يوم الملكية
كان "يوم الملك" أو "يوم الملكية" الموافق للعاشر من مايو أيار من كل عام يوما وطنيا لرومانيا بين عامي 1866و1916 وثم بين عامي 1918 و1947

Diana Baetelu, 07.06.2025, 15:30
كان “يوم الملك” أو “يوم الملكية” الموافق للعاشر من مايو أيار من كل عام يوما وطنيا لرومانيا بين عامي 1866و1916 وثم بين عامي 1918 و1947 وذلك لإحياء ذكرى وصول الأمير كارول هوهنزوليرن زيغمارينغن إلى بوخارست في عام 1866لتولى زمام الحكم .
المؤرخ تيودور فيشان ميو الذي درس تاريخ الأسرة المالكة الرومانية وشرح لنا أهمية هذه المناسبة الاحتفالية والأحداث المرتبطة بها : “أهمية العاشر من مايو أيار تكمن في ارتباطه بحدث تاريخي بارز هو تولي كارول الأول زمام الحكم في عام 1866 . ولكن بعد أحد عشر عاما من ذلك الحدث وتحديدا في عام 1877 شهد يوم العاشر من مايو تحقيق أحد الأهداف التي تطلع الساسة الرومانيون إلى تحقيقه باختيارهم كارول ليكون حاكما لرومانيا ألا وهو نيل الاستقلاق عن الإمبراطورية العثمانية وتأكيد وجود الدولة الرومانية على خريطة أوروبا وهي عملية اكتملت في عام 1887 بإعلان رومانيا مملكة .
من جانب آخر فإن أهمية العاشر من مايو أيار تنبع من تاريخ الأسرة المالكة الرومانية ذاته والاحتفالات التي لا تزال تقيمها في العاشر من مايو أيار من كل عام وأشهرها حفلة حديقة قصر إليزابيتا – مقر إقاتها .
عن دور الأسرة المالكة في السياسة الخارجية والعلاقات الدبلوماسية لرومانيا حاليا قال المؤرخ تيودور فيشان ميو:”دور الأسرة المالكة في المجتمع الروماني اليوم يتمثل في أعمالها وأنشطتها في مجالات مختلفة بعضها مرتبط بالدبلوماسية الملكية والسياسة الخارجية التي يمكن للأسرة المالكة أن تساهم فيها عبر صلات خاصة بها لا تملكها مؤسسات أخرى للدولة . وهذا بلا شك أمر له أهمية وطنية .
أما بالنسبة للمجتمع فتبقى الأسرة المالكة مرجعية بارزة ليس بالضرورة بفضل ما تقوم به من الأنشطة بل بفضل ما تمثله من ناحية الثبات والتماسك والاستمرارية وتجنب أي انحراف عن المسار الطبيعي. “
تاريخ يوم الملكية مضطرب للغابة.ففي عام 1917 حظرت الاحتفالات على خلفية الاحتلال الألماني لرومانيا وأعيد الاحتفال بيوم الملكية مجددا بين عامي 1918 و1947. في عام 1947 حظر النظام الشيوعي المدعوم من موسكو ذكرى “يوم الملك” نهائيا وأجبر الملك ميهاي الأول على التنازل عن العرش في الثلاثين من ديسمبر كانون الأول عام 1947 . هل نجح النظام الشيوعي في محو ذكرى يوم الملكية من الذاكرة الجماعية؟ :
“حاول النظام الشيوعي محو ذكرى العاشر من مايو ومغزاه من الذاكرة الجماعية معطيا الأولوية لتاريخ التاسع من مايو أيار عام 1877 وهو اليوم الذي أعلنت فيه رومانيا استقلالها عن الأمراطورية العثمانية .ولكن التشريعات سارية المفعول تسمي العاشر من مايو ايار هو بيوم الاستقلال الوطني وذلك لأنه صادف إطلاق طلاق وسام “نجم رومانيا ” في عام 1877 بعيد إعلان الاستقلال .
لكن من المؤسف أن العاشر من مايو أيار يصادف حاليا ذكرى مناسبات تاريخية متزامنة ومن بينها ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية ويوم أوروبا وذكرى الاستقلال الوطني مما يخلق نوعا من الالتباس ويصعب معرفة أي من تلك الأحداث التاريخية يحتفى به في الواقع في العاشر من مايو أيار”.
في الرابع عشر من مايو أيار عام 2015 أقر البرلمان الروماني قانون إعلان العاشر من مايو أيار من كل عام يوما وطنيا وهي مناسبة يحتفى بها بفعاليات ثقافية وفنية متنوعة ولكن القانون لم يحدد بشكل واضح أي مناسبة بالضبط يحتفى بها في ذلك اليوم . مع ذلك لا تزال وسائل الإعلام والثقافة الشعبية تسميان العاشر من مايو “يوم الملكية “. وفي عام 2021 دخل حيز التنفيذ القانون الذي أقر العاشر من مايو أيار يوما للاستقلال الوطني.