استيراد العمالة إلى رومانيا
أظهرت الإحصائيات تنامي ظاهرة استيراد العمالة إلى رومانيا على مدى السنوات الماضية

Diana Baetelu, 12.05.2025, 15:30
أظهرت الإحصائيات تنامي ظاهرة استيراد العمالة إلى رومانيا على مدى السنوات الماضية . فقبل عشر سنوات كانت رومانيا تستقبل نحو عشرين ألفا من العمال القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي إلا أن عددهم أعلى بكثير في الوقت الحالي . فبينما تتصدر رومانيا تصنيف دول الاتحاد الأوروبي المصدرة للعمالة إلا انها تستورد بدورها عددا كبيرا من العمال القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي وخاصة من الدول الآسيوية لتحتل مركز الصادرة بين البلدان الأوروبية من هذه الناحية . ويقول ممثلو وزارة العمل في بوخارست إن “أزمة العمالة المحلية أصبحت حقيقة قائمة ” مذكرين بأن المجالات التي تعاني من نقص شديد للعاملين هي البناء والتوصيل والتجارة أو المطاعم.
عدد العمال الأجانب الجدد في سوق العمل المحلية يحدد بحلول نهاية كل عام بعد مناقشات مع أوساط الأعمال وبعد الاطلاع على معدل إشغال حاملي تصاريح العمل سارية المفعول . عن وجود العمال من خارج الاتحاد الأوروبي في سوق العمل الرومانية وعن فوائد ذلك للدولة الرومانية قالت فيوليتا ألكساندرو وزيرة العمل السابقة في مقابلة مع راديو رومانيا : ” تواجدهم في سوق العمل الرومانية ضروري لأنهم يساهمون في تسديد احتياجات بعض القطاعات الاقتصادية . إنهم يفيدوننا بتوفيرهم خدمات نحتاجها في المجالات التي تعاني من نقص العمالة ومن بينها خدمات التوصيل والنقل علما بأن معظمهم من السائقين .
كذلك قطاع البناء يستفيد من تواجدهم في رومانيا لأنه القطاع الأكثر حاجة إلى العاملة. أما الدولة فتحقق إيعادات للميزانية العامة لأن هؤلاء العمال يساهمون في صندوق المعاشات العامة والتأمينات الصحية ويدفعون ضرائب على العمل بموجب ما تنص عليه الاتفاقية المبرمة مع الدولة المنشأ .”
معظم المواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي الذين جاءوا إلى رومانيا للعمل في عام 2024 قدموا من نيبال وسريلانكا والهند وبنغلاديش. أما في عام 2025 فوافقت الحكومة على استقبال مائة ألف عامل أجنبي جديد . وتقدر وزارة العمل بأن العاملين الأجانب يمثلون نسبة واحد فاصلة خمسة وعشرين بالمائة من إجمالي القوى العاملة في البلاد. وتقوم شركات مختصة بجميع الإجراءات القانونية اللازمة لاستقبال العمال من خارج الاتحاد الأوروبي .
أما إذا أبدى عامل من خارج الاتحاد الأوروبي الرغبة في البقاء في رومانيا للعمل لمدة أطول أو في حال وجد عملا عند صاحب عمل آخر فيتعين على صاحب العمل أن يقوم بكافة الخطوات بموجب القانون بحيث تكون لدى مفتشية الهجرة العامة في أي وقت صورة دقيقة عن انقتال العامل من صاحب عمل إلى آخر بحسب وزيرة العمل السابقة فيوليتا ألكسندرو.
هل يتأثر المجتمع الروماني بقدوم العمال من خارج الاتحاد الأوروبي؟ عالم الاجتماع دان بيتري : “مما لا شك فيه أن هناك تأثيرا لاسيما أن المجتمع الروماني يواجه هذا الظاهرة لأول مرة ويتعلم كيف يتعايش مع هؤلاء الناس القادمين من ثقافات أخرى. فمن هذه الناحية فإنه من المحتمل أن يخضع حسن ضيافتنا التقليدي للاختبار.
لكن التأثير الأقوى هو التأثير الاقتصادي وتطوراته في الفترة المقبلة التي ستحدد ما إذا كان المجتمع سيواجه صعوبات في استيعاب العمالة الأجنبية وما إذا كان سيميل إلى رفضهم أكثر من قبولهم في نهاية المطاف أوعلى العكس ما إذا كان سيقوم بإدماجهم بسهولة أكبر. فالأمور تتطور باستمرار لذا فمن الصعب في هذه المرحلة تحديد الاتجاه الذي ستسير فيه .”
كوزمين بويانجيو المدير التنفيذي لسلطة العمل الأوروبية يقول إن الوضع في رومانيا لا يمثل استثناء : “نلاحظ تزايد عدد العمال الأجانب من خارج الاتحاد الأوروبي في جميع الدول الأوروبية فضلا عن النقص المزمن للعمالة في العديد من القطاعات كالنقل البري والبناء والضيافة والخدمات اللوجستية وقطاع الرعاية. إنها مشكلة متزايدة الخطورة.ولكن القوانين التي تقرها الدول – كل حسب احتياجاتها لا بد من تطبيقها على الأرض حرفيا. ففي رومانيا يهمنا أن يبقى العمال الأجانب في رومانيا لخدمة مصالح الاقتصاد المحلي ولا أن يعاد تصديرهم إلى دول أخرى بحجج واهية”.
قال خبراء شركات توظيف العمالة الأجنبية أنه بعد انضمام رومانيا إلى منطقة شنغن اتجه بعض العمال من خارج الاتحاد الأوروبي إلى الغرب بحثا عن رواتب أعلى وأضحوا أنه في شهر يونيو حزيران عام 2024 أي بعد أقل من شهرين ونصف الشهر من انضمام رومانيا إلى منطقة شنغن بالحدود الجوية غادر حوالي أربعين بالمائة من العمال الأجانب البلاد متجهين إلى دول غربية . ومن المرجح أن يتزايد عدد الذين سيغادرون رومانيا بعد أن انضمت إلى مجال شنغن بالحدود البرية .