انتهاء فصل الخريف مع الاحتجاجات
الشارع الروماني يغلي بسبب الإجراءات الحكومية الهادفة لتقليل عجز الميزانية
Akram Ibrahim, 19.11.2025, 17:33
ينتهي فصل الخريف في رومانيا مع غليان الشارع الروماني من وجهة نظر اجتماعية. فالبلد الذي عانى من أعلى عجز مالي والذي بلغ تسعة فاصلة ثلاثة في المئة في عام ألفين واربعة، يحاول اليوم بذل جهود جبارة لتقليل العجز وترشيد النفقات، وكذلك من أجل تحقيق الازدهار الاقتصادي .
فالإجراءات التي تم اتخاذها في الصيف من قبل الحكومة الرومانية، سيعقبها إجراءات أخرى، من المتوقع أن تلاقي ردات فعل عنيفة من قبل المواطنين. ففي قطاع التعليم، أعلن ممثلوا النقابات الرئيسية تنظيم احتجاجات جديدة، أمام مقر وزارة التربية والتعليم.
فعدم الامتنان الناجم عن الإجراءات الحكومية المتخذة في أشهر الصيف، منها على سبيل المثال، تخفيض مداخيل الهيئة التدريسية بمعدل ستة في المئة، سوف يعقبها تخفيض عدد العاملين في القطاع العام، كجزء من المجموعة الثالثة من الإجراءات الحكومية.
وتعتبر النقابات أن هذه الإجراءات غير مناسبة بالإضافة إلى كونها غير عادلة بشدة، مع انعكاسات سلبية عميقة على نظام التعليم. ورغم وعد الأحزاب المتحالفة في الحكومة بعدم تطبيق هذه الإجراءات في كل القطاعات ومنها قطاع التعليم، إلا أنه تم زيادة عدد ساعات التدريس، وتخفيض قيمة الساعة التدريسية، بالإضافة إلى تخفيض عدد المنح الدراسية الممنوحة.
وقد قررت الحكومة الرومانية بأن تخفيض النفقات سيكون بمعدل أربعة في المئة فقط في قطاع التعليم، للوصول إلى نسبة العشرة في المئة المطلوبة كما هو مقرر في مجموعة الإجراءات الثالثة. وتضمن الوثيقة التي سيتم الانتهاء منها هذا الأسبوع، تخفيضاً في عدد الموظفين المحليين والمركزيين، بالإضافة إلى تخفيض الرواتب في وزارتي الداخلية والدفاع .
وقال رئيس الوزراء ” إيليه بولوجان ،”بأن تخفيض عدد الموظفين المحليين سيتم بشكل تدريجي، والذي سيتم حسابه استناداً إلى عدد المواطنين، وفق معادلة خاصة. ونتيجة لذلك، سيفقد آلاف المواطنين مصدر رزقهم. كما سيتم زيادة الضرائب المحلية على الممتلكات والسيارات اعتباراً من الاول من كانون الثاني ألفين وستة وعشرين. كما أعلنت اربع نقابات عن نيتها تنظيم احتجاجات أمام الإدارة الرئاسية في كانون الثاني، لمطالبة الرئيس الروماني “نيكوشور دان” بلعب دور الوسيط بين الحكومة والمجتمع.
وتتهم النقابات السلطة التنفيذية، بعدم فتح حوار اجتماعي حقيقي مع المواطنين فيما يتعلق بالإجراءات الحكومية المتخذة . كما تذكّر النقابات بالمظاهرات التي قام بها آلاف الموظفين ضد الإجراءات الحكومية المتخذة، والتي من وجهة نظرهم، إجراءات غير كافية لتعافي الاقتصاد وتخفيض عجز الميزانية، لكن لها تأثيراً سلبياً شديداً على المواطنين.