الدراجات الكهربائية ذاتية الخدمة – هل هي خطر على المجتمع؟
لقي مراهق كان يركب دراجة كهربائية ذاتية الخدمة مصرعه بعد أن فقد توازنه وسقط على مسلك السيارات في طريق عام . ووقع طفل في الثالثة من العمر ضحية لحادث خطير بعد أن صدمته دراجة كهربائية
Diana Baetelu, 01.10.2025, 15:27
لقي مراهق كان يركب دراجة كهربائية ذاتية الخدمة مصرعه بعد أن فقد توازنه وسقط على مسلك السيارات في طريق عام . ووقع طفل في الثالثة من العمر ضحية لحادث خطير بعد أن صدمته دراجة كهربائية بينما كان في حديقة عامة مع والديه. طفل آخر في الثانية عشرة من عمره سقط بدراجته الكهربائية من فوق جسر. وسقط رجل لم يكن يرتدي خوذة الحماية من الدراجة الكهربائية ودخل الغيبوبة متأثرا بجراحه. ولقيت امرأة حتفها بعد أن صدمتها دراجة كهربائية بها بينما كانت تعبر الشارع في الممر المخصص للمشاة وأثناء الضوء الأخضر لأشارة المرور .
تزايد عدد الدراجات الكهربائية ذاتية الخدمة والمعروفة أيضا بالسكوترات الكهربائية في رومانياعلى مدى السنوات الأخيرة لسرعة وسهولة التنقل بها لمسافات قصيرة ولكن في الوقت نفسه أيضا تزايدت أيضا حوادث المرور التي تسببها هذه الدراجات لتتجاوز ألفا وخمسمائة حادث خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2025 مقارنة بنحو ألف وثلاثمائة حادث في العام الماضي .
وقالت الشرطة أن ثمانين بالمائة من تلك الحوادث وقعت بسبب أخطأ ركاب السكوترات الكهربائية وتسببت في إصابات لأنفسهم أو لغيرهم. ففي عام 2024 لقى مصرعهم في حوادث السكوترات الكهربائبية سبعة أشخاص وفي الأشهر السبعة الأولى من عام 2025.توفي في حوادث مماثلة تسعة أشخاص
في الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري أصيب ألف وستمائة وثمانية عشر شخصا في حوادث تسبب فيها السكوترات مقابل ألف وثلاثمائة وثمانية عشر شخصا في العام الماضي. إحصائيات مثيرة للقلق نظرا للزيادة الكبيرة لحوادث السكوترات الكهربائية وضحاياها من القتلى والجرحى منذ عام 2020 عندما طرح للمرة الاولى مشروع القانون الذي يحدد قواعد استخدام السكوترات الكهربائية في الطرق والأماكن العامة
ما هي أسباب كثرة الحوادث التي يتسبب فيها ركاب السكوترات الكهربائية؟ كاتالين كوديسكو رئيس جمعية ضحايا حوادث السير: ” المشكلة تكمن في عدم ارتداء ركاب هذه السكوترات أزياء الحماية وعدم التزامهم بقواعد المرور واستخدامهم المسالك المخصصة للسيارات على هواهم وهو أمر بالغ الخطورة لأن السكوترات تتسم بالسرعة الكبيرة وتستخدم سواء في المناطق المخصصة للمشاة كالأرصفة على سبيل المثال وفي مسالك السيرات حيث يمكن أن تصدم المشاة أو تصتطدم بالمركبات.إنها تمثل خطرا كبيرا على المشاة و سائقي السيرات على حد سواء .”
سائق الراليات تيتي آور خبير القيادة الدفاعية الوقائية يعتقد أن السلامة المرورية في رومانيا معدومة وأن السكوتر الكهربائي إلى جانب الهاتف المحمول يزيدان من خطر الحوادث الخطيرة التي تسفر عن قتلى وجرحى. فاستخدام الهاتف المحمول أثناء السير في الطرق والأماكين العامة يشتت انتباه ركاب السكوترات في حين أن استخدام السكوتر الكهربائي ذاته غير منظم في قوانين المرور بما فيه الكفاية .
رئيس جمعية ضحايا حوادث السير كاتالين كوديسكو أشار إلى هناك نقطتي الضعف الرئيسية للسكوتر الكهربائي:” كثيرون ممن يسخدمون السكوترات الكهربائية لا يعرفون قواعد المرور لأن الالتحاق بدروس تعلم قوانين المرور غير إلزامي بيد أن كثيرين منهم – بالغين كانوا أو قاصرين – لا يملكون رخصة قيادة ناهيك عن أن كثيرين منهم قاصرون. فما الفائدة من تحسين القوانين ذات الصلة طالما أن مستخدمي السكوترات لا يعرفون قواعد المرور.هذا أولا. وثانيا لا أحد من ركاب السكوترات يملك بوليصة تأمين أو على الأقل بوليصة تأمين المسؤولية المدنية والتي من شأنها حماية المتضررين الآخرين من الحوادث التي يتسببون بها.”
القوانين الرومانية تحدد سن الرابعة عشرة من العمر كحد أدنى لركوب السكوترات الكهربائية وينص على إلزامية ارتداء الخوذة للمستخدمين الذين تتراوح أعمارهم ما بين الرابعة عشرة والسادسة عشرة. كما يحظر القانون نقل ركاب آخرين بقوله بصريح العبارة بأن السكوتر مخصص لشخص واحد فقط. كما يفرض السير في المسالك المخصصة للدراجات الهوائية فقط أو على الجانب الأيمن من الطريق فقط على ألا تتجاوز سرعة سير السكوتر خسمة وعشرين كيلومترا في الساعة. ويحظر القانون السير على الرصيف ما لم يكن به مسلك خاص للدراجات الهوائية أو السكوترات الكهربائية.
لكن رغم أن الأحكام القانونية التي تنظم سير السكوترات في الأماكن والطرق العامة واضحة جدا إلا أن قلة قليلة من ركابها تلتزم بها . فكثيرون منهم لا يرتدون الأزياء الوقائية أو الخوذة على الأقل ويسيرون بسرعة أعلى بكثير من السرعة القانونية ويغيرون اتجاه السير فجأة وبدون سابق إنذار ودون الانتباه إلى المشاة وسائر المركبات أو يسيرون في مسالك السيارات وعلى الأرصفة وكأنهم في سباق التعرج.
كونستانتين توما عمدة بوزاو اتخذ بعض التدابير للحد من حوادث السكوترات الكهربائية:
“بعد وقوع عدة حوادث بينها حادث مميت قبل سنتين متقريبا في حديقة عامة قررنا حظر استخدام السكوترات الكهربائية في الحدائق العامة يومي السبت والأحد. والآن نحن بصدد وضع قانون سيطرح على المجلس المحلي في شهر أكتوبر تشرين الأول نحظر بم استخدام السكوترات الكهربائية في جميع أيام الأسبوع في الحدائق وفي وسط المدينة ومناطق المشاة. لا أعارض استخدام هذه السكوترات للذهاب إلى العمل فالكثيرون يستخدمونها لهذا الغرض ولكن هذا لا يعني أننا يجب أن نسمح للأطفال حتى للذين تقل أعمارهم عن أربعة عشر عاما باستخدام السكوترات الكهربائية ونحن نعلم أن سرعة بعض أنواعها قد تصل إلى ثمانين كيلومترا في الساعة. أعتقد أن السكوترات الكهربائية تمثل خطرا حقيقياّ على المجتمع.”
لا توجد إحصائيات واضحة حول عدد الدراجات الكهربائية ولكن نظرا للمخاطر المترتبة على استخدامها قررت بلديات بعض المدن الكبيرة مثل براشوف وتيميشوارا وكونستانتسا حظر خدمة استئجار السكوترات الكهربائية.