وسائل النقل البديلة في بوخارست
تُستعمل الدراجة في عدد كبير من الدول الأوربية كوسيلة صحية للنقل
Christine Leșcu, 06.12.2016, 20:26
تُستعمل الدراجة العادية، على مدى واسع في عدد كبير من الدول الأوربية كوسيلة صحية للنقل، ولقد بدأت تنتشر تدريجيا في رومانيا أيضا. في الأعوام الأخيرة، ازداد عدد مستعملي الدراجات في المدن الكبيرة في رومانيا، من الشباب ومتوسطي العمر وكبار السن، سواء كان تنقلهم للنزهة والترفيه أو إلى مكان العمل. لقد ظهر عدد كبير من المحلات التجارية التي تبيع الدراجات، كما تم تنظيم فعاليات تتعلق بقيادة الدراجات العادية. حول الأسباب التي جعلت الرومانيين يفضلون استعمال الدراجة في تنقلاتهم تحدثنا مع رادو ميتيتيان، رئيس اتحاد راكبي الدراجات في رومانيا، لنستمع إليه:
من الطبيعي أن يرتفع عدد مستخدمي الدراجات، لأن الناس بدؤوا يشعرون أن السيارة لم تعد الوسيلة الدائمة لسهولة التحرك في المدن الكبيرة، لأنك على الدراجة، في العادة تكون أسرع. وهذا هو السبب الرئيسي، وليس فقط الاعتبارات المتعلقة بالصحة وسلامة البيئة المحيطة. نحن نعيش في عصر السرعة. والأهم من هذا أن ركوب الدراجة ربما يكون التمرين الجسدي الوحيد الذي نستطيع ممارستة كل يوم بسبب عدم وجود الوقت اللازم للذهاب إلى المسابح، أو ممارسة رياضة الجري أو الركض. أنا أيضا أذهب إلى العمل على الدراجة وأنا أرتدي بذة أنيقة. أنا أعمل في مدينة كلوج، و سواء استخدمت في تنقلي السيارة الشخصية أو حافلات النقل العام فالطريق تستغرق نصف ساعة، أما على الدراجة فأحتاج إلى خمس عشرة دقيقةٍ فقط.
كم هي مستعدة أو مجهزة مدننا للتأقلم مع هذه الهواية لركوب الدراجات؟ كي نعرف أكثر عن هذا الموضوع تحدثنا إلى مدير البرامج في إطار جمعية غرين ريفوليشين أي الثورة الخضراء، كورنيليو بيلتشوغ، لنستمع إليه:
ستصبح الدراجة وسيلة النقل البديلة في بوخارست، وهي مفيدة بحق، عندما يتم بالتوازي مع الترويج لاستعمالها، التشجيعُ على عدم استعمال السيارات في التنقل. لن نستطيع التحدث عن بوخارست غير ملوث بيئيا، بدون ضجيج و بدون انبعاثاتٍ غازيةٍ ضارة وحركةِ مرور مريحة، إذا لم تتخذ السلطات إجراءين مهمين ومرتبطين فيما بينهما: يشير الأول إلى التشجيع على عدم استعمال السيارة، سواء من خلال فَرضِ ضرائبَ أو من خلال دفع ثمن لصف السيارة في المصفات، أما الثاني فيتم من خلال إنجاز ممرات خاصة لراكبي الدراجات، وللأسف نحن اليوم لسنا في المكان الذي يجب أن نكون فيه.
بالرغم من وجود سياسات للاتحاد الأوربي، تشجع على ركوب الدراجات، كما يوجد تمويل خاص لإنجاز البنية التحتية اللازمة لسير هذه الدراجات، لكن الحقيقة لا تُشجع، نعرف أكثر من رادو ميتيتيان رئيس اتحاد راكبي الدراجات في رومانيا، لنستمع إليه:
في الأعوام الأخيرة، بدأت السلطات المحلية في معظم المدن الكبيرة والمتوسطة بإنجاز البنية التحتية الخاصة لسير الدراجات. ولكن للأسف توجد مشاكل كبيرة من الناحية النوعية لها، فهي غير مترابطة، إذ توجد أجزاء معزولة عن بعضها، معظمها ضيق، وهي متقطعة، ولا تملك شروط الأمان المطلوبة. لقد أُريدَ من إنجازها، تسجيل هذا الأمر فقط وشطبه من قائمة التوصيات الأوربية. إذاً لا تملك هذه المسارات الفائدة العملية التي أُنجزت من أجلها، فهي لا تشجع أبدا على ركوب الدراجات، بل إنها في بعض الأحيان تشكل خطرا على راكبي الدراجات، و يحدث هذا، لأننا لا نملك معايير مُحدَّثة ً ولا تشريعاتٍ تُلزم بهذه المعايير.
الجمعيات المعنية بالأمر في رومانيا، كانت قد حاولت على مدى السنين أن تفاوض السلطات للحصول على البنية التحتية اللازمة وأن تغير قوانين السير والمرور المرتبطة. ماذا كانت النتائج؟ نعرف الجواب من رادو ميتيتيانو، لنستمع إليه من جديد:
منذ أكثر من عشرين عاما، ونحن نحاول حل المسائل المتعلقة بقوانين السير والمرور، ولكننا تلقينا الوعود فقط من قبل السلطات فيما يتعلق بتحديث القوانين و تعديلها، للأسف فإن عقدين من الزمن مضيا دون أن نجني ثمارهما أو أن نحصل على أي شيء. يبدو أن الدراجة بالنسبة للسياسيين تعتبر بدعة، وأن المواطن بعد نزوله من السيارة يصبح مواطنا من الدرجة الثانية .
في انتظار تدخل أكثر جدوى من قبل هذه السلطات، وجد المجتمع المدني حلولا، بالتعاون مع قسم من الإدارة المحلية، يُؤَمِّن من خلالها شعورا بالارتياح، على الأقل، لراكبي الدراجات عبر المدن. جمعية الثورة الخضراء , بدأت بالترويج للدراجة منذ ستة أعوام , من خلال مشروع سمي تقاسم الدراجات أنجزته بالمشاركة مع بلدية القطاع الأول للعاصمة بوخارست. ماذا حصل لاحقا ؟ نعرف الجواب من كورنيليو بيلتشوغ :
بدأنا بعد ذلك، بمشروع إيفيلو، ذو الدراجات الصفراء، الذي أصبح معروفا في بوخارست. تم إنجاز المشروع في حدائق العاصمة أولا، ثم تابعناه في محافظات أخرى. كما أنجزنا مشروعا مخصصا للطلاب هو تقاسم الدراجات مجانا. في معظم الجامعات في رومانيا، وضعنا الدراجات تحت تصرف الطلاب مجانا لاستعمالها في التنقل بين مقر سكنهم و بين الجامعات. كما أنجزنا مشروعا آخر تحت اسم دراجات مع ربطات عنق مخصص لأصحاب الأعمال، قمنا نحن بإيصال الدراجات إلى مقرات شركاتهم وأماكن عملهم. بدأنا العام الماضي مشروعا أوربيا تحت اسم بايك تو وورك أو دراجة للعمل لتكملة المشروع السابق دراجة مع ربطة عنق. أما هذا العام فلقد بدأنا في شهر أيلول /سبتمبر أول مشروع لتقاسم الدراجات بشكل آلي، في بوخارست، بالقرب من مداخل محطات المترو ومحطات حافلات النقل العام، التي يتم استئجارها. كما أننا سنمتد إلى كامل المدينة في العام 2017 .