روسيا – حصار هجين على جمهورية مولدوفا
السلطات المولدوفية حذّرت مجددًا من تزايد الضغوط التي تمارسها موسكو على كيشيناو قبيل الانتخابات البرلمانية.

Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 25.09.2025, 19:25
بعد بضعة أيام من لفت رئيسة جمهورية مولدوفا/ مايا ساندو الانتباه إلى خطر التدخل الروسي في الانتخابات البرلمانية المنتظرة في 28 سبتمبر/ أيلول الجاري في كيشيناو، حذّر رئيس الوزراء/ دورين ريتشان أيضاً من أن روسيا تُخضع جمهورية مولدوفا لحصار حقيقي، في محاولة للتأثير على نتائج الانتخابات. “هذه ليست معركة انتخابية عادية. إنها حصار على البلاد” – أكد رئيس الوزراء، يوم الأربعاء، في مؤتمر صحفي. وشدد على أن السلطات لن تسمح بأن تتحول سرقة الأصوات إلى انقلاب انتخابي. ووفقًا لرئيس وزراء جمهورية مولدوفا، رُصد أكثر من ألف هجوم إليكتروني على كيشيناو خلال هذا العام وحده. في هذا السياق، أعلن أن هدف الأجهزة الروسية، منذ زمن طويل، هو اختراق النظام السيبراني الحكومي – يقول دورين ريتشان- بهدف تسريب البيانات، أو إثارة الفوضى، أو استخدام المعلومات ضد الدولة والمواطنين. كما أوضح أن السلطات في جمهورية مولدوفا تستعد لأي سيناريو، وحثّ المواطنين على اتباع الإعلانات الرسمية في حال وقوع حوادث. دورين ريتشان:
“يمكنهم محاولة إطفاء الأضواء، أو إطلاق إنذارات كاذبة بوجود قنابل، أو شنّ هجمات إليكترونية على نظام المعلومات الخاص بالانتخابات، بهدف الضغط على المؤسسات. وأياً كان السيناريو الذي ينفذونه، فإن اللجنة الانتخابية المركزية (CEC) تمتلك جميع الأدوات اللازمة لحماية التصويت”.
ووفقاً لإذاعة كيشيناو، في نقاش عام نظمته وكالة أنباء محلية (IPN)، أكد خبراء مولدوفيون أن هذه العمليات جزء من الحرب الهجينة التي تشنها روسيا الاتحادية ضد دول المنطقة، مذكّرين بنفس محاولات موسكو للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في رومانيا. من جانبها، استدعت وزارة الخارجية الروسية سفير جمهورية مولدوفا لدى موسكو للاحتجاج على رفض كيشيناو اعتماد مراقبين روس للانتخابات، وعلى قلة مراكز الاقتراع في روسيا. أما جهاز الاستخبارات الخارجية لروسيا، فيزعم أن دولًا أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) تُحشد وحدات من قواتها المسلحة في رومانيا، بالقرب من حدود جمهورية مولدوفا، استعداداً لتدخلٍ محتمل بناءً على طلب الرئيسة مايا ساندو. حكومة كيشيناو وصفت هذه الاتهامات بأنها “تسميم”، يهدف إلى ترهيب الناس وتقويض الثقة في المسار الأوروبي لتطور جمهورية مولدوفا.
من بوخارست، أكد الرئيس الروماني/ نيكوشور دان أن الانتخابات البرلمانية في الدولة المجاورة تمثل لحظة حاسمة لمستقبل مواطنيها. وفي رسالة مصورة، أكد أن العلاقة بين رومانيا وجمهورية مولدوفا “ليست تاريخية فحسب، بل هي علاقة حية، تُبنى يوميًا عبر الناس والأسر والقيم المشتركة”. الرئيس/ نيكوشور دان حث جميع المواطنين المولدوفيين في رومانيا على التصويت في أحد مراكز الاقتراع الثلاثة والعشرين الموزعة على أربع عشرة مدينة في البلاد.