معركة ستالينغراد – معركة بحجم حرب
كانت معركة ستالينغراد التي بدأت بهجزم الجيش السوفييتي على الجيش الألماني في شهر آب أغسطس عام 1942 وانتهت في فبراير شباط من العام التالي أكثر المعارك دموية في التاريخ
Diana Baetelu, 30.06.2025, 15:30
في تاريخ الحروب الكبرى معارك مفصلية بقيت ذكراها خالدة عبر العصور لدورها في تغيير مسار الحرب والخسائر البشرية والمادية الجسيمة التي ألحقتها بالأطراف المتحاربة. فمعركة فردان التي دارت رحاها في الحرب العالمية الأولى قد أطلق عليها ” المسلخ ” بعد أن بلغ عدد القتلى والجرحى والمفقودين فيها ما يقارب المليون . في الحرب العالمية الثانية كانت معركة ستالينغراد التي بدأت بهجزم الجيش السوفييتي على الجيش الألماني في شهر آب أغسطس عام 1942 وانتهت في فبراير شباط من العام التالي أكثر المعارك دموية في التاريخ لما خلفته من خسائر بشرية ومادية كبيرة .
دراسات ووثائقيات عديدة تناولت وصأوأومعركة ستالينغراد وقالت عنها كل ما كان من الممكن قوله. فقد شارك الحيش الرومانية في تلك المعركة كحليف للقوات الألمانية والإيطالية والبلغارية والكرواتية وخسر فيها ما يقارب مئتي ألف جندي بين قتيل وجريح وأسير.
ذكريات الرومانيين الذي قاتلوا في معركة ستالينغراد مسجلة بأصوات أصاحبها في أرشيف مركز التاريخ الموري التابع للإذاعة الرومانية ومن بينها قصة المحامي فلاديمير بوانتا الذي تذكر في عام 1995 كيف غادر ستالينغراد في اليوم السابق لبدء الهجوم السوفييتي:”كانت الجبهة مستقرة إلى حد ما. ومع ذلك كان الألمان قد سحبوا الكثير من جنودهم بعد فتح الجبهة الغربية .
والحقيقة أننا كنا قد شاهدنا بأم العين أن أعداد الجنود الألمان تقل شيئا فشيئا وأن نشاط الطيران الألماني يتراجع بشكل كبير بينما كثرت عمليات الطيران السوفيتي باستخدام طائرات ياكوفليف فائقة السرعة التي صنعت مفاجأة كبيرة وغير سارة لنا إذ لم نكن نتوقع أن تكون سريعة لهذه الدرجة لا سيما وأن الطائرات التي كان الطيران السوفييتي استخدمها حتى ذلك الحين كانت بطيئة للغاية وكانت تطلق صوتا شبيها لصوت الدراجات النارية.”
ظروف القتال كانت قاسية لجميع الجنود ولكنها كانت أكثر قسوة للألمان بعد انخفاض عددهم بشكل كبير ونفاد المؤن لديهم بسبب بعد جبهات القتال عن ديارم :” اضطررنا لقطع مسافات طويلة مرارا ولكن الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدناها أضعفتنا بشكل كبير. فباستثناء وحدة وحيدة كانت لا تزال متواجدة في مدينة ستالينغراد لم تبق هناك إلا وحدتنا نحن على بعد اثنين عشر كيلومترا عن مدينة ستالينغراد .
كنا تختبئ في خنادق دائرية على بعد خمسة عشر مترا عن بعضها البعض وفي أيدينا أسلحة غير قابلة للاستخدام بسبب طبقة الجليد التي تكونت في داخلها. زد على ذلك أن الجنود كانوا ضعفاء ومنهكين وطعامهم ردئي وأزياؤهم رثة.
الهجوم السوفييتي على الجيش الألماني وحلفائه كان بداية النهاية: “بدأت معركة ستالينغراد في صباح يوم ضبابي .لم نكن نرى شيئا على بعد ثلاثة أمتار فانطلقت الدبابات السوفيتية وتقدمت نحو مواقعنا وخلفها جنود في حالة سكر ومركبات عسكرية مجهزة بأسلحة آلية كان كل منها يحتوى إلى اثنتين وسبعين طلقة. فقد تقدم الروس نحونا ولكننا لم نرهم بسبب الضباب الكثيف .كنا نسمع فقط هدير المركبات .وها هي تمر فقد فوق الحفر التي كنا نختبئ فيها متقوقعين لكي لا تدوس علينا . هل كان بإمكاننا أن نطلق النار عليها لإيقافها .. وبماذا .. ببنادقنا القصيرة ؟ طبعا لا ! وبالتالي فقد عبرت الوحدات الروسية خط النار الأول إلى موقع المدفعية ودمرتها ثم واصلت تقدمتها إلى خط القيادة العسكرية. “