الاختبارات الدولية وتربية الأطفال
أُتيحَت للمجتمع الروماني، في نهاية العام الماضي، بواسطة اختباراتِ البرنامج الدولي لتقييم الطلاب، المعروفِ اختصارا “بيسا”، الفرصةُ للِمُقارنةِ بين مَدى استعداد الشَباب في رومانيا ومُستوى التلاميذ في أربعةٍ وستين بلدا آخرَ مِنْ كُلِ أنحاءِ العالم. يَجري البرنامجُ الدولي لتقييم الطلاب منذ عام 2000 ، مرةً كُلَ ثلاثِ سنواتٍ، لِقياس مَهاراتِ التلاميذ في الخامسةَ عشر مِنَ العمر في ثلاثةِ مجالاتٍ رئيسية، هي الرياضياتُ والقراءة والعلوم. شاركتْ في دورة عام 2012 لدراسة بيسا جميعُ الدولِ الأربعةِ والثلاثين الأعضاءِ في مُنظمةِ التعاون والتنمية الاقتصادية، وكذلك واحدةٌ وثلاثون دولةً شريكة، مما يُمَثِلُ ما يزيد على ثمانين في المائة مِنَ الاقتصاد العالمي. وفيما يخص الرومانيين، لم تَكُنْ النتائجُ مُفْرِحَةً بالنسبةِ للسلطات ولا بالنسبة للمُواطنين العاديين. لأنَ أربيعن في المائة مِنَ التلاميذ كانت نتائجُهم ضَعيفةً، وكان ثلاثةٌ فاصلة اثنين في المائة مِنْهُمْ فقط قد أحرزوا علاماتٍ ممتازة، فاحتلت رومانيا المركزَ الخامسَ والأربعين مِنْ مجموع خمسة وستين دولةً مُشارِكَةً في الاختبار. وعندما سُئِل عَمَا يَعْتقده عَنْ هذه النتائج، أجاب وزيرُ التعليم، ريموس بريكوبيه:
Christine Leșcu, 04.02.2014, 11:03
أُتيحَت للمجتمع الروماني، في نهاية العام الماضي، بواسطة اختباراتِ البرنامج الدولي لتقييم الطلاب، المعروفِ اختصارا “بيسا”، الفرصةُ للِمُقارنةِ بين مَدى استعداد الشَباب في رومانيا ومُستوى التلاميذ في أربعةٍ وستين بلدا آخرَ مِنْ كُلِ أنحاءِ العالم. يَجري البرنامجُ الدولي لتقييم الطلاب منذ عام 2000 ، مرةً كُلَ ثلاثِ سنواتٍ، لِقياس مَهاراتِ التلاميذ في الخامسةَ عشر مِنَ العمر في ثلاثةِ مجالاتٍ رئيسية، هي الرياضياتُ والقراءة والعلوم. شاركتْ في دورة عام 2012 لدراسة بيسا جميعُ الدولِ الأربعةِ والثلاثين الأعضاءِ في مُنظمةِ التعاون والتنمية الاقتصادية، وكذلك واحدةٌ وثلاثون دولةً شريكة، مما يُمَثِلُ ما يزيد على ثمانين في المائة مِنَ الاقتصاد العالمي. وفيما يخص الرومانيين، لم تَكُنْ النتائجُ مُفْرِحَةً بالنسبةِ للسلطات ولا بالنسبة للمُواطنين العاديين. لأنَ أربيعن في المائة مِنَ التلاميذ كانت نتائجُهم ضَعيفةً، وكان ثلاثةٌ فاصلة اثنين في المائة مِنْهُمْ فقط قد أحرزوا علاماتٍ ممتازة، فاحتلت رومانيا المركزَ الخامسَ والأربعين مِنْ مجموع خمسة وستين دولةً مُشارِكَةً في الاختبار. وعندما سُئِل عَمَا يَعْتقده عَنْ هذه النتائج، أجاب وزيرُ التعليم، ريموس بريكوبيه:
“إذا أَرَدْتُمْ جَوابا بسيطا، إذن أقول لكم إن النتائجَ ضعيفة. وإذا أردتم جوابا مفصلا، إذن نلاحظ أننا ما زِلنا تحت مُعَدَلِ الاتحاد الأوروبي وأنَ عددا كبيرا مِنَ الأطفال غيرُ قادرين على تلبيةِ مُتَطَلِباتٍ ذات مستوى متوسط في الرياضياتِ والعلوم والقراءة. وفي نفس الوقت، إذا كُنَا مَوْضُوعِيِينَ، لاعْتَرَفْنَا بوجود تَقَدُمٍ صغير. فَمُقارنةً مع اختبارِ بيسا الأخير من عام 2009، ارتفعت رومانيا بأربعِ نِقاطٍ في الترتيب العام. وهذا خَبرٌ مُفْرِح”.
لتفسير النتائج الضعيفة التي أحرزها التلاميذُ الرومانيون، استند وزيرُ التعليم إلى طريقةِ تقييمِ التلاميذِ في نظام التعليم الروماني وكذلك إلى المعارفِ المُقَدَمَةِ لَهُمْ أثناء الدرس. ريموس بريكوبيه:
” هناك تفسيران مُحتَمَلان. أولا، المُعلمون لا يقومون بما يجب القيامُ به أثناء الدرس. والتفسيرُ الثاني مُتعلقٌ بمَنهَجِيَةِ الامتحانات. مِنَ السهل جدا أن تُلْقِيَ الذنبَ على المَنْهَجِيَة، عندما، في الواقع، لا نَفْعَلُ ما يجب خلال الدَرس. لا نتحقق مِنْ مدى اكتساب المعارف، وإذا فعلنا ذلك، لَفَعَلْنَاهُ بِشَكْلٍ سَطْحِي. هناك مَدارسُ يَنال فيها تلميذٌ علامةَ “تسعة” حتى وإنْ كان في الحقيقة يَستحق علامةَ “ستة”. وبذلك، نقول لأولياءِ الأمور والتلاميذ مِنَ خلال العلامات التي نَكْتُبُهَا في سِجِلِ العلاماتِ المَدرسية إنهم يُحَرِزُون نتائجَ جيدةً، ثم نلاحظ في الامتحانِ أن هذا ليس صحيحا. لذا، اعتبارا مِنْ هذا العام، سنُطَبِقُ بعضَ النصوص الواردةِ في قانونِ التعليم ستُدخَل بناء عليها امتحاناتٌ في الصفِ الثانِي والرابع والسادس، من أجل تقييم الوضع وكَيْ نعرفَ مِنْ قَبْلُ إذا كانَ مَدَى تَقَدُمِ التلاميذ في صَفٍ ما جَيِدا أم لا. وهكذا، بإمكانِنا التدخلُ في الوقتِ المناسِبِ لتصحيح الوضع”.
بسبب النتائج الضعيفة التي أحرزها التلاميذُ الرومانيون، يُراد، في المُستقبل، أن تكونَ الامتحاناتُ التي يَجتازها التلاميذ في رومانيا مُشابِهَةً لامتحاناتِ بيسا، أي أَنْ تكونَ عَابِرةً للتَخَصُصَاتٍ، وهي امتحاناتٌ لا يزال التلاميذُ الرومانيون غَيْرَ مُتَعَوِدِينَ عليها. كما سيتم تغييرُ المناهجِ الدراسية، الأمرُ الذي بدأ بالفعل. فيما يلي، يُحَدِثنا تشيبريان تشوكو ، الخبيرُ في التربية بالمركز الروماني للسياساتِ الأوروبية عَنِ المَنْهَجِ الدراسي الحالي الذي يُعْتَبَرُ، هو الآخرُ، مَسؤولا عَنْ نتائجِ التلاميذ الضعيفة:
” إن مَناهجَنا الدراسيةَ لم يتمَ تَحْدِيثُها. لا تزال مُتَخَلِفَةً والعلمُ يتقدم في جميع المجالات، رغم المبالغِ التي أُنفِقَتْ مِنَ الأموال الأوروبية لتغييرها. إنَ المناهج الدراسية تُستَبْدَلُ مَرةً كلَ ثمانيةِ أعوام. آخرُ تغييرٍ للمَنهج الدراسي لم يتطرق إلى مَضْمُونِهِ بِقَدْرِ ما تَطَرَقَ إلى أهدافه وتم إدخالُه في أواخرِ التسعينات مِنَ القرن الماضي، بدايةِ أعوام 2000. كان التغييرُ جُزئيا، وكان آنذاك يجري الحديثُ عَنْ عملِ تغييرٍ آخرَ جِذريٍ فيما بعد. ولكنَ ذلك لَمْ يحدث”.
أظهرتْ امتحاناتٌ البرنامج الدولي لتقييم الطلاب، بيسا، جانبا آخرَ مُهِمًا يتمثل في الدافعِ إلى الإنجاز. ويبدو أن مُستوى دافعِ الإنجاز لدى التلاميذ الرومانيين هو الأصغرُ في صُفوفِ جميع الدول المُشارِكة في التقييم. والسؤال الذي يَطْرَحُ نَفْسَهُ في هذه الحالة هو: هل يَجِبُ البحثُ عَنِ التفسيرات فيما يخص قلةَ دافعية التلاميذ خارجَ النظامِ التعليمي؟ هذا ما يَعتقده الوزيرُ ريموس بريكوبيه:
” إن الدافعَ لا يأتي فقط مِنَ الدروس المقدمة في المدرسة وإنما مِنْ جميع أنشطتنا اليومية. هناك العديدُ مِنَ الأطفال الذين يتركون التَعليمَ لأنهم لا يَرَوْنَ فائدةَ المدرسة. وفيما يخص المُعلمين، صحيحٌ أن هناك علاقةً بين النتائجِ المُحْرَزَةِ في التعليم –لن أقول بمستوى رواتبهم- وإنما بِمَدَى الاحترامِ المُوجَه إلى الكوادر التعليمية، الذي يضم كذلك مُستوى الرواتب. ليس مِنَ الكافي أن تتقاضى راتبا عاليا لِتَحْفِيزِكَ، يجب أن يَكونَ هناك جوٌ مَعْنِيٌ في المدرسة”.
بالنسبة لتشيبريان تشوكو ، إن قلةَ دافعية التلاميذ تَعْكِسُ قلةَ دافعية المعلمين التي لا يُمكن تفسيرُها دون تحليلِ النظام بأسره:
” إن التعليمَ مرتبط تماما بالدافعية، التي تأتي في شأنِ الأطفال مِنَ الخارج. ينبغي على الكادرِ التعليمي تَحفيزُ اهتمامِهِمْ . ومن جهة أخرى، إن المُعلمين هُمُ الآخرون فقدوا دافعَهم. وضعُ المُعَلِمِ ليس ما كان عليه في السابق. أنْ تكونَ مُعَلِمًا لم يَعُدْ شيئا مُهِمًا. إن العاملين في التعليم ليسوا أفضلَ مِمَا عندنا. لأنَ المُتَخَرِجين المُمتازين لا يتوجهون إلى مجالِ التعليم وإنما يغادرون البلاد أوْ يعملون في مجالاتٍ أخرى في النظام العام أوِ الخاص. إن قاعدة التوظيف في النظام التربوي ضيقة جدا. لم يَعُدْ يَصِلُ إلى نظامِ التعليم الأفضلُ عندنا. هذه ليستْ ظاهرةً مُمَيِزَةً لرومانيا فقط وإنما لدول أوروبية أخرى”.
تقتضي الحاجةُ إلى تغييراتٍ جذريةٍ مِنْ وجهة نظر السلطات الحكومية والمُجتمع المدني على حِدة. يجب عليها أن تُغَيِرَ أُسُسَ النظامِ كَيْ يَستَعيدَ نشاطُ التعليم والتَعَلُمِ شُهْرَتَهُ وغَرَضَه وفَائِدَتَهُ القَديمة.