إجلاء وقائي في دلتا الدانوب
أُجلي سكان بعض القرى في رومانيا وقائيًا، لأول مرة، في سياق الحرب التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا.
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 18.11.2025, 20:30
قررت السلطات الرومانية إجلاءً وقائيًا للسكان من بلدتين في منطقة دلتا الدانوب، تقعان بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، بعد أن اشتعلت النيران في سفينة تركية محملة بغاز بترولي مُسال، إثر غارات شنتها طائرات روسية مسيرة بين ليلة الأحد وفجر الاثنين. ونظراً لوجود خطر كبير بحدوث انفجار، تلقى السكان رسائل إنذار نصية (من نوع رو- أليرت) Ro-Alert. ووفقًا للسلطات، نجح جزءٌ كبير من السكان بإجلاء أنفسهم، بينما أجلي الباقون باستخدام وسائل تابعة لمفتشية حالات الطوارئ. بلدية تولتشيا وفرت أكثر من مائة مكان إقامة للأشخاص الذين أجلوا في أربع مدارس داخلية، تابعة لبعض المؤسسات التعليمية.
من ناحية أخرى، تحرت قوات وزارة الدفاع المناطق التي قد تظهر فيها مخاطر نتيجة للهجوم الروسي. وفقًا لمفتشية حالات الطوارئ في تولتشيا، ستبقى قوات التدخل موجودة بالقرب من المنطقة المعرضة للخطر من أجل مراقبة تطور الوضع عن كثب. “في حال حدوث حالة طوارئ، أو تطورات غير مواتية أخرى، الطواقم مستعدة للتدخل بسرعة للحد من الآثار، وتقليل الأضرار المادية” – أعلنت المفتشية. وإلى مكان الحادث، وصلت مركبات خاصة لنقل الضحايا وأخرى لنقل الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معينة، ومركبات إطفاء، بالإضافة كذلك إلى حافلات صغيرة.
وبدوره، أكد رئيس قسم حالات الطوارئ في وزارة الداخلية/ د. رائد عرفات، أن التقييمات التقنية تتطلب أخذ جميع السيناريوهات في الحسبان، حتى إتمام إخماد الحريق. ووفقا له، كان يوجد احتمال حدوث تأثير في دائرة نصف قطرها 4-5 كم، وفقًا للحسابات التي أجراها الخبراء. وأكد أن عندما ينخفض التأثير ويزول أي خطر، سيعود الناس إلى منازلهم. في الواقع، بدأ الناس بالعودة إلى منازلهم، يوم الثلاثاء. مفتشية حالات الطوارئ في منطقة دلتا الدانوب، أعلنت أن خدمات الطوارئ والتدخل الأوكرانية تدخلت للحد من الآثار السلبية التي لحقت بالسفينة المتضررة من الهجمات الروسية، مما قلل بشكل كبير من خطر وقوع حالة طوارئ محتملة، لها آثار خطيرة على المناطق المجاورة.
سُمعت انفجارات عقب هجمات بطائرات مسيرة على ضفة نهر الدانوب الأوكرانية بشكل متكرر، وعلى على الضفة الرومانية في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، فهذه هي المرة الأولى التي يُجلى فيها سكان قرى في رومانيا بشكل وقائي، في سياق الحرب التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا. على مدى عامين تقريبًا، انتهكت طائرات روسية مسيرة المجال الجوي الروماني، دون أن يتمكن الجيش من التدخل. في ربيع هذا العام فقط، وبعد أشهر من الضغط الشعبي والحوادث المتكررة في دلتا الدانوب، اعتمدت السلطات في بوخارست قانونًا يسمح بإسقاطها.