هجر المدرسة
هجر المدرسة، يمثل مسألة هامة بالنسبة للمؤسسات الأوروبية، و أصبح موضوعا مطروحاً للنقاش في جدول الأعمال العام في رومانيا أيضاً.ليس فقط مجرد التعرف على الأبعاد الدقيقة لهذه الظاهرة هو المهم، و لكن أيضا إيجاد الحلول.
Christine Leșcu, 20.08.2013, 20:14
هذا لا يمكن أن يتحقق سوى بالتعاون بين السلطات المختصة في مجالات عدة: التعليم، و الحماية الاجتماعية و التنمية المحلية. و إلى كافة تلك المجالات، يتطرق البحث الذي يحمل شعار “جميع الأطفال في المدارس بحلول عام 2015 – مبادرة عالمية بشأن الأطفال خارج نظام التعليم: دراسة وطنية”، و الذي يحظى بإشراف و رعاية منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، و يمثل دراسة تقوم على منهجية مشتركة لست و عشرين دولة مشاركة، من ضمنها رومانيا.
في إعداد التقرير الخاص بلدنا، شاركت وزارة التربية، و وزارة العمل، و و المعهد الوطني للإحصاء و معهد العلوم التربوية. الهدف من هذه الدراسة كان تحليل السياق الذي يشجع على هجر الدراسة، لرفع مستوى الوعي حول هذه الظاهرة و اقتراح حلول لها. و لكن لإيجاد الحلول، يجب علينا أن نعرف حجم هذه الظاهرة التي لا ترتبط أسباب بنظام التعليم فحسب. ساندي بلانشيه، ممثلة صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في رومانيا تحدثنا عن بعض هذه الأسباب:
“الأطفال الذين هم على وشك هجر الدراسة، هم شديدو الفقر، و القادمون من المناطق الريفية، و الذين ينتمون الى العرقية الغجرية، و ذوو الإحتياجات الخاصة و المعاقين. و ينبغي أن يركز نظام التعليم، على الوقاية من هذه الظاهرة بدلاً من إتخاذ تدابير للتدخل. يجب علينا أن نضمن أن هؤلاء الأطفال مسجلون و ملتحقون بالمدارس، و مستمرون في الدراسة. و هذه الحقيقة، قد تمثل ميزة مالية لأنها أرخص”.
الآثار السلبية بعيدة المدى لهجر المدرسة، تؤثر على المجمتع بأسره وعلى إقتصاد البلاد. و وفقا لبعض البيانات المقدمة من المعهد الوطني للإحصاء، فإن 52٪ من الشباب الذين تركوا المدرسة في وقت مبكر، وصلوا بسرعة أكبر إلى حالة البطالة. دليل آخر على أن هجر الدراسة يعد مشكلة اجتماعية، يتمثل بوجود إختلافات بين مناطق البلاد. في بعضها تكون هذه الظواهر مقلصة بشكل أكثر من غيرها اعتماداً على الوضع الإقتصادي و التشكيلة العرقية للمنطقة. ففي البلدات التي تتجاوز نسبة الغجر 5٪ من مجموع سكان المنطقة، كان معدل هجر الدراسة مرتفع. بيانات إحصائية أخرى توفرها لنا، مجدداً، ساندي بلانشيه:
“معدل هجر المدرسة في وقت مبكر بلغ نسبة 17.5٪. و هي في ازدياد. و وفقاً لأجندة أوروبا 2020، فإن من أهداف رومانيا الوصول إلى 15٪ بحلول عام 2014 و إلى 11٪ بحلول عام 2020. لأن هجر المدرسة متأثر بعوامل اجتماعية مثل الفقر، و الصحة و التغذية و البيئة الأسرية، و هناك حاجة إلى حلول شاملة على مستوى عدة قطاعات. على المستوى المحلي، فإن المدارس، والأخصائيين الإجتماعيين، و البلديات، يجب أن تعمل معا لمنع التخلي عن الدراسة. كما أن نوعية العملية التعليمية تمثل مشكلة بدورها. فحوالي 40٪ من الذين يبلغون الخامسة عشرة يعانون من مستوى منخفض من التعليم و يواجهون صعوبات في القراءة و الكتابة. في بولندا، هذه النسبة تبلغ 15٪، وفي هنغاريا 18٪. الحلول من هذه الناحية، يمثلها معلمون مؤهلون وم متحمسون، و مناهج دراسية تركز على المهارات، و ليس على حفظ المعلومات عن ظهر قلب. رومانيا تستثمر 3.5٪ من ناتجها المحلي الإجمالي في نظام التعليم. بينما بالمقارنة، تخصص بولندا و هنغاريا 5٪ “.
ومع كل ذلك، يمكن أن تكون الإحصائيات مضللة عندما لا يعرف السياق الكامل لظاهرة هجر الدراسة و كيفية حساب هذا المعدل. تشبريان فارتوشنيك، الباحث في معهد العلوم التربوية، يخبرنا كيف يحسب هذا المعدل في رومانيا:
“ننظر إلى عدد الأطفال الذين سجلوا في سبتمبر/ أيلول في المدرسة، و نتحقق من عدد الذين ينهون العام الدراسي في يونيو/حزيران. يتم حساب معدل التسرب من خلال مقارنة عدد الداخلين و الخارجين. أما فيما يخص الجديد الذي تجلبه هذه الدراسة فهي حقيقة السؤال عن عدد التلاميذ الذين يجب أن يكونوا في المدرسة. وهكذا نكتشف أن عددهم أكبر من عدد التلاميذ المسجلين. و بمساعدة المعهد الوطني للإحصاء، علمنا عدد الأطفال الذين من المفترض أن يكونوا في عمر الدخول إلى حلقة التعليم قبل الإبتدائي، أو في التعليم الأساسي. و قارنا هذا الرقم مع عدد من الأطفال المسجلين في نظام التعليم. و بعملية طرح بسيطة، وجدنا أن عدداَ أقل من الأطفال يدخلون الصف الأول مما ينبغي وفقا للبيانات الديموغرافية. و بعد ذلك، تأخذ هذه الظاهرة بالتزايد. في المدارس الابتدائية، نرى أن في الفئة العمرية 7-10 سنوات، يوجد أكثر من خمسة و خمسين ألف طفل من الذين لا يظهرون مسجيلين في التعليم، و في المرحلة المتوسطة أو الإعدادية نلاحظ نفس الشي، على الرغم من أن الأطفال يجب أن يكونوا مسجلين، لأنهم موجودون في بيانات التركيبة السكانية”.
باستخدام طريقة حساب مؤسسات الإتحاد الأوروبي، تأخذ الظاهرة أبعاداً أخرى، و يجب أن تفهم خلاف ذلك. تشبريان فارتوشنيك، يحدثنا مجدداً:
“على مستوى الإتحاد الأوروبي، لا تقارن معدلات هجر الدراسة بين الدول الأعضاء، لأن هناك اختلافات منهجية هامة. على سبيل المثال، هناك طريقة يتم فيها الحساب بالأفواج، على مدى عدة سنوات من الدراسة. المؤشر المستخدم هو معدل ترك المدرسة في وقت مبكر. لأنها تركز على فئة عمرية محددة تتراوح ما بين 18 و 24 سنة. لماذا؟ لأنك تنتظر أن تجد هناك، شباباً لديهم مستوى أساسي من التعليم. و بطريقة الحساب هذه، نرى أن شاباً واحداً من بين خمسة شباب لا ينجح و لا حتى في إنهاء التعليم الإلزامي بإتمام عشرة صفوف”
أيهما كانت طريقة الحساب، فإن حلول هجر الدراسة، تنطوي على التعاون بين عدة مؤسسات، كما و لا يمكن التغاضي عن إحصائيات مثل تلك المدرجة في دراسة”جميع الأطفال في المدارس بحلول عام 2015، المبادرة العالمية بشأن الأطفال خارج منظومة التعليم: دراسة استقصائية وطنية “.