لماذا يصيح الأجانب القادمون إلى رومانيا بتأشيرات عمل مقيمين غير نظاميين ؟
أثار وجود العمال الآسيويين في سوق العمل جدلا حادا في رومانيا مؤخرا

Diana Baetelu, 24.09.2025, 15:30
أثار وجود العمال الآسيويين في سوق العمل جدلا حادا في رومانيا مؤخرا أبرز انقسام المجتمع بين مؤيد ورافض وذلك بعد أن تعرض عامل توصيل نيبالي للاعتداء في الشارع على يد شاب روماني. وقد تزايد في الفترة الاخيرة عدد العمال الآسيويين الذين يوفرون في الأغلب العمالة للقطاعات التي تعاني نقصا حادا للعاملين وهي قطاعات يعزف الرومانيون عن العمل فيها.
وقد سلط الحادث الضوء على المخاطر التي يتعرض لها هؤلاء الأشخاص فإحدى نقاط الضعف التي يعانون منها والتي قلما ينتبه إليها الرأي العام أنهم يصلون رومانيا بشكل قانوني أي بتأشيرات عمل صادرة عن السلطات الرومانية لكنهم يتحولون إلى مقيمين غير نظاميين لأسباب خارجة عن إرادتهم.
فقد أظهر تقريرلمكتب الهجرة ووزارة العمل أن عدد تأشيرات العمل الصادرة بين عامي2021 و2024 بلغ مئتين وخمسين تأشيرة عمل بالإضافة إلى تصاريح إقامة مؤقتة للعمل لمائة وثمانية وثلاثين ألف شخص. وبحلول نهاية شهر نوفمبر تشرين الثاني عام 2024 انفخض عدد التاشيرات الصالحة إلى أقل من مائة ألف .
يضطر معظم الآسيويين لاقتراض آلاف اليورو من أجل دفع العمولات للوكلاء في رومانيا وبلدانهم الأصلية بغية الحصول على تأشيرة العمل وثم لدفع أسعار تذاكر الطيران ورسوم تأشيرة الدخول. ومع ذلك يفقد كثيرون منهم حق الإقامة بسبب إجراءات بيروقراطية لا ضلع لهم فيها .
دانييلا زاهاريا مانيسكو المحامية المتخصصة في الهجرة والاتجار بالبشر أوضحت أنه في بعض الأحيان يفاجأ هؤلاء بعيد وصولهم إلى رومانيا بأن المطلوب منهم العمل في مجالات مختلفة عن تلك التي وافقوا عليها قبل مغادرة بلدانهم الأصلية : “بمجرد وصولهم إلى رومانيا يعلمون بأنهم سيعملون في مجال آخر وفي مكان مختلف وربما براتب مختلف عما كان متفقا عليه وربما في ظروف عمل وسكن مختلفة تماما عما عرض عليهم قبل قدومهم إلى رومانيا . وإذا لم يقبلوا بالشروط الجديدة لا يحصلون على عقود عمل ويضطرون للبحث عن أصحاب عمل آخرين خلال مدة كافية من الوقت تسمح لأصحاب العمل الجدد بالحصول على ترخيص تشغيل العمالة الاجنبية قبل انتهاء صلاحية تأشيرات عملهم .”
هل يحدث هذا في الواقع ؟ : “لا -لأن هذه الإجراءات تأخذ وقتا وفي غضون ذلك يتحول كثيرمن المواطنين الأجانب إلى مقيمين غير نظاميين دون ذنب . علينا أن نكون صريحين : الحصول على عمل صعب علينا نحن الرومانيين فما بالك بالأجانب الذي يتعين على أصحاب العمل الراغبين في تشغيلهم إتمام إجراءات إضافية لا داعي لها لتشغيل العمالة الرومانية .”
في أحيان أخرى يفقد المواطنون الأجانب حق الإقامة والعمل في رومانيا بسبب رغبتهم في تغيير أصحاب العمل وهو أمر يسمح به القانون بعد عام من العمل لدى صاحب العمل الأول . وفي حالات أخرى يكون العمال الأجانب مضطرين لتغيير صاحب العمل بسبب إفلاسه أو فقدانه حق تشغيل العمالة الأجنبية أو بسبب قراره بالاستغناء عنهم.
وفي مثل هذه الحالات يتعين على صاحب العمل الجديد إتمام سلسة من الإجراءات واستيفاء بعض الشروط للحصول على ترخيص تشغيل العامل الأجنبي خلال مدة صلاحية تأشيرة عمله – أي في غضون تسعين يوما. وفي حال رفض طلب الترخيص يتحول العامل الأجنبي تلقائيا إلى مقيم غير نظامي.
تعتقد المحامية أن القوانين الحالية لا توفر للعمالة الأجنبية وسائل الحماية والدفاع عن أنفسهم والمساعدة بالمشورة القانونية الاحترافية أو الحماية من الدولة الرومانية . لذا فإن كثيرين منهم يقعون ضحايا للاتجار بالبشر وعصابات استغلال العمال.
إذا ما هي الحلول الكفيلة بمواجهة هذا الظاهرة المهملة رغم تعاظمها ؟ المحامية دانييلا زاهاريا مانيسكو:”اعتقد أنه ينبغي علينا تغيير القوانين على أن نضمن في نصها إشارات واضحة إلى المشاكل التي نواجهها في الوقت الحالي والحلول المناسبة لها مع ذكر فوائدها وآثارها . ولكن قبل ذلك علينا أن نكون واعين بأن هذه المشاكل قائمة بالفعل. بالطبع لن نتمكن من وضع حد لها ولكن على الأقل سنتمكن من الحد من آثارها السلبية والسيطرة عليها بطريقة أو بأخرى مع توفير الحماية اللازمة للمواطنين الأجانب.”
أصدرت المفتشية العامة للهجرة في عام 2024 أكثر من ألفين وثمانمائة وسبعين قرارا بعودة المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية وهي أقل بكثير عما كانت عليه في عامي 2022و2023 .إنها قرارات تتخذ في حال إثبات الوضع غير القانوني للمواطنين الأجانب في رومانيا تلزمهم بالعودة إلى بلدانهم الأصلية وتحدد الموعد النهائي للعودة الطوعية .