الجسور – محميات الأسماك
خلال موسم البرد، بين 1 نوفمبر و15 مارس، يُحظر تمامًا الصيد في رومانيا بالقرب من الجسور ذات الأرجل الداعمة في الماء.
Daniel Onea, 28.10.2025, 14:23
يُنشئ القانون منطقة حماية تمتد على مسافة 500 متر أعلى النهر و500 متر أسفله. هذا ليس قرارًا تعسفيًا، بل هو إجراء أساسي للحفاظ على الكائنات المائية في أضعف حالاتها.
خلال فصل الشتاء، تبحث الأسماك غريزيًا عن أعمق مناطق النهر وأكثرها دفئًا للسبات. وقد خلّفت الحفريات التي أُجريت لبناء أرجل الجسر حفرًا عميقة، أصبحت بالتالي ملاجئ حيوية لعشرات الأنواع، كما علمنا من أندري توغور، رئيس جمعية أكوا كريسيوس أوراديا.
في منطقة الجسور، توجد أجزاء ذات مياه عميقة. عند العمل على تلك الجسور ذات الأرجل في الماء، أُجريت بعض الحفريات، ووجدنا هناك مناطق ذات مياه عميقة. كما نعلم، الأسماك حيوانات ذات دم بارد، وخلال فترة البرد تدخل في سبات شتوي. أين ستدخل؟ في هذه الحفر تحديدًا. وحتى لو كان الجو باردًا في الخارج، تتجمد المياه، وفي قاع هذه الحفر، خلال الشتاء، سنواجه مياهًا دافئة تقريبًا. وبطبيعة الحال، ستستقر الأسماك هناك غريزيًا، ولن تتجمع هناك بأي شكل من الأشكال، بل ستحاول البقاء هناك في أفضل الظروف خلال فترة البرد من العام.
لسوء الحظ، أصبحت هذه التجمعات من الأسماك الخاملة والضعيفة هدفًا سهلًا للصيادين غير الشرعيين. إذ يستخدم هؤلاء طريقة شديدة التدمير تُعرف باسم “الجَبْكَة” أو “الصيد بالخطّاف”، حيث لا يحاولون صيد الأسماك بطريقة رياضية، بل يعلّقونها بخطّافات أو شِباك كبيرة وينتزعونها من الماء بالقوة. هذه الممارسة ليست غير قانونية فحسب، بل تُعتبر جريمة جنائية، تُسبب أيضًا أضرارًا بيئية جسيمة، حيث تُصيب أعدادًا أكبر بكثير من الأسماك التي يتم اصطيادها. والأثر الحقيقي لهذا الأسلوب من الصيد الجائر مُدمر لتجمعات الأسماك التي تحاول البقاء على قيد الحياة خلال فصل الشتاء.
من كل عشرة أسماك تُثبَّت بهذه الطريقة، من المرجَّح أن تصل واحدة أو اثنتان إلى الشاطئ. أما الأسماك التي تنجو من الخطاف — والتي، كما هو واضح، مصمَّم ليلتقط السمكة من فمها — فتبقى مصابة بجروح. وقد تتسبب تلك الجروح في وفاة الأسماك أو في معاناة طويلة لها لاحقًا. بالإضافة إلى الاضطراب الحاد، فإن معظمها لا تتغذى خلال الفترة الباردة؛ فهي تبقى في تلك الحفر لتدخل في السبات، وبالتالي فإن إخراجها من هناك يمثل لها إزعاجًا كبيرًا.
تصل غرامات الصيد في المناطق المحمية إلى 10,000 ليو (2,000 يورو)، ويُعاقب على الصيد الجائر بالسجن من سنتين إلى خمس سنوات. على الرغم من تشديد القوانين بشكل كبير، لا يزال صيد الأسماك الجائر ظاهرة مستمرة في المياه الرومانية، مما يتطلب يقظة دائمة من السلطات. تُظهر الأرقام الرسمية كفاحًا مستمرًا، تقوم به الشرطة الرومانية والدرك وشرطة الحدود ومفتشو الوكالة الوطنية لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية. إجراءات المكافحة متكررة ولها نتائج ملموسة. على سبيل المثال، خلال الأشهر الستة الأولى من عام ٢٠٢٥ وحده، نفّذ ضباط الشرطة أكثر من ٣٦٠٠ عملية تفتيش وتحققوا من أكثر من ٤٨٠٠ هدف على مستوى البلاد. وقد أسفرت هذه الجهود عن مئات القضايا الجنائية والمخالفات البسيطة. وفي عملية واحدة استمرت أسبوعين في دلتا الدانوب، في مارس ٢٠٢٥، تم الكشف عن ثماني جرائم ومصادرة بضائع تزيد قيمتها عن ١٠٠ ألف ليو، بما في ذلك ٧٢٠ كيلوغرامًا من الأسماك و٥٢٢ من معدات الصيد والقوارب والمحركات.