المعلمون الغاضبون في رومانيا
مئات المعلمين يواصلون احتجاجاتهم أمام وزارة التعليم في بوخارست

Akram Ibrahim, 07.08.2025, 19:14
رغم كونهم في إجازتهم الصيفية، يفكّر المعلّمون فيما سيحدث في النظام التعليمي اعتباراً من الخريف القادم. حيث ستؤثّر عليهم بشدّة الحزمة الأولى من إجراءات التقشف المالي، والتي قررتها الحكومة الائتلافية بقيادة “إيليه بولوجان”، ودخلت حيّز التنفيذ في الأول من آب/أغسطس. وسيزيد معيار التدريس لشاغلي الوظائف في نظامي ما قبل الجامعة والجامعة من ثمانية عشر إلى عشرين ساعة في الأسبوع. إنه إجراء غير مسبوق في السنوات الأخيرة، من حيث تحميل المعلمين عبئاً أكبر، إما من خلال زيادة التدريس الفعّال في الفصل الدراسي، أو من خلال زيادة الزمن اللازم لإعداد الفصول الدراسية أو تصحيح النتائج. وهو وقت إضافي غير مدفوع الأجر. وبذلك ستوفّر الدولة الأموال المخصصة للمعلمين الذين كانوا يتقاضون رواتبهم بالساعة. بمعنى آخر، إما أن يتم التخلي عن خدمات أولئك المعلمين، أو سيحصلون على أموال أقل من ذي قبل.
كما سيتم أيضاً تعديل الطريقة التي سيتم بها توفير المنح الدراسية المدرسية، بحيث ينخفض عدد الطلاب المستفيدين. يضاف إلى كل ذلك، التزام المعلّمين بالتواجد في المدرسة، من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الخامسة مساءً، ودمج بعض الوحدات التعليمية، وزيادة عدد الطلاب في الصف المدرسي. ومنذ دخول القانون الذي يتضمن هذه الإجراءات حيز التنفيذ، احتجّ مئات المعلمين يومياً أمام وزارة التعليم في بوخارست، وكذلك في مدن أخرى في البلاد. لكن ماذا يقول بعض المحتجين؟
“يجب أن يُنظر بعين الاعتبار إلى العاملين في هذه المهنة، لأنها تشكل أساس المجتمع. فمن هنا نبدأ جميعاً، من المدرسة”.
“لدينا رسالة بسيطة تتمثل في إلغاء التشريع الذي يضر بالتعليم ويدمر التعليم الروماني، وإذا لم يفعلوا، ليتركوا مناصبهم ويرحلوا. وسنقوم بإرسال نفس الرسالة إلى رئيس الوزراء “إيليه بولوجان”.
“ أنا متقاعدة، لكنني أيضا طالبة سابقة ومواطنة في هذا البلد. يتعين على الموجودين هنا النضال من أجل حقوقهم. أعتقد أننا يجب أن نكون جميعاً هنا، لأننا جميعاً سنتأثر طوال حياتنا بمعلّمينا، بطريقة أو بأخرى”.
وتقول النقابات بأن معيار العشرين ساعة، لم يكن موجوداً حتى خلال الفترة الشيوعية. بالإضافة إلى ذلك، فإن إجبار المعلمين على البقاء في المدرسة حتى الساعة الخامسة مساء، دون أن توفّر لهم ظروفا لائقة، مثل الخزائن أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو حتى الغداء، كما يحدث في بلدان أخرى، يعتبر سخيفاً ومسيئاً. إذا لم تتراجع الحكومة بحلول بداية العام الدراسي الجديد عن قرارات التقشف المتعلقة بالتعليم، فمن المقرر تنظيم مسيرة كبيرة في الثامن من أيلول/سبتمبر، في اليوم الأول من المدرسة، حيث من المتوقع أن يشارك فيها نحو ثلاثين ألف شخص. وحتى ذلك الحين، ستستمر الاحتجاجات أمام الوزارة ومقار الأحزاب السياسية الرئيسية. وطلب ممثلو المعلمين الدعم من أولياء الأمور والطلاب والسلطات المحلية، من أجل دعم التعليم الجيد الممول بشكل صحيح واحتراماً للمعلمين.