هجرة الطيور في موسم الربيع
فمن جميع فصائل الطيور المعروفة على الأراضي الرومانية حوالي 100 منها تقيم إقامة دائمة و150 منها مهاجرة. كما توجد أيضا في رومانيا طيور تبقى هنا خلال الموسم الشتوي وطيور أخرى تعبر البلاد متجهة إلى مناطق أخرى وطيور ضالة
România Internațional, 01.04.2018, 21:18
تعيش في رومانيا طيور كثيرة لأن الآلاف منها تجد هنا الظروف المواتية للتوقف والتعشيش والطعام. فمن جميع فصائل الطيور المعروفة على الأراضي الرومانية حوالي 100 منها تقيم إقامة دائمة و150 منها مهاجرة. كما توجد أيضا في رومانيا طيور تبقى هنا خلال الموسم الشتوي وطيور أخرى تعبر البلاد متجهة إلى مناطق أخرى وطيور ضالة.
تُعرف في رومانيا 5 مناطق تركز فيها هجرة الطيور الجارحة النهارية مثل منطقة (دوبروجيا) الواقعة في جنوب شرق رومانيا و منطقة نهر (موريش) في وسط البلاد ووادي نهر (بروتولوي) في شمال شرق البلاد ووادي نهر (تورولوي) في الشرق علما بأن الطيور المهاجرة التي تتجب جبال الكبربات والبحر الأسود يجب أن تعبر منطقة (دوبروجيا) التي توفر الجو المواتي للهجرة خاصة في جبال ال(ماتشينولوي) التي تعتبر من أفضل الأماكن في أوروبا من ناحية عدد فصائل الطيور.
والجدير بالذكر أن حوالي 10 آلاف طائر جارح وما يتقرب من 20 ألف لقلق أبيض تهاجر سنويا. وادي نهر بروتولوي يعتبر أيضا من ضمن المناطق الهامة لهجرة الطيور لأن الرطوبة العالية مهمة جدا من ناحية الطيور المهاجرة إما بالنسبة لرومانيا أو لجنوب شرق أوروبا حيث تم تسجيل طرق الهجرة هامة للطيور على طول وادي نهر بروتولوي علما بأن بعض الطيور تتوقف هنا والأخرى تتغذى وتعشش في هذه المنطقة. ويقول (أوفيديو بوفنيلا) المسئول بالإعلام في جمعية علم الطيور الرومانية بهذا الخصوص ما يلي:
هناك حوالي 400 فصيلة طيور إما تقيم إقامة دائمة في رومانيا مثل العصفور الدوري وطائر الحسون إما تغادر البلاد الآن بعدما قضت الموسم الشتوي عندنا مثل الوز وبجع الشتاء – ولكن هناك طيور عادت أو في طريقها إلى رومانيا. فأول طائر مهاجر لاحظناه خلال هذه السنة كانت بجعة سوداء توقفت من طريقها إلى الشمال بمقربة من (أودورهييو سيكويسك) في منطقة ترانسيلفانيا في وسط البلاد. وجاءت بعدها أول بجعة بيضاء فوق عاصمة بوخارست في ال7 من مارس/أذار الماضي وفي ال8 من نفس الشهر لاحظ زملائي البوادر الربيعية الأولى فهي وصول أول طائر هدهد قريبا من مدينة (كالاراشي) في جنوب البلاد حيث لاحظوا أيضا مجموعة كبيرة من البجع عبرت رومانيا وتغذت عندنا بالإضافة إلى حوالي 200 طائر كركري كانت تتوقف لشرب الماء وللطعام في منطقة (دوبروجيا). ولكن أهم إشارة كانت وصول طيور أبو الملعقة وهي فصيلة تعيش في المناطق بالرطوبة العالية فلاحظناها ليس في دالتا دانوب بل في منطقة مولدوفا قريبا من مدينة ياشي في شمال شرق البلاد. بدأت جميع فصائل الطيور التي نعرفها تصل إلى رومانيا تدريجيا ولكن موجة الهجرة الأقوى والأكثر وضوحا كانت في الفترة التي تساقطت فيها الأمطار المتجمدة التي فاجئت الكثير من الطيور في طريقها مثل البجع التي نجحت في الوقوف على الأرض وإزالة الثلج من ريشها والاستراحة بالإضافة إلى الطيور الصغيرة التي كانت أضعف وأقل تجهيزا لمواجهة موسم الشتاء القاسي الذي رجع في شهر مارس/أذار. هذه الطيور فُؤجئت في جميع أنحاء البلاد وخاصة في الجنوب وبعضها لم يتحمل الجو البارد والبعض الأخر اتجه إلى الشمال اكتمالا لهجرته. وستنتهي هجرة الطيور عندما سوف نرى بوادر الربيع الأخيرة وهي وصول طيور الوقواق والوروار الأوروبي الملونة إلى رومانيا في بداية شهر مايوأيار القادم أو في نهاية أبريلنسان.
يهتم العلماء بحل لغز كيفية تحديد الطيور طريقها الصحيح خلال هجرتها ورغم وجود الكثير من النظريات والآراء فيتفق الخبراء على أن كيفية تحديد الطريق خلال الطير تختلف من فصيلة إلى أخرى. فتم الإثبات أن معظم الطيور تتجه إلى اتجاه معين حسب الشمس والنجوم ولكن هناك فصائل ترث القدرة على معرفة الاتجاه الصحيح للوصول إلى الأماكن التي سوف تعيش فيها خلال الشتاء مثل طيور الوقواق. في حالات أخرى تصطحب الطيور الشابة والديها مثل البجعة البيضاء ولكن في معظم الحالات بعد الهجرة الأولى تتشكل في ذهن الطيور خريطة للهجرة التي تستخدمها خلال هجرتها القادمة.
وأخذا في الاعتبار أن عدد أفراد الكثير من الفصائل المهاجرة العائشة في أوروبا ينخفض، فأدخل الاتحاد الأوروبي سياسات هادفة إلى وقف هذا الظاهرة واتخاذ إجراءات حماية وإدارة الأماكن التي تعيش فيها هذه الفصائل. فالتوجيهات الخاصة بالطيور للاتحاد الأوروبي كانت القانون الأول لحماية الطبيعة الذي لعب دورا جوهريا في وقف انخفاض عدد الطيور الأكثر تهديدا في أوروبا مثل طيور أبو الملعقة وعقاب أبيض الزنب والصقر الأمراطوري الأسباني. ويتلقى المزارعون الرومانيون مبالغ مالية في حال انخراطهم في أعمال تهدف إلى حماية بعض الفصائل من الطيور مثل النسر الصارخ الصغير. وتجد في رومانيا أكثر من 2300 زوج مما يعني 10% من طيور العالم و22% من طيور أوروبا لأن الطبيعة في رومانيا غنية والزراعة تحمي البيئة المحيطة كما يشير (أوفيديو بوفنيلا):
هناك الكثير من الاجراءات تحمي البيئة المحيطة التي اقترحناها نحن أو شركاءنا والهادفة إلى مساعدة المزارعين والطيور والحيوانات في رومانيا وأقصد هنا النسر الصارخ الصغير الذي يحتاج إلى الأماكن المتوفرة بالغذاء وللتعشيش. وعندما يطبق مزارع مثل هذا الإجراء لحماية البيئة فعليه أن يحترم قواعد معينة وأن يساعد فصائل الطيور. وإجراء آخر لحماية البئية يتعلق بحماية الوز بالعنق الأحمر وهي فصيلة توشك على الانقراض تتم حمايتها في الاتحاد الأوروبي. وتم إدخال هذه الفصيلة على قائمة الطيور الأكثر تهديدا بالانقراض التي تعيش في أوروبا مؤقتا تتم حمايتها على الصعيد الدولي عن طريق الاتفاقية للحفاظ على حياة الحيوانات ومساكنها في أوروبا. وتظهر في رومانيا هذه الطيور في نهاية شهر أكتوبرتشرين الأول ومن الممكن ملاحظتها حتى شهر مارسأذار. ويقول (أوفيديو بوفنيلا):
الوز بالعنق الأحمر فصيلة تحتاج إلى إيجاد حبوب الدرة والقمح في الحقول وبعد ذلك تظهر نبات الكانولا. ويستمر تطبيق هذا الإجراء وهناك عشرات مليون يورو يتلقاها المزارعون ولكن هذا الإجراء يهدف المزارعين الذين يعملون في المناطق التي يعيش فيها الوز بالعنق الأحمر مثل منطقتي باراجان ودبروجيا.
وتقوم جميعة علم الطيور الرومانية بالكثير من المشاريع الخاصة بحماية الطيور ومكافحة صعيد الطيور المغردة غير المشروع يعد من بينها مشروع رومانيا تطير الذي يركب علماء الطيور والمتطوعون أعشاشا اصطناعية في حدائق عاصمة بوخارست وفي 10 مدن أخرى كبيرة في رومانيا خلال كل ربيع. وهناك مشروع آخر عبارة عن حماية فصيلة من الفصائل الأكثر تهديدا بالانقراض في أوروبا والحفاظ عليها وهي الصقر الدانوبي. ولتوفير الظروف الملائمة لتعشيش هذه الفصيلة تم تركيب أعشاش اصطناعية جديدة على الأعمدة الكهربائية لموزع الكهرباء في منطقة أولتينيا في جنوب البلاد. والجدير بالذكر أن عدد أفراد فصيلة الصقر الدانوبي حوالي 450 زوجا في أوروبا ونصفه يعيش في هنغاريا وسلوفاكيا.