مخاطر متزايدة في البيئة الافتراضية
تعد التوعية من بين أكثر الاستراتيجيات نجاعة للدفاع ضد المخاطر التي تتربص بمستخدمي المواقع الإلكترونية بسبب عمليات الاحتيال الإلكتروني
Diana Baetelu, 23.06.2025, 15:30
تعد التوعية من بين أكثر الاستراتيجيات نجاعة للدفاع ضد المخاطر التي تتربص بمستخدمي المواقع الإلكترونية بسبب عمليات الاحتيال الإلكتروني التي تزداد فعالية هي الأخرى بقدر ازدياد فعالية الأساليب التي يستخدمها المهاجمون في تفاعلاتهم مع الضحايا . وفي الآونة الأخيرة ضم المهاجمون الذكاء الاصطناعي إلى الأساليب التي يستخدمونها لاستهداف البيانات الشخصية ومعلومات الضحايا المحتملين الواردة في البريد الإلكتروني الشخصي أو في الهاتف الذكي وتطبيقات التواصل والشبكات الاجتماعية التي أصبحت عرضة لعمليات الاحتيال الإلكروني بشكل متزايد.
ما هي المخاطر الرقمية التي نواجهها في رومانيا وكيف يمكننا حماية أنفسنا منها ؟ ليفيو أرسيني مدير الأبحاث حول التهديدات السيبرانية:”لا أعتقد أن هناك فرقا كبيرا بين المشهد الإلكتروني في رومانيا ودول أخرى في العالم فبصورة عامة فإن المستخدمين يتعرضون لنفس أنواع التهديدات سواء تحدثنا عن الاحتيال عبر الإنترنت أو الرسائل النصية القصيرة أو البريد الإلكتروني أو تطبيقات المراسلة الفورية أو المكالمات الهاتفية. فكلما بدا شيء ما جديرا بالاهتمام بشكل غير عادي بحيث يصعب تصديقه يستحسن ألا تصدقوه . لا تصدقوا كل ما ترونه أو تسمعونه أو تقرؤونه على المواقع الإلكترونية فحاولوا دائما التحقق من مصدره من مصدر رسمي قدر المستطاع. كما أنصحكم باستخدام تطبيقات الحماية من الاحنيال الإلكتروني على هواتفكم وأجهازكم اللوحية وحواسيبكم المحمولة أوالمكتبية فضلا عن استخدام تطبيق مضاد للفيروسات لأنه يحميكم من معظم أنواع الاحتيال عبر الإنترنت.”
حذرت المديرية الوطنية للأمن السيبراني من عودة الحملات التي تروج لمشاريع استثمارية وهمية على منصات التواصل الاجتماعي . فتحفل البيئة الإلكترونية بمقاطع فيديو تبدو واقعية للغاية للوهلة الأولى وقد صنعت باستخدام تقنيات التزييف العميق لتظهر أشخاصا مشهورين وهم يشيدون بفرص استثمار مزعومة تعد بأرباح سريعة. فمقاطع الفيديو تلك مصنوعة باستخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض خبيثة بحسب دان كامبيان مدير المديرية الوطنية للأمن السيبراني:”هذه المقاطع والصور والفيديوهات المزيفة مصنوعة بمنتهى الإتقان وجودتها تتحسن باستمرار مما يمكن الجماعات الإجرامية من تزويدنا بصور أو تسجيلات فيديو تبدوا واقعية للغاية . فالذكاء الاصطناعي يستخدم في مثل هذه الحالات لأغراض خبيثة فقط .
لذا فمن الأهمية بمكان توخي الحذر الشديد والانتباه إلى نوع الوسائط التي نستخدمها على الإنترنت. وكما قيل مرارا وتكرارا فإن أي عرض مغر يمكن اعتباره غير منطقي وغير معقول لا بد أن يثير تساؤلات . لذا فعلينا أن نتوخى الحذر الشديد وأن ننتبه إلى نوع المواقع الإلكترونية و نوع التفاعل مع الجهة التي ترسل إلينا لنا رسالة ما. فبعض الرسائل توجهنا إلى مواقع إلكترونية تطالبنا بتعبئة معلومات شخصية كرقم الهاتف وعنوان البريد الإلكتروني والاسم أو غير ذلك من البيانات الشخصية وبيانات المستخدم. فهذه المواقع عادة ما تحتوي على بيانات اتصال قليلة جدا بحيث يستحيل تحديد هوية الجهة التي تقف وراءها وهذا بحد ذاته أمر مشبوه للغاية .”
المهاجمون أتقنوا أساليب الاحتيال وباتوا أكثر نجاعة في إرسال رسائل خادعة للمستخدمين بحسب دان كامبيان . فالمهاجمون هم في الغالب مجموعات إجرامية متعددة الجنسيات يصعب تحديد هويتها لأنها تقوم بتغيير بنيتها التحتية مرارا وبسرعة فائقة :” المواقع التي نتحدث عنها والتي تقوم مرارا بتحديث عروضها المغربية غير المعقولة هي مواقع تم نقلها خلال أيام قليلة من بنى تحتية في الاتحاد الأوروبي إلى روسيا إلى ماليزيا وربما في الأيام المقبلة ستصل إلى بلدان مختلفة حول العالم.”
أوضح ليفيو أرسيني أن وسائل اتصال التي يستخدمها المهاجمون سواء كانت شبكات اجتماعية أو تطبيقات رسائل قد تكون في الواقع أداة لجمع البيانات الشخصية:”هدف المهاجمين بصورة عامة هو إقناع الضحية عبر مكالمة هاتفية أو رسالة نصية قصيرة أو عبر البريد الإلكتروني بمشاركة بياناته الشخصية مثل كلمات المرور واسم العائلة ورقم التعريف الشخصي والبيانات المصرفية. فالرسائل التي يرسلها المهاجمون لا توزع عبر منصة واحدة فقط بل عبر قنوات متعددة لأن المهاجمين يريدون تصيد أكبر عدد من الضحايا بمصيدة واحدة .”
وضعت المديرية الوطنية للأمن السيبراني أدلة وإرشادات تساعد مستخدمي المواقع الإلكترونية على حماية أنفسهم من المنتجات المزيفة المصنوعة باستخدام الذكاء الاصطناعي وأيضا على زيادة الحيطة واليقظة .