مقدمو الرعاية في المنازل
رعاية كبار السن في المنازل, مهمةٌ كأهميةِ العناية بالأطفال الصغار, أما اختيار الشخص المناسب من أجل هذا العمل سواء للعناية بالأطفال أو بكبار السن, فمهم أكثرَ من العمل نفسه
Christine Leșcu, 11.01.2017, 16:36
رعاية كبار السن في المنازل, مهمةٌ كأهميةِ العناية بالأطفال الصغار, أما اختيار الشخص المناسب من أجل هذا العمل سواء للعناية بالأطفال أو بكبار السن, فمهم أكثرَ من العمل نفسه. أهميةٌ كبيرة من أجل مقدمي الرعاية الذين يتوجهون يومياً إلى منازل المحتاجين للعناية تتمثل في الظروف التي يمارسون فيها هذا العمل .
إنها في الواقع مهنة تدخل في إطار الأعمال المنزلية التي تم تعريفها من خلال الاتفاقية 189 للمنظمة العالمية للعمل, و هي وثيقة تحاول أن تقدم الحماية لهؤلاء, و تؤكد على حقهم في عمل لائق .
و كي نعلم كيف يقضي مقدم الرعاية في المنزل يومه, تحدثنا مع أنيشوارا التي تملك خبرةَ ثمانية عشر عاماً من العمل في هذا المجال, و هي حالياً تعتني بثلاثة أشخاص من كبار السن, تعمل عدة ساعات من أجل كلٍ منهم يومياً . تقول أنيشوارا : ” أساعدهم في تناول أدويتهم, أقوم بالمشتريات من أجلهم, أرافقهم في زياراتهم إلى الطبيب, أساعدهم في الاغتسال, أقوم بأعمال التنظيف التي يحتاجون إليها ” .
بالرغم من وجود الاتفاقية 189 للمنظمة العالمية للعمل, مهنة أنيشوارا غير مرخصة في جميع الدول الأوربية. أما هناك حيث توجد بعض النواحي المحمية من القانون فإن الواقع يلتف على الأنظمة في بعض الأحيان .
تشرح لنا هذا الأمر أيضا أنيشوارا , فتقول :” لقد عملت بعقدِ عمل لدى شركة, متعاقدة مع البلدية, لكن العمل توقف لأن البلدية لم تعد تملك الأموال اللازمة لتسديد أتعاب مقدمي الرعاية العاملين لدى الشركة, و بقيت أنا بدون مكان عمل. الآن لدي عمل على حسابي الخاص , إن صح التعبير , لكن بعض كبار السن غير قادرين على دفع أتعاب مقدمي الرعاية, لذلك فهم يبقون بدون أية مساعدة “.
هذه الحالة تُظهر للعيان تأثرَ عمال الرعاية المنزليين, و المستفيدين من أعمال الرعاية في المنازل على حد سواء. كبار السن الذين لا تستطيع عائلاتهم تسديد أتعاب مقدمي الخدمات من أموالهم الخاصة, يبقون بدون رعاية أو مساعدة, إذا لم تقدم لهم السلطات المساعدة المالية اللازمة لذلك من خلال الشركات التي توظف مختصين في رعاية كبار السن. بدورهم مقدمو الرعاية في المنازل, يضطرون للعمل بدون عقود عمل أو وثائق قانونية, أي بالأسود دون الاستفادة من الحقوق المنصوص عليها في قوانين العمل .
أنيشوارا من جديد : ” لا أملك بطاقة عمل, لا أستطيع دفع التأمينات الاجتماعية و الطبية. لم أذهب إلى الطبيب منذ سنوات عديدة, بالرغم من حاجتي الماسة لذلك, فأنا أعاني من ارتفاع في الضغط الشرياني و من مشاكل أخرى عديدة”.
تفاصيل أكثر عن الوضعية القانونية أو الأقل قانونيةً لمقدمي الرعاية في المنازل, يعرضها علينا نائب رئيس الجمعية الإنسانية “هابيليتاس” , و هي الجمعية التي تُعِدُّ الأشخاص المخولين برعاية كبار السن, تقول روديكا كاتشولا :” مقدم الرعاية في المنزل, مذكور في قائمة المهن في رومانيا, أما التسمية القانونية للمهنة فهي : ” مقدم خدمات لكبار السن في المنزل ” . كما يوجد أيضاً المستوى الأول للتأهيل من أجل هذه المهنة, أي ثلاث مئة و ستون ساعة من الإعداد : مئتان و أربعون ساعة تطبيقية و مئة و عشرون ساعة نظرية. يوجد عدد كبير من الأشخاص غير المؤهلين الذين يعملون في هذا المجال, و هم غير موظفين من قبل أية شركة خاصة أو سلطة عامة أو محلية أو من قبل شخص ما. نحن لا نعرف بشكل واضح كم هو عدد الموظفين في هذا المجال بشكل عام – يبدو أن عدد الموظفين بوثائق قانونية قليل — و عدد كبير يعمل فيما ما يسمى المنطقة الرمادية لسوق العمل. أحد الحلول من أجل حماية حقوق العاملين في المنازل, و للمستفيدين من أعمالهم أيضاً, هي المصادقة على الاتفاقية 189 . على الأقل, هذا ما يعتبره المجلس الاقتصادي و الاجتماعي الأوربي الذي اعتمد مؤخرا قراراً يطلب من خلاله من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي, المصادقة على هذه الاتفاقية. دوميترو فورنيا , عضو في المجلس يتحدث عن ميزاتِ تشريعاتٍ أكثرَ صرامةً فيما يتعلق بأعمال الرعاية في المنازل قائلاً:” هذه الاتفاقية مهمة جداً , صادقت عليها حتى الآن عدة دول أوربية هي بلجيكا و أيرلندا و البرتغال و ألمانيا و فنلندا و النمسا . ستتبعها دول أخرى في القريب العاجل, الأمر الذي يُعتبر شرطاً لمتابعة أية مناقشة جدية فيما يتعلق بترخيص عمل هؤلاء الأشخاص. يبدو هذا القطاع معزولا, و لكن إذا ما نظرنا إلى الحالة المرتبطة بشيخوخة السكان و بالحاجة إلى المساعدة الطبية, فإن هذا القطاع يصبح مهماً أكثر و أكثر. جميع هذه الأمور تُعتبر نواحيَ ثانويةً في الأنظمة الاجتماعية, لكننا نحاول الآن أن نعيد الكرامة للعاملين في هذا القطاع” .
بالإضافة إلى تشريعات أكثر صرامة, يأتي تطبيق القانون خاصة ليحمي كبار السن , روديكا كاتشولا تقول : ” إنه لأمرٌ مهم أن يكون مقدم الرعاية موظفاً, سواء من قبل مؤسسة خاصة أو من قبل السلطات المحلية, لأن من الممكن أن تظهر بعض الإساءات و التجاوزات, يقوم بها بعض هؤلاء تجاه كبار السن الذين يقومون برعايتهم. و بدون وثائق, لن يكون من الممكن التدخل من أجل حماية المسنين, لا من قبل هيئات التفتيش الاجتماعي و لا من قبل هيئات تفتيش العمل. و عليه فمن المهم جداً أن تتم المصادقة على هذه الاتفاقية ” .
في انتظار تشريعاتٍ أفضل, أنيشوارا و من هم في نفس حالتها , بالإضافة إلى المستفيدين من خدماتها و خدمات زملائها, يتواجدون في حالة غير ملائمة و هم يتابعون الدعم و المساعدة فيما بينهم .