوزة في ألمانيا، والتي تّقدّر بنحو ثلاثة ونصف مليار يورو ضمن آلية دعم أوكرانيا، من أجل إقناع بلجيكا. كما أكّد رئيس الوزراء البولندي “دونالد تاسك” ضرورة استخدام الأصول الروسية المجمّدة، قائلاً: “إذا لم يساعد الاتحاد اليوم بالأموال، فسيتعين عليه تقديم الدم في المستقبل”.
ورغم فشل القادة الأوروبيين في التوصل إلى اتفاق، حول استخدام الأصول المجمدة الروسية، فقد قرروا تعطيلها على المدى الطويل. وقال الاتحاد الأوروبي إنه يحتفظ بحقه في استخدامها لسداد القرض الممنوح لأوكرانيا. كما قال الرئيس الروماني “نيكوشور دان” في نهاية اجتماع المجلس الأوروبي، ضرورة النظر إلى الأصول الروسية المجمدة، على أنها سلاح في يد الاتحاد الأوروبي في المفاوضات الجارية على عدة مستويات، وأن المناقشات حول استخدامها مستمرة.
وحسب التصريحات التي أعقبت الاجتماع، فقد تمت تلبية العديد من الشروط أو الضمانات التي طلبتها بلجيكا، لكن لا تزال هناك عناصر فنية يجب وضعها. وقال “نيكوشور دان” بأن القرض كان الحل الأسرع لدعم كييف، وأن أوكرانيا ستسدد المال بعد توقف الصراع، عندما تدفع روسيا تعويضات الحرب. والجدير ذكره أن الأموال الأوروبية تأتي في وقت تكاد تنفذ فيه الاحتياطيات النقدية الأوكرانية.
وقال الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي”، الذي حضر اجتماع بروكسل، بأن بلاده تخاطر بنفاد الأموال في الأشهر الثلاثة الأولى من العام المقبل. وأشار إلى أن موسكو قد خصصت بالفعل مئة وستين مليار دولار أيضاً، لتغذية الحرب في عام ألفين وستة وعشرين. وهي إشارة أخرى إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يريد السلام.