رومانيا والحرب الهجينة
المدّعي العام يحذّر من اعتبار رومانيا هدفاً مفضلاً للمعلومات المضللة وحملات الحرب الهجينة
Akram Ibrahim, 17.09.2025, 15:49
في عام ألفين وأربعة وعشرين، عام أنواع الانتخابات الأربعة، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية، كانت رومانيا الهدف المفضل لحملات التضليل والحرب الهجينة، حيث سعت الجهات الفاعلة المعادية إلى التلاعب بالرأي العام، والتأثير على نتيجة التصويت. وتكشف نتائج التحقيقات التي عرضها المدّعي العام “أليكس فلورينتسا”، بأن الحملة ظهرت في الفضاء الروماني، من خلال الهجمات الإلكترونية، وتدابير زعزعة استقرار النظام العام، من خلال المعلومات المضلّلة والتأثير على الناخبين.
وكان المستفيد من الحرب الهجينة الكبيرة، والتي يزعَم أن روسيا قد خططت لها، هو المرشّح الرئاسي المستقل السابق “كالين جيورجيسكو”. وقال المدّعي العام بأن على رومانيا الاستمرار في مواجهة أي عدوان هجين، بما في ذلك المدعوم من قبل الذكاء الاصطناعي. وقال إن التحقيق قد حدّد الشركات التي لها علاقات واضحة مع روسيا، والتي نفّذت أنشطة إعلامية خبيثة، مباشرة قبل انتخابات عام ألفين وأربعة وعشرين.
وقد تم إرسال “كالين جيورجيسكو” للمحاكمة بتهمة التواطؤ، ومحاولة ارتكاب أعمال ضد النظام الدستوري، ونقل معلومات كاذبة. ويشير المدّعون العامّون، إلى أن الخطة التي وَضَعها “جيورجيسكو” مع المرتزق “هوراتسيو بوترا”، وهو جندي سابق في الفيلق الأجنبي للجيش الفرنسي، والمدّعى عليه مع نحو عشرين شخصاً آخر، كانت تهدف إلى التجييش العاطفي والتحريض الجماعي، في سياق لحظة من التوتر الاجتماعي الأقصى، وتغيير النظام الدستوري، وإعاقة ممارسة سلطة الدولة. يضاف إلى ذلك التلاعب المنهجي بالمعلومات، والذي بدأ منذ سنوات، بهدف تغيير التصور العام وتآكل الثقة في النظام الديمقراطي. “أليكس فلورينتسا”.
“في بداية تشرين الثاني/نوفمبر عام ألفين وأربعة وعشرين، وعلى مستوى التجمعات المتطرفة، كان هناك تكثيف للروايات والرسائل التي تحرّض على الكراهية والعنف، والمرتبطة بحملة الترويج لمرشح مستقل، مما خلق مناخاً من الذعر على مستوى المجتمع. كما بدأت الزيادة في حجم المحتوى الذي يحرض على أعمال عنيفة، منذ الجولة الأولى من الانتخابات، وتطور بشكل منهجي، من خلال الترويج لعناصر محتوى خطاب الكراهية، الناتج عن الذكاء الاصطناعي. ويتوافق هذا النوع من السرد وطريقة صنع المحتوى عبر الإنترنت، مع نمط عمل المجموعات الروسية، والذي تمت الإشارة إليه في دول أخرى ، مثل مولدوفا أو جورجيا “.
وشدّد “أليكس فلورينتسا”، على أن الحرب الهجينة اليوم مقارنة بالحرب التقليدية، أكثر غدراً وأكثر تأثيراً، ولكن مع نتائج أوسع بكثير نتيجة الطريقة التي تؤثر بها على الحياة الاجتماعية والاقتصادية للدولة. وفي رأيه، فقد نفّذت موسكو حملة في رومانيا لاستهداف السكان، من خلال أربعة أنماط محددة: الحنين إلى نمط الحياة في الماضي، ونظريات المؤامرة، والطب الديني، والطب البديل. وقد كان من المفترض أن يبدأ هذا الإجراء في عام ألفين وتسعة عشر، لكن لم يكن هناك إخطارات لمكتب المدعي العام في هذا الصدد.