السمنة لدى الأطفال
جاء في تقرير أصدرته منظمة اليونيسف في عام 2025 أن السمنة منتشرة بشكل كبير بين الأطفال الرومانيين
Diana Baetelu, 29.10.2025, 15:30
جاء في تقرير أصدرته منظمة اليونيسف في عام 2025 أن السمنة منتشرة بشكل كبير بين الأطفال الرومانيين وأن نسبة الأطفال في الفئة العمرية ما بين خمسة أعوام وتسعة عشر عاما الذين يعانون من الوزن الزائد بلغت ثلاثة وعشرين بالمائة في عام 2023 مقارنة بعشرة بالمائة في عام 2000 بينما ارتفعت نسبة الأطفال الرومانيين في الفئة العمرية ما بين سبعة أعوام وتسعة أعوام الذين يعانون من الوزن الزائد إلى ثمانية وعشرين بالمائة .كما أن ستة عشر بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين عشرة أعوام وخمسة عشر عاما يعانون من السمنة . ويقدر عدد الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد والسمنة بمئتين وخسمة عشر ألفا .وضع يعزوه الخبراء إلى الأغذية فائقة المعالجة من جهة وقلة النشاط البدني من جهة أخرى .
ظهور الدهون الحشوية لدى الأطفال أي الدهون التي تتراكم في أعماق البطن وتحيط بالأعضاء الحيوية كالكبد والمعدة والأمعاء مرتبط بسوء التعذية وله آثار خطيرة على الصحة وإن كان وجود الدهون الحشوية بنسبة طبيعية معقولة يساعد على حماية الأعضاء الداخلية. ولكن تراكم تلك الذهون بشكل مفرط يزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة عديدة مثل داء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية ومتلازمة التمثيل الأيضي والنوبات القلبية. كما أن الدهون الحشوية تحفز العمليات الالتهابية وتعتبر سببا من أسباب مقاومة الأنسولين.
سورينا إسباس أخصائية التغذية وأمراض الأيض حدثتنا عن المخاطر المرتبطة بارتفاع نسب الدهون الحشوية لدى الأطفال:”تراكم الدهون الحشوية بشكل غير طبيعي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري ولذا فيتعين علينا مراقبة هذه الحالة عن كثب وفحص الدهون المحيطة بالأعضاء الحيوية. شخصيا تعاملت مع حالات الكبد الدهني لدى أفطال في العاشرة من العمر.”
الأطباء ينصحون الآباء باختيار الأغذية التي يضعونها في الحقائب المدرسية بعناية فائقة . لأن بعضها يحتوي على سكريات ومضافات غذائية بكميات أكبر من اللازم .
البروفيسور بوغدان تيمار رئيس الجمعية الرومانية لمرض السكري والتغذية وأمراض الأيض قدم لنا المزيد من التفاصيل عن السمنة : ” تعد السمنة واحدة من الحالات المرضية التي ترتفع أعداد المصابين بها باستمرار بينما يتزايد أيضا الاهتمام بها باعتبارها مسألة صحة عامة. فالسمنة هي حالة مرضية مرتبطة بنمط حياة معين تسببه وفرة الأغذية في السوق من جهة وعدم الإقبال على النشاط البدني من جهة أخرى لاسيما لدى الأطفال والمراهقين للأسف الشديد. فمن هذه الناحية يمكنني القول بأن توقعات المختصين لا تدعو للتفاؤل.”
تحدث الدكتور بوغدان تيمار عن انتشار السمنة بين الأطفال والشباب: “السمنة حالة مرضية خطيرة. لذا فلا بد من تدخل صارم لمكافتها أو علاجها وإلا فإن الاتجاه السائد بين المصابين بالسمنة تصاعدي للأسف بمعنى أن الوزن الزائد يؤدي إلى المزيد من الكيلوغرامات الزائدة في المستقبل ما لم نتدخل بشكل سريع لعلاجها . لا سيما وأن عواقب السمنة تتناسب طرديا مع عدد الكيلوغرامات الزائدة وقدمها.”
كيف يمكن للوالدين أن يحموا الأطفال من السمنة :”يجب أن يكون التدخل متعدد الجوانب وأن يبدأ بمراجعة عادات الأكل من أجل تعويد الأطفال على عادات الأكل الصحية فضلا عن تعويد الآباء على تقديم وجبات متوازنية لهم والابتعاد قدر المستطاع عن الأطعمة الغنية بالطاقة مثل الحلويات المركزة والتي يجب أن تقدم لهم من حين لآخر فقط مع الابتعاد قدر المستطاع عن الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون. من جهة أخرى علينا أن نعود الطفل على نمط حياة صحية ونشطة يتضمن ممارسة الرياضة بشكل منتظم . بكلمة أخرى فإن الأمر يتعلق بالتكيف مع نمط حياة صحية يجب تعلمه منذ الطفولة.”
شدد الدكتور بوغدان تيمار على أهمية أن يدرك الآباء مخاطر الوزن الزائد وأهمية التدخل فور ملاحظتهم إصابة أطفالهم بالسمنة: “يعد الكبد الدهني أثرا من آثار السمنة مثله مثل داء السكري من النوع الثاني وهو مرض لم يكن منتشرا بين الأطفال إلا بشكل محدود قبل عشرين عاما إن لم يكن معدوما تماما لكنه بات أكثر انتشارا في يومنا هذا. أعتقد أن كل والد يستطيع أن يلاحظ زيادة وزن طفله مقارنة بغيرهم من الأطفال في مثل عمره .عندئذ يستحسن أن يقوم الوالد باستشارة أخصائي طب الأطفال. ولكن الأهم من ذلك أن يقتنع بأن السمنة تمثل حالة مرضية وأن يعمل على تكوين ثقافة الوقاية من السمنة لدى الطفل.”
واقع السنوات الأخيرة يثبت تزايد عدد الأطفال الذي يواجهون مشاكل صحية بسبب السمنة.ولكن بعيدا عن البيانات والإحصاءات الرسمية يتعين علينا آباء ومجتمعا أن نعمل أكثر على تغيير العادات الضارة وتوفير حياة صحية سعيدة لأطفالنا.