مشروع “أرباب منازل في سوق أوبور”
يهدر كل روماني وجبة طعام كل يوم
Diana Baetelu, 05.11.2025, 15:30
يهدر كل روماني وجبة طعام كل يوم مما يساوي معدلا سنويا قدره ستة آلاف طن من الطعام يوميا أي ما يعادل مليونين ونصف المليون طن سنويا على الصعيد الوطني. بكلمة أخرى فإن كل روماني يهدر مائة وخمسين كيلوغراما من الطعام سنويا. إهدار الطعام ظاهرة منتشرة في أوروبا كلها مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى المطالبة بتخفيض كميات الطعام الملقى في القمامة إلى النصف بحلول عام 2030 فيما قامت رومانيا بتحديث قوانين مكافحة الهدر.
تشير الإحصاءات الأوروبية إلى أن أربعة وخمسين بالمائة من الطعام المهدر مصدره المنازل. من جانب آخر يلاحظ انخفاض نسبة الطعام المهدر في المدن الرومانية من عشرة بالمائة في عام 2016 إلى ستة فاصلة خمسة بالمائة في عام 2020 بينما تشير التوقعات إلى استمرار انخفاض كميات الطعام المهدر في السنوات المقبلة لتصل إلى نسبة اثنين بالمائة فقط بحلول عام 2030. وفي رومانيا أيضا تعد المنازل أكبر مصادر الطعام المهدر تليها المطاعم والمتاجر.
جمعية “سلسلة الغذاء القصيرة ” أطلقت مشروع “أرباب منازل في سوق أوبور” إدراكا منها لضرورة تغيير عقلية الناس وعاداتهم الاستهلاكية . فعاليات المشروع تقام في سوق أوبور إحدى أكبر الأسواق الشعبية في بوخارست حيث قامت الجمعية بإنشاء ورش عمل لتدريب المستهلكين على طريقة طهي الخضراوات التي لم تعد طازجة تماما بدلا من إلقائها في القمامة. كما تقيم الجمعية جلسات تسميد تمهيدا لوضع جهاز تسميد مجتمعي في سوق أوبور لتحويل النفايات النباتية إلى أسمدة .كما تنظم حملات التوعية البيئية لإقناع الناس بعدم إهدار الطعام ولو بكميات قليلة .ماريوس تودوسيي مؤسس الجمعية لديه المزيد من التفاصيل حول مشروع “أرباب منازل في سوق أوبور” : “فكرة المشروع لم تخطر ببالنا بالصدفة بل إدراكا منا لضرورة توفير معلومات صحيحة للمنتجين والمستهلكين سواء أتحدثنا عن المستهلكين المنزليين أو عن الفنادق والمطاعم والمقاهي ونحن نعلم أن كميات كبيرة من الطعام المهدر مصدرها صناعة الضيافة .
الإحصائيات تشير إلى أن الرومانيين يهدرون ستة آلاف طن من الطعام يوميا وهذا أمر مؤسف. لكنني أعتقد أن بإمكاننا مكافحة هذه الظاهرة عبر فعاليات تثقيفية. فأسوأ أنواع الهدر هو شراء أطعمة لا نحتاجها أو كميات مفرطة غالبا ما ينتهي بها الأمر في القمامة. “
حدثنا ماريوس تودوسيي عن تجربته الشخصية كمستهلك والتي كانت الدافع وراء إطلاقه مشروع “أرباب منازل في سوق أوبور” كما قدم لنا تفاصيل عن جهاز التسميد الذي تنوي الجمعية وضعه في السوق : “على سبيل المثال عندما نحدد كميات المواد العذائية التي سنشتريها من المنتجين والموردين للأعيادو المناسات الكبرى باعتبارها أوقات ذروة لمبيعات المواد الغذائية نعتمد على إحصائيات السنوات الماضية التي تساعدنا على تحديد كميات المواد الغذائية التي سنطلبها من الموردين بدقة بالغة بحيث نبيعها بالكامل. فالتخطيط هو مفتاح مكافحة الهدر والوصول إلى صفر خسائر.
مشروع “أرباب منازل في سوق أوبور” يتضمن كذلك وضع جهاز تسميد مجتمعي في السوق له طابع تربوي في المقام الأول. المشروع بشكل عام يرمي إلى إقامة علاقة إيجابية مع المشترين وكسب ثقتهم بالمبادرات التي نطرحها عليهم ومن بينها مبادرة تسميد مخلفات الطهي حيث نحثهم على جلب هذا النوع من المخلفات إلى السوق لتحويلها إلى أسمدة.”
مشروع “ارباب منازل في سوق أوبور” يهدف إلى تثقيف المستهلكين والمنتجين على السواء :” غالبا ما تباع في سوق أوبور خضورات وفواكه طاجزة وأخرى مفرطة النضج وأرخص ثمنا . فعرضها للبيع يقنع المشتري بأنها لا تزال صالحة للطهي ولا يجب إلقاؤها في القمامة .
و قد يكون من المفيد أن نذكر المستهلكين بأن أجدادنا كانوا يحسبون كل شيء بشكل دقيق للغاية تفاديا للهدر . أنه سلوك يتعين علينا أن نعود إليه وإن كنا نسكن في المدينة وليس في القرية لأنه يساهم في تقليل تكاليف وجبات الطعام المطبوخ في المنزل باستخدام كل ما لدينا من مواد ومنتجات غذائية.
نصيحتي للمستهلكين أن يذهبوا إلى السوق أو المتجر ومعهم قائمة المواد الغذائية والكميات التي يحتاجونها لتحضير وجبات العائلة للأيام المقبلة وأن يلتزموا بها حرفيا أثناء تجولهم في السوق “.
المشاريع من قبيل مشروع “أرباب منازل في سوق أوبور” تساعد رومانيا على خطو خطوة ملموسة نحو بناء ثقافة التعامل المسؤول مع الطعام ومكافحة الهدر.