يوم الطفل الخديج
أطلقت الإدارة الرئاسية مشروع "بقعة ضوء على رومانيا" وهو مشروع اجتماعي يلفت انتباه الرأي العام إلى وضع نظامي الصحة والتعليم ورفاهية الاطفال والشباب والنساء والفئات الاجتماعية الهشة. أول فعالية في إطار هذا المشروع خصصت للأطفال الخدج.
Diana Baetelu, 10.12.2025, 15:30
مائة وأربعون مليون طفل يولدون في العالم سنويا ومنهم حوالي خمسة عشر مليونا من الخدج وهم أطفال يولدون قبل حلول الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل ويمثلون عشرة بالمائة من إجمالي عدد المواليد في العالم سنويا. طفإلا أن معدل الولادة المبكرة يختلف من بلد إلى آخر ليتراوح ما بين خمسة بالمائة وثمانية عشر بالمائة.
الولادة المبكرة واحدة من المشاكل الصحية الخطيرة في العالم أجمع كونها ثاني أهم سبب للوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة بعد الالتهاب الرئوي. كما أنها أحد أسباب الإعاقات الجسدية والعصبية والاضطرابات لدى الأطفال وتقتضي العلاج الداعم على المدى البعيد.
لتوعية المجمتع بالمخاطر المرتبطة بالولادة المبكرة في سياق ارتفاع عدد الخدج في العالم أعلن السابع عشر من شهر نوفمبر تشرين الثاني من كل عام يوما عالميا للطفل الخديج. وفي بوخارست أُضيئ قصر كوتروتشين وهو مقر الإدارة الرئاسية باللون الأرجواني تضامنا مع آباء الخدج أثناء حفل رسمي حضرته شريكة حياة رئيس الجمهورية . والجدير بالذكر أن الرئيس نيكوشور دان و شريكته ميرابيلا غرادينارو والدان لطفلين خديجين.
وقال رئيس الجمهورية في رسالة نشرت بمناسبة يوم الطفل الخديج : “أعرف جيدا الشعور بالعجز الذي ينتاب آباء الخدج وساعات الانتظار الطويلة وأنت لا تدري ماذا سيحمله القادم “. وذكر الرئيس دان بأن طفلا واحدا من بين كل عشرة أطفال يولد قبل أوانه في رومانيا ما يمثل أربعة عشر ألفا سنويا. وأضاف يقول : ” حياة حوالي أربعة عشر ألف أسرة رومانية تبدأ في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة. لأن الخدج ضعفاء ويحتاجون إلى الرعاية الطبية منذ اللحظة الأولى وثم إلى برامج اجتماعية تساعدهم على النمو السليم والتمتع بصحة جيدة وحياة طبيعية. وأهم من ذلك هم يحتاجون إلى الراحة والتعاطف والحب منذ اللحظة الأولى” .
رومانيا تحتاج إلى مراكز رعاية للأطفال الخدج متعددة التخصصات وأيضا إلى إنشاء سجل وطني لهؤلاء الأطفال بحسب شريكة الرئيس دان ميرابيلا غرادينارو التي قالت: “يوم الطفل الخديج يزيد من وعينا بأهمية التعاطف ودور كل واحد منا كما يذكرنا بأننا أقوياء إذا كنا معا . فأي نقطة ضعف شخصية كانت أو مجتمعية يمكن اجتيازها شريطة أن نحددها بدقة وأن نعمل كل ما بوسعنا لتخطيها . لذلك ينبغي على كل منا أن يجد قوته الداخلية لتسخيرها للصالح العام. نحتاج إلى إنشاء مراكز متخصصة متعددة التخصصات في مستشفيات الولادة لدعم الأطفال الخدج لأنها قادرة على تقديم الرعاية المتكاملة الطبية والنفسية والاجتماعية لهم. كما نحتاج إلى إنشاء سجل الأطفال الخدج وتطبيق أسلوب سأسل رعاية “الكنغر”وذلك للحيولة دون بقاء أي منهم في الخلف. ومن المهم أيضا لنا كمجتمع أن نزرع ثقافة التعاطف والدعم المتبادل”.
وزير الصحة ألكسندرو روغوبيتي قال إن السجل الوطني للأطفال الخدج والذي قد بدئ بإنشائه بالفعل سيجمع بيانات هامة حول الوظائف الحيوية أو الأمراض المحتملة المرتبطة بالولادة المبكرة وذلك من أجل مراقبة الخدج بشكل سنوي . وأضاف يقول إن وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة تسلمت في عام 2025 خمسة وستين سريرا إضافيا وستستلم خمسين سريرا آخر في العام القادم تفاديا لاكتظاظ المستشفيات الجامعية.
وأوضح ألكسندرو روغوبيتي أن السلطات تنظر في إمكانية تغيير القانون بحيث يسمح لآباء الأطفال الخدج بالتفاعل معهم جسديا لأكثر من عشر دقائق كما هو عليه:
” طرحت للنقاش الحاجة إلى تغيير القانون لتسهيل انتشار العلاجات الحديثة في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة وهي علاجات مستخدمة في عدد قليل من مستشفيات الولادة في رومانيا وليس بشكل كاف بحيث يكون التفاعل بين الأم والأب والمولود الخديج في وحدة العناية المركزة مباشرا أي جسديا وليس عبر زجاجة الحاضنة فقط ولأكثر من عشر دقائق. فالأمر يتعلق بالتوفيق بين القوانين الوطنية والمعايير الأوروبية في المجال.
يقضي الخديج الأشهر الأولى من حياته في الحاضنة وسط أجهزة تدعم وظائفه الحيوية. في بعض الحالات يبقى هناك لأشهر عديدة قبل أن يسمح لوالديه بإحراجه من المستشفى والعودة معه إلى المنزل. أما تكاليف رعاية طفل خديج يعاني من مشاكل صحية خلال فترة بقائه في المستشفى قد تصل إلى مليون دولار.
رئيس لجنة أطباء حديثي الولادة بوزارة الصحة الدكتور الشهير كاتالين كارستوفيانو يعرف جيدا البيئة التي يعيش فيها المولود الخديج في المستشفى . وقال الدكتور كارستوفيانو أن معدل وفيات المواليد الجدد قد انخفض بشكل ملحوظ في السنوات العشر الماضية في رومانيا بفضل استثمار مبالغ كبيرة في رعاية حديثي الولادة.. وأضاف قائلا إنه لا يزال هناك مجال للتحسين.
وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى المشروع العالمي للتنمية المستدامة الذي يدعو إلى وضع حد لوفيات الأطفال حديثي الولادة التي يمكن تجبنها في جميع دول العالم بحلول عام 2030. ولتحقيق هذا الهدف يتعين على دول العالم خفض وفيات الأطفال حديثي الولادة إلى أقل من اثتني عشرة حالة وفاة لكل ألف مولود حي .