حصون منطقة أولتينيا
في القرن التاسع عشر كان كثير من سكان إمارتي فالاهيا ومولدوفا الرومانيتين يترهنون بالإقطاعيين الكبار والكهنة لحماية أنفسهم من الغزوات والغارات ذلك أن الدولة الحديثة بمؤسساتها لم تكن موجودة وكانت الإمارتان هدفا لأعمال إرهابية على أيدي الجيران .سيطرة الإمبراطورية العثمانية على الأراضي الرومانية الواقعة شمالا عن نهر الدانوب ومنها منطقة أولتينيا التي كانت جزاء من إمارة فالاهيا جنوب رومانيا الحالي تجلت في أحيان كثيرة في غارات نهب وتدمير ما حدا بالإقطاعيين وهم كبار ملاك الأراضي المحليين إلى إنشاء حصون دفاعية لحماية أنفسهم وأفراد علائلاتهم والعاملين في قصورهم ومزارعهم في وجهها ومنه وقوع ممتلكاتهم في أيدي اللصوص .. لقد شيدت تلك الحصون على الطراز الشرقي و كانت أشبه بالأبراج الدفاعية وانتشرت ليس في الإمارتين الرومانيتين فحسب بل أيضا في بلغاريا وصربيا والجبل الأسود وألبانيا واليونان وفي جميع أنحاء البلقان التي سيطر عليها العثمانيون. أما منطقة أولتينيا فشيد فيها عشرون حصنا من هذا النوع منها خمسة حصون لا تزال قائمة حتى اليوم.
Diana Baetelu, 20.12.2023, 15:13
في القرن التاسع عشر كان كثير من سكان إمارتي فالاهيا ومولدوفا الرومانيتين يترهنون بالإقطاعيين الكبار والكهنة لحماية أنفسهم من الغزوات والغارات ذلك أن الدولة الحديثة بمؤسساتها لم تكن موجودة وكانت الإمارتان هدفا لأعمال إرهابية على أيدي الجيران .سيطرة الإمبراطورية العثمانية على الأراضي الرومانية الواقعة شمالا عن نهر الدانوب ومنها منطقة أولتينيا التي كانت جزاء من إمارة فالاهيا جنوب رومانيا الحالي تجلت في أحيان كثيرة في غارات نهب وتدمير ما حدا بالإقطاعيين وهم كبار ملاك الأراضي المحليين إلى إنشاء حصون دفاعية لحماية أنفسهم وأفراد علائلاتهم والعاملين في قصورهم ومزارعهم في وجهها ومنه وقوع ممتلكاتهم في أيدي اللصوص .. لقد شيدت تلك الحصون على الطراز الشرقي و كانت أشبه بالأبراج الدفاعية وانتشرت ليس في الإمارتين الرومانيتين فحسب بل أيضا في بلغاريا وصربيا والجبل الأسود وألبانيا واليونان وفي جميع أنحاء البلقان التي سيطر عليها العثمانيون. أما منطقة أولتينيا فشيد فيها عشرون حصنا من هذا النوع منها خمسة حصون لا تزال قائمة حتى اليوم.
ليليانا تاتارانو رئيسة جمعية “قلب أولتينيا “:” يقال إن أقدم حصن في المنطقة يوجد في قرية مالداريشتي وبنته عائلة غريتشيانو الأرستقراطية الكبيرة عام 1547 ولكنني لست أدري ما إذا كانت هذه المعلومة صحيحة أم لا . فالمؤرخون الذين بحثوا تاريخ المنطقة أكدوا أن الحصن الذي نشاهده اليوم هو الشكل النهائي للمبنى الذي بدئ بإنشائه في القرن الخامس عشر لكنه تعرض لاحقا في القرنين السادي عشر والسابع عشر لأعمال توسيع أدت إلى تغيير شكله وحجمه . حصون مماثلة شيدت من قبل الإخوان بوزيتي في إقطاعهم في قرية فلادايا نهاية القرن الخامس عشر.”
بعد غزو الجيش العثماني للمجر واحتلالها في النصف الأول من القرن السادس عشر بسط الباب العالي سيطرته على وسط وجنوب شرق أوروبا ما أدى إلى فصل إمارتي مولدفا وفالاهيا الرومانيتين عن الحضارة الأوروبية. ورغم أن ولاية فالاهيا لم تقبع تحت السيطرة المباشرة للإمبراطورية العثمانية إلا أنها أصبحت منطقة ملحقبة بها وتعرضت لأعمال سلب ونهب . وعليه أصبح بناء الحصون ضرورة ملحة بحسب ليانا تاتارانو:”كانت الوظيفة الرئيسة للحصون حماية الإقطاعيين و القرويين من غزوات الأتراك . وهنا لا نتحدث عن الغزوات واسعة النطاق التي كان الجيش العثماني يقوم بها وإنما عن عزوات قطاع الطرق الأتراك بزعامة عثمان باشفانتوغلو باشا مقاطعة فيدين ببلغاريا الحالية .. لكننا نعرف أنه أثناء فترة سطيرة العثمانيين على الإمارتين الرومانيتين لم يكن بإلإمكان فعل أي شئ بدون موافقة الباب العالمي. كذلك كان محظورا على حكام الإمارتين إنشاء القلاع أو المحصنات الدفاعية ..لذا فأول ما قام به أولئك الحكام ابتداء بالأمير ميترشا حاكم إمارة فالاهيا في القرن الخامس عشر هو أن يحصنوا الأديار . فالأمير ماتي باساراب وقام بتصحين العديد من الأديار في القرن السابع عشر لتكون أيضا ملاجئ للقرويين أثناء غازات الأتراك . أما الإقطاعيون الكبار فحاولوا الدفاع عن أنفسهم بأنفسهم في وجه قطاع الطرق وشيدوا الحصون الدفاعية بأنفسهم إدراكا منهم لخطر التعرض لغارات وأعمال نهب وسلب”.
حصون منطقة أولتينيا هي مبان منشورية الشكل تتكون من عدة طوابق وتحيطها أسوار من الحجر بسمك متر . في الداخل سلالم من الخشب تربك الطوابق ببعضها البعض :”كانت حصون منطقة أولتينيا مرآة للتطورات السياسية والاجتماعية المحلية وحتى لتطورات الفن المعماري .فقد بلغ تطور الحصون ذروته في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الذي شهد تعددا وتنوعا كبيرا لأشكال الحصون وزخرفتها ما جعل منها شعارا للفن المعامري في منقطة أولتينيا في القرون الوسطى “.
لاحظت ليانا تاتارانو أن وظائف الحصون تعددت بمرور الوقت: “في البداية كانت أبراجا للمراقبة والإنذار وهي وظيفة قامت بها أيضا أبراج الجرس في الأديرة. يجدر ذكر أن مواقع إنشاء الحصون اختيرت بعناية ودقة بالغة بحيث تقع على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا عن بعضها البعض في مواقع استراتيجية على قمة تل أو هضبة ما أتاح للمدافعين رؤية منطقة شاشعة ورصد أي تحركات للعزاة وقطاع الطرق. وكان بعض الحصون تستخدم كملاجئ أو مساكن مؤقتة اللإقطاعيين وعائلتهم.”
في النصف الأول من القرن التاسع عشر بعد تأمين حدود إمارة فالاهيا تراجعت أهمية الحصون كمان دفاعية لكنها حافظت على مكانتها في التراث المعماري لمنطقة أولتينيا .