ردود فعل من رومانيا على وفاة البابا
رومانيا تنعي البابا فرانسيس

Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 22.04.2025, 19:14
توفي البابا/ فرانسيس، يوم الاثنين، ثاني أيام عيد الفصح، بعد 12 عاما من حبريته. أما المشاعر الناجمة عن اختفائه فقد تخطت حدود العالم الكاثوليكي وحتى العالم المسيحي. في رومانيا، الدولة ذات الأغلبية الأرثوذكسية التي زارها البابا فرنسيس في شهر مايو/أيار 2019، بعد عقدين من الزيارة التاريخية لأحد أسلافه العظماء، البابا/ يوحنا بولس الثاني، أثار خبر وفاته الحزن. “في هذه اللحظات الحزينة والأليمة، أنقل أصدق التعازي للمؤمنين الكاثوليك في رومانيا وحول العالم، ولكل من كان البابا فرانسيس لهم منارة روحية ومصدر أمل. لقد كان رمزًا للتواضع والرحمة والالتزام الدؤوب بالسلام والعدالة”– كتب الرئيس الروماني المؤقت/ إيليه بولوجان، على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي. وذكر أن البابا/ فرانسيس كان أيضًا صديقًا مقربًا للشعب الروماني، الذي كان البابا الراحل يقدره لعمق إيمانه وروحه. “يبقى البابا فرانسيس بالنسبة للناس في جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن عقائدهم، المدافع الدؤوب عن السلام، وعن إخوانهم البشر الذين يعانون، وعن الشراكة الروحية” – نقل رئيس الوزراء/ مارتشيل تشيولاكو. “تلقيتُ بحزنٍ عميق نبأ رحيل البابا فرانسيس، الشخصية الجليلة في المسيحية المعاصرة، والذي تركت حبريته بصمةً عميقةً في التاريخ الحديث للكنيسة الكاثوليكية. نشارك الألم الناجم عن هذه الخسارة، ونتقدم بتعازينا إلى الكنيسة الرومانية – الكاثوليكية بأكملها” – تظهر رسالة بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية/ دانييل، إلى مجمع الكرادلة في الفاتيكان.
قبل ست سنوات، جاء البابا فرانسيس إلى رومانيا في زيارة دولة رسمية، ورعوية، ومسكونية، تحت شعار “دعونا نسير معًا!”. حيث التقى آنذاك برئيس الدولة السابق، ورئيس الوزراء الحالي، وعقد اجتماعا خاصا مع البطريرك دانييل، وألقى كلمة في الكاتدرائية الوطنية، وتلا صلاة “أبانا” باللغة اللاتينية. وفي بوخارست أيضًا، أقام البابا فرانسيس قداسًا في كاتدرائية القديس يوسف الكاثوليكية، واستقبل عشرات الآلاف من الأشخاص المتحمسين لرؤيته. في اليوم الثاني من زيارته إلى رومانيا، أقام البابا فرانسيس قداساً بابوياً في مزار السيدة مريم العذراء في بلدة شوموليو تشيوك (Şumuleu Ciuc)، شرق ترانسلفانيا، التي تقطنها أغلبية من العرقية المجرية، حيث تنظم سنوياً أكبر رحلة زيارة كاثوليكية في أوروبا الوسطى والشرقية.
وفي وقت لاحق، زار مدينة ياش، وهي مدينة في شمال- شرق رومانيا، حيث تعيش جالية كبيرة من الرومانيين الكاثوليك، حيث بارك الأطفال والمسنين والمرضى، وصلى من أجل الشباب والأسر. وفي بلاج، في قلب ترانسلفانيا والروحانية الرومانية، ترأس حفل تطويب الأساقفة الشهداء اليونان – الكاثوليك (الروم – الكاثوليك) السبعة، الذين تعرضوا للاضطهاد والتعذيب على يد النظام الشيوعي. كما التقى البابا بممثلي الأقلية الغجر، وطلب منهم المغفرة، نيابة عن الكنيسة، عن التمييز والفصل العنصري الذي حدث عبر التاريخ. وعند مغادرته، كتب البابا فرانسيس: “لتشمل الحماية الأمومية للقديسة مريم العذراء جميع مواطني رومانيا الذين، على مر التاريخ، وضعوا ثقتهم دائمًا في شفاعتها. أعهد بكم جميعًا إلى العذراء مريم، وأدعو أن ترشدكم على طريق الإيمان”.