كيف نحمي الأطفال من التلوث
آثار التلوث على صحة الانسان معورفة للجميع وموثقة من قبل منظمة الصحة العالمية
Diana Baetelu, 19.06.2023, 12:34
آثار التلوث على صحة الانسان معورفة للجميع وموثقة من قبل منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية التي تحذر من أضرار التلوث البيئي منذ سنوات طويلة . نتائج البحوث التي أجراها مركز ” إيكوبوليس ” للسياسات المستدامة بهدف تحديد مدى تأثير الهواء الملوث على سكان بوخارست جاءت مقلقة للغاية لتؤكد أن أكثر من ألفين وثمانمائة شخص توفوا بسبب التعرض للجسيمات الدقيقية ب.أم 2.5 وهي ذات الجسيمات المسؤولة أيضا عن وفاة خمسمائة وأربعين من المصابين بأمراض القلب . كما تبين أن أكثر من خمسة بالمائة من الوفيات في صفوف الرضع كان سببها تلوث الهواء بالجسيمات ب.أم 10 . وقد أجريت الدراسة بواسطة أجهزة استشعار تابعة شبكة مدنية لرصد جودة الهواء تم تركيبها في عدد من أحياء بوخارست هي أجهزة تقيس وتسجل بيانات متعلقة بمستويات انبعاثات المواد الجسيمية لتطلق إنذارات كلما تجاوزت الحد الأقصى المسموح به . البيانات المسجلة تظهر على الخريطة الرقمية الموجودة عل موقع الشبكة الإلكتروني . منسقة الشبكة والمديرة التنفيذية لمنظمة “إيكوبوليس” أوانا نينيتشو لديها المزيد من التفاصيل: “في الوقت الحالي تعتمد الخريطة على تسجيلات يقوم بها أكثر من أربعين جهاز استشعار حول جودة الهواء وكمية الجسيمات المعلقة أي جزيئات الغبار المحملة بمواد مختلفة مأخوذة من الغلاف الجوي ومن الطرق ومن كل مكان تقريبا . فهذه المستشعرات تقيس وتسجل النتائج وتنقلها إلى الخريطة في الوقت الفعلي . في الفترة الحالية نركز على قياس جودة الهواء في محيط المدارس في بوخارست. ففي الربيع الماضي قمنا بالتعاون مع بلدية العاصمة بتركيب أربعة وأربعين جهاز استشعار بالقرب من المدارس والمستشفيات وحاليا نقوم بتركيب اثني عشر مستشعرا إضافيا في بوخارست ومنطقة إيلفوف المجاورة. وبحلول نهاية العام الجاري ستعتمد الخريطة على تسجيلات أكثر من مائة جهاز استشعار الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة دقة البيانات حول التولث بالجسيمات .”
رصد جودة الهواء في محيط المدارس أصبح ضرورة ملحة بعد أن كشفت دراسات سابقة أجرتها الشبكة ما بين عامي 2021 و2022 أن مستويات التلوث بالجسيمات بي أم 10 و بي أم 2.5 زادت أربعة أضعاف عن الحد الأقصى المقبول ما يعرض صحة التلاميذ للخطر:”أدركنا أنه بإمكاننا إيجاد حلول ملموسة للحد من التلوث في محيط المدارس والمستشفيات والبنى التحتية بشكل عام وهي المناطق الأكثر عرضة للتلوث.ومن بين الحلول المطروحة خفض سرعة سير السيارات إلى ما دون ثلاثين كيلومترا في الساعة في محيط المدارس وتحويل الطرق التي يستخدمها التلاميذ للذهاب إلى المدرسة إلى منطاق للمشاة حصريا . من أجل ذلك أطلقنا حملة ” أوقف المحرك ” التي ننظمها بالتعاون مع إحدى جمعيات الآباء .”
حملة “أوقف المحرك” أطلقت منذ أكثر من عام وتشارك فيها عائلات تسكن بجوار متنزه عام في القطاع الأول للعاصمة إلى جانب شبكة رصد جودة الهواء التي تقوم أيضا إطلاع الآباء بمستويات انبعاثات المواد الملوثة من محركات سياراتهم في محيط المدارس :” التوقف دون إيقاف المحرك لأكثر من ثلاث دقائق ممنوع بموجب القانون في معظم المدن الأوربية الكبرى التي تعاني من مستويات تلوث مرتفعة . لكن رومانيا لا يوجد فيها قانون ممثال ونلاحظ مرارا أن الآباء الذين يوصلون أطفالهم إلى المدرسة أومنها إلى البيت بالسيارة لا يوقفون المحرك أثناء الانتظار حتى لو طال إلى عشرين دقيقة . فالناس لا يدركون مدى التولث الذي يسببه محرك السيارة المشغل أثناء التوقف ولا يدركون أن الأطفال الذين يلعبون في باحة المدرسة يستنشقون النفايات المنبعثة عن محركات سياراتهم . لذلك نعتقد أن الحل السريع الموجود في متناولنا هو وضع لافتات قرب المدارس نحث فيها الآباء على إقاف محركات سياراتهم أثناء الانتظار. وبالإضافة إلى تلك الحملة التي نقوم بتنظيمها في جميع المدارس نسعى إلى استصدار قرار عن مجلس بلدية بوخارست يحظر التوقف قرب المدرسة دون إيقاف المحرك.”
حملة “أوقف المحرك” ستتوقف في فصل الصيف بشكل مؤقت وكذلك عملية تركيب أجهزة استشعار على أن تستأنفا مع بداية الخريف المقبل .