اكتشافات جديدة في موقع كالاتي الأثري
كالاتيس هو اسم إحدى القلعات التي بناها الإغريق القدامى على شاطئ البحر الأسود واستولى عليها الرومان القدامى لاحقا
Diana Baetelu, 18.10.2025, 15:30
كالاتيس هو اسم إحدى القلعات التي بناها الإغريق القدامى على شاطئ البحر الأسود واستولى عليها الرومان القدامى لاحقا. تقع قلعة كالاتيس على بعد خمسين كيلومتر عن مدينة كونستانتسا ويعود تاريخها إلى أواخر القرن السادس قبل الميلاد عندما كانت مدينة كالاتيس مستعمرة أغرقية ومركزا اقتصاديا معروفا له عملة خاصة به. وتعد قلعة كالاتيس اليوم واحدا من المعالم التاريخية البارزة في منطقة دوبروجيا والساحل الروماني على البحر الأسود.
ففي صيف عام 2025 جرت أعمال حفر جديدة في موقع كلاتيس الأثري وتحديدا في تلة جنائزية ضخمة تقع في المدينة القديمة. واقد اكتشفت هناك قطع أثرية فريدة من نوعها في رومانيا تعود إلى بداية القرن الثالث قبل الميلاد.
حول الاكتشافات الجديدة في موقع كالاتيس الآثري حدثتنا ماريا ماغدالينا شتيفان عالمة الآثار لدى المتحف الوطني للتاريخ :”بعد عودتي من مدينة مانغاليا بعد ستة أسابيع من العمل في موقع كالاتيس الآثري بعثت برسالة إلى زملائي أعربت فيها عن شكري لهم على تعاونهم وعن سعادتي بالفرصة التي أتيحت لي للعمل في موقع كالاتيس الأثري واكتشاف العديد من القطع الأثرية القيمة التي في الأغلب لا يمكنك إلا أن تقرأ عنها في كتب التاريخ أو تشاهدها في المتاحف وقلما يتاح لك اكتشافها بنفسك. كانت أعمال الحفر بمثابة غوص في التاريخ القديم حيث عثرنا على قطع تعود بنا إلى العصر ما بعد وفاة الإسكندر الأكبر عندما انضمت منطقة دوبروجيا الحالية ومعها قلعة كالاتيس إلى نظام واسع النطاق من العلاقات السياسية والدينية .
استغرقت الاستعدادات لأعمال الحفر خمسة عشر عاما وشملت وضع المشروع وتحديد فرضيات واستراتيجيات العمل. وعندما بدأنا الحفر في التلة الجنائزية والمقبرة المبنية تحتها كنا نعرف بدقة أين نريد أن نصل ونوع الآثار الذي سنكتشفها في ذلك المكان . ومع ذلك فاجأتنا كثرة القطع التي عثرنا عليها وقيمتها وندرتها.”
التلة الجنائزية في مدينة كالاتيس القديمة هي الأضخم في جنوب منطقة دوبروجيا إذ يبلغ ارتفاعها اثني عشر مترا ويبلغ قطرها سبعين مترا ويمكن رؤيتها من البحر. وكانت التلة الجنائزية تحتوي على قبر من حجر تعلوه قبة نصف أسطوانية. وقد عثر فريق الباحثين في داخله على أوانٍ ومجوهرات وحلي من الذهب والزجاج والبرونز لها قيمة تاريخية وثقافية استثنائية. عالمة الآثار ماريا ماغدالينا شتيفان وافتنا بالمزيد من المعلومات حول موقع كالاتيس الأثري:
“قام فريقنا بفحص تلة طينية ضخمة فوق قبر حجري بنتها عائلة ثرية قبل ألفين ومئتين وخمسين عاما كانت داخل مدينة كالاتيس في عصر الإغريق القدامى. كان قبرا عائليا ولكن الناس دخلوا إليه مرات عديدة في العصر القديم ونهبوه. ورغم ذلك عثرنا فيه على قطع أثرية مميزة عديدة . جمعنا أكثر من مائة وخمسين قطعة داخل القبر وأكثر من ألف قطعة من العظام البشرية. أجمل القطع التي اكتشفناها هي أكاليل الزهور الجنائزية الثلاثة التي كانت لا تزال كاملة والتي عرضناها في المتحف الوطني للتاريخ بعد أيام قليلة من اكتشافها.”
حدثتنا عالمة الآثار ماريا ماغدالينا شيفان عن أهمية هذه الاكتشافات والحفريات وعن البحوث التي ستجرى في موقع كالاتيس في المستقبل:”تجدر الإشارة إلى أن هذه الاكتشافات تظهر التعددية الثقافية التي اتسمت بها منطقة الساحل الغربي على البحر الأسود وحوض الدانوب السفلي وشبه جزيرة البلقان في أوائل العصر الإغريقي القديم كما تظهر تفاعلات الناس وتشاركهم أمورا حميمة للغاية. ربما كانت تربطهم صلات قربى وربما كانوا يتجوزون من بعضها البعض ويتشاركون نفس المعتقدات الدينية. سنواصل الحرفيات في العام المقبل في مدخل القبر على أمل العثور على قرابين.
كذلك سنواصل تحليل هذه المقتنيات فضلا عن تحليل الحمض النووي للعظام البشرية لتحديد جنس الأفراد والعلاقات الأسرية بينهم . كذلك سنحاول تحديد ما إذا كان أولئك الأفراد من السكان الأصليين أم لا وصليينما إذا كان الناس وخاصة الزوجات يتنقلن بين مختلف المناطق.”
تعتبر الاكتشافات الجديدة في موقع كالاتيس الآثري وخاصة التلة الجنائزية والقبر في داخلها بالغة الأهمية لفهم خصاص الحضارة الإغريقية التراقية المقدونية في منطقة البحر الأسود.