الرحل الرومانيون في أوروبا
أظهرت البيانات التي نشرتها وزارة الخارجية الرومانية أن أكثر من خمسة ملايين وسبعمائة ألف من الرومانيين يقيمون في الخارج بشكل قانوني
Diana Baetelu, 11.10.2023, 15:24
أظهرت البيانات التي نشرتها وزارة الخارجية الرومانية بعد التعداد السكاني الأخير أن أكثر من خمسة ملايين وسبعمائة ألف من الرومانيين يقيمون في الخارج بشكل قانوني وأن كثيرين آخرين يعملون في غرب أوروبا بشكل غير قانوني أي بدون وثائق إقامة وعمل رسمية .. تعد رومانيا هي الأخرى من بين الدول المتضررة من التضخم واستمرار وتفاقم الإزمة الديموغرافية . فإذا كان العديد من الرومانيين المقيمين في الخارج قد عادوا إلى الوطن أثناء تفشي وباء كورونا إلا أن ارتفاع التضخم أجبرهم على العودة إلى حيث أتوا في حين أن أعدادا متزايدة من الرومانيين يسلكون طريق المنفى الاختياري سواء كانت لديهم وثائق رسمية أو لم تكن . والسبب الرئيس هو أن الرواتب لا تواكب ارتفاع التضخم ما يؤدي إلى تراجع جودة الحياة وانسداد الأفق على المدى البعيد ..إذا ماذا يمكن للروماني أن يفعل في الخارج ؟ من المعروف أن الدول التي تبحث عن عمالة رومانية هي ألمانيا وهولندا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وأيضا النرويج والسويد وفنلندا. ولكن منصة إي جوبز الرقمية للتشغيل لاحظت أن نوايا الرومانيين للهجرة إلى الغرب للعمل آخذة في التراجع بالنظر إلى عدد طلبات العمل في الخارج المقدمة عبر المنصة . آنا كالوغارو رئيسة قسم التواصل في منصة إي جوبز – شريط : “انخفض عدد طلبات العمل في الخارج منذ بداية يناير كانون الثاني إلى ما يقارب أربعة وثلاثين ألف طلب ما يمثل نسبة واحد فاصلة أربعة بالمائة من إجمالي عدد الطلبات. أما البلدان المفضلة لدى الرومانيين الراغبين في الهجرة للعمل فهي ألمانيا وهولندا وبلجيكا وفرنسا وأيرلندا وقبرص بالإضافة إلى بريطانيا بينما تراجع الطلب على إسبانيا وإيطاليا قليلا مقارنة بما كان عليه قبل سبع سنوات أواكثر .”
الوظائف التي يبحث عنها معظم المرشحين الرومانيين لا تتطلب مؤهلات أو مهارات معينة ما يسهم في تقليل المدة الزمنية اللازمة للبحث عن العمل المطلوب – من جهة ويوسع من طيف الوظائف المتاحة من جهة أخرى . سألنا أنا كالوغارو عما هي المجالات الأكثر طلبا في الخارج فقالت :” إنها المجالات التي تنشر بشأنها أكثر الطلبات فمنذ بداية العام الجاري قام أرباب العمل الأجانب بنشر خمسة وخمسين ألف وظيفة للمرشحين الرومانيين ومعظمها في ألمانيا وهولندا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وإسبانيا وبلجيكا والدنمارك. أما المجالات التي تبحث عن مرشحين رومانيين فهي النقل والخدمات اللوجستية والنقل البحري والجوي والقطاعات الإنتاجية والإنشاءات والسياحة والخدمات وصناعة الأغذية وتجارة التجزئة والطب أو بالأحرى قطاع الصحة بشكل عام”.
أما الرواتب فقد يكون أجرا بمقدار ألف يورو شهريا جذابا لبعض الرومانيين . ففي قطاع الزراعة على سبيل المثال تتراوح الأجور الصافية ما بين ثمانية يورو وخسمة وأربعين سنتا وعشرة يورو في الساعة – أي حوالي ألف يورو في الشهر. وفي أسبانيا على سبيل المثال يبلغ الراتب الصافي في الإدارة والزراعة ألفا وسبعمائة يورو في الشهر وفي الفنون والثقافة ألفا وتسعمائة يورو شهريا وفي قطاع الإنشاءات ألفين وأربعمائة يورو وفي قطاع التعدين ألفين وثلاثمائة يورو وفي قطاع الصحة ألفي يورو في حين أن أجر العامل الزراعي الموسمي لا يزيد على ألف ومائة يورو شهريا ..أما في هولندا فيبلغ الراتب الشهري في قطاع الزراعة ألفين وثمانمائة وخمسين يورو ليصل إلى ثلاثة آلاف ومائة وسبعين يورو في مجال الفنون والثقافة ويتراوح ما بين ألفين وسبعين يورو وأربعة آلاف وأربعمائة وخمسين يورو شهريا لسائق الشاحنات . ويتراوح راتب الطبيب ما بين ثلاثة آلاف يورو وسبعة آلاف ومائة يورو شهريا . أما في ألمانيا فقد زاد على مدى السنوات الماضية الطلب على خدمات رعاية المسنين وزاد بالتالي الطلب على كوادر مؤهلة. لذا فإن الرواتب المعورضة على المرشحين الرومانيين لخدمات رعاية المسنين تتراوح ما بين اثنين وثلاثين ألفا وخمسمائة يورو في السنة وتسعة وثلاثين ألف يورو في السنة تضاف إليها مزايا أخرى كالمساعدة على دفع إيجار البيت لعدة أشهر ودروس اللغة الألمانية مجانا والشقق المفروشة وثلاثين يوم إجازة في السنة ..أما في إيطاليا فقد يتقاضى عامل روماني غير مؤهل حوالي ألف ومئتين وخمسين يورو في الشهر في قطاع الإنشاءات على سبيل المثال . وفي الدنمارك قد يتقاضى عامل روماني غير مؤهل في الأعمال الزراعية ألفين وستمائة يورو شهريا بينما تتراوح الأجور في المسالخ أو قطاع الإنشاءات ما بين ألفين ومائة يورو وألفين وخمسمائة يورو شهريا .
ما هي المزايا الأخرى التي يعرضها أصحاب العمل في غرب أوروبا على الرومانيين الراغبين في العمل في الخارج ؟ أنا كالوغارو من جديد :”أذكر من بنيها التأمينات الصحية وتحمل تكاليف السكن لشهر أو شهرين كما تقدم بعض الشركات لوظائف معينة ما يسمى بتعويضات الانتقال إذا كان من يشغلونها من الوافدين.”
تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن أعلى مستويات الرضا الوظيفية تسجل لدى الرومانيين الذين يعملون في أسبانيا للتوازن الذي يوفره هذا البلد بين العمل والحياة الشخصية. لذا فقرر العديد من الرومانيين مغادرة ألمانيا والتوجه إلى أسبانيا للعمل .. لكن نصيحة الخبراء للراغبين في العمل في الخارج أن ينظروا مليا فيما إذا كان ذلك هو أفضل الخيارات المتاحة لهم ..