إعادة افتتاح كازينو كونستانتزا
كانت إعادة افتتاح كازينو كونستانتسا في شهر مايو أيار الماضي لدى انتهاء عملية ترميم شاملة لحظة هامة في تاريخ أكبر مدينة رومانية على البحر الأسود.
Diana Baetelu, 15.11.2025, 15:25
كانت إعادة افتتاح كازينو كونستانتسا في شهر مايو أيار الماضي لدى انتهاء عملية ترميم شاملة لحظة هامة في تاريخ أكبر مدينة رومانية على البحر الأسود. وبتلك المناسبة أطلقت ديليا روكسانا كورنيا المديرة العامة لمتحف كونستانستا للتاريخ وعلم الآثار كتابها بعنوان “عطلة على شاطئ البحر – تاريخ مراكز الاستشفاء على الساحل الروماني على البحر الأسود وتراثها المعماري ” وهو كتاب جاء تكليلا لسنوات طويلة من البحث العلمي المعمق طالعت فيها المؤلفة كما هائلا من الكتب والوثائق بحسب ما أفادت به في حديث لراديو رومانيا- شريط
“يتعلق بعض الوثائق التي بحثتها بالفترة ما بين عامي 1878و1879 التي كان الحدث الأهم فيها تأسيس الإدارة الرومانية في دوبروجيا بعد نيل رومانيا استقلالها عن الإمبراطورية العثمانية .فقد كشفت تلك الوثائق عن عالم لم أكن أتخيله ووقائع لم نكن نحن سكان كونستانتسا نعرف عنها إلا القليل:إنه العالم المصاطفين. فالكازينو ليس جزءا من تاريخ مدينة كونستانتسا فحسب بل هوأيضا جزء لا يتجزأ من تاريخ الاصطياف على شاطئ البحر. كلنا يعرف أن المدينة تنبض بالحيوية في موسم الصيف لكن قلة قليلة من الناس فقط تعرف أن مدينة كونستانتسا أصبحت مركزا للاصطياف وسياحة الاستشفاء بعد سنوات قليلة من تولي السلطات الرومانية إدارة المنطقة.
فقد أصبحت منطقة دوبروجيا بعد عام 1861 مقصدا مفضلا لدى المصطافين وبينهم شخصيات بارزة بينها كالنائبين كونستانتين غريغوريسكو وديمتري براتيانو وأعضاء في البرلمان. فكان أولائك يأتون إلى ” كوستينجي ” – اسم مدينة كونستانتسا باللغة التركية للاستحمام في البحر لأن كونستانتسا ومنطقة دوبروجيا كانت تخضعان في تلك الفترة لسيطرة الإمبراطورية العثمانية. والجدير بالذكر أن الرحلة من بوخارست إلى كوستينجي كانت تستغرق يومين. النائب غريغوريسكو أشار في يومياته إلى رحلاته إلى كونستانزا في موسم الاصطاياف صحبة النائب براتيانو ومبيتهما في الفندق الإنجليزي هناك .”
في الفترة ما بين عامي 1880 و1910 شهدت مدينة كونستنازا تطورا ملحوظا وتحولت إلى مدينة حديثة بكل المقاييس.أما مصيف مامايا المجاور فافتتحت مرافق الاتسحمام والاستشفاء رسميا فيه في عام 1906 وتولت سيدة إدارتها . وفي عام 1910 افتتح كازينو كونستانتسا ومنذ ذلك الحين فصاعدا تماهى تاريخ الكازينو مع تاريخ المدينة والعكس أيضا صحيح:” أعتقد أن تلك الفترة هي الأجمل في تاريخ الكازينو كونها فترة سلام ظلت فيها المنطقة في مأمن من دمار الحروب وولاياتها رغم نشوب الحروب البلقانية عام 1913وأصبحت مركزا رئيسيا للاصطياف. وفي نفس الفترة تقريبا افتتح كازينو سينايا في المنطقة الجبلية. كان كلاهما يستضيف أمسيات فنية وبرامج ترفيهية متنوعة بمشاركة فنانين مشهورين من غرب أوروبا.”
ساهم بناء الكازينو والمرافق السياحية الحديثة في تحويل كونستانتسا إلى وجهة سياحية مفضلة لدى نخب بوخارست . وكانت كونتسنتسا تتنافس في موسم الصيف مع مدن ومنجعات جبلية عديدة وفي مقدمتها مدينة سينايا – ملكة جمال السياحة الجبلية .
“كان الجميع يرغب في قضاء الصيف في سينايا كون ذلك علامة انتماء الى المجتمع الراقي. والشيء نفسه انحسب على ميدنة كونستانتسا.”
في عشرينيات القرن الماضي أطلقت هيئة النقل البحري الرومانية رحلات بحرية من كونستانتسا إلى إسطنبول أو إلى موانئ في إيطاليا واليونان بالإضافة إلى خط بحري عبر الأطلسي: “كانت كونستانتسا مركزا للاصطياف والسياحة الاستشفائية فضلا عن كونها ميناء تجاريا. ما أود التشديد عليه أن تلك الرحلات التي كانت متاحة للجميع ساهمت في تنويع العرض وزيادة الإقبال على الرحلات البحرية . فكان الناس يشترون التذاكر ويذهبون إلى إسطنبول ويبيتون فيها يومين أو ثلاثة أيام ثم يعودون إلى كونستانتسا بحرا . علاوة على ذلك شهدت تلك الفترة ابتكارات عديدة .
على سبيل المثال في ثلاثينيات القرن الماضي اعتادت العاهلة الرومانية الملكة ماريا وابنتها إليانا على السفر بالطائرة المائية إلى مصيف بالتشيك البلغاري. وكانت هناك رحلات منتظمة بين كونستانتسا وبالتشيك. وكانت احتفالات الخامس عشر من آب أغسطس تقيمها الرابطة البحرية الرومانية في كونستانتسا بشكل سنوي برعاية الدار المالكة إلى أن الغاها النظام الشيوعي بعد عام 1945. الخلاصة أن كونستانتسا أصبحت في النصف الأول من القرن العشرين قطب الاصطياف في رومانيا.”