ألبا يوليا
ألبا يوليا مدينة جميلة، قديمة، مفعمة بالتاريخ، ملآى بالآثار والمعالم التاريخية
Daniel Onea, 13.12.2016, 18:31
سنتجه اليوم نحو ترانسلفانيا، لنزور معا، مدينة جميلة، قديمة، مفعمة بالتاريخ، ملآى بالآثار والمعالم التاريخية، تعبق شوارعها وأزقتها برائحة المحبة والتفاهم والاتحاد، لها في قلوب الرومانيين أهميةً ومعنىً خاصين، أحَبَها جميع من زارها وتَعَرَّفَ على أهلها وعلى عاداتهم وتقاليدهم وشاهد آثارها ومعالمها وعاش ولو لأيام في ربوعها الخلابة وشعر بطبيعتها الجذابة المعطاء. إنها مدينة ألبا يوليا، الواقعة في القسم الجنوبي من ترانسلفانيا، تمر عبرها أكثر الطرق إثارة في رومانيا، وهي ترانس ألبينا. إنها مدينة أوربية، عصرية، تنقسم إلى قسمين، المدينة العلوية والمدينة السفلية. القسم العلوي قديم توجد فيه معظم المعالم التاريخية للمدينة، أما السفلي فهو أقرب إلى العصور الحديثة.
تم في ألبا يوليا إعلان وحدة جميع المناطق الرومانية في دولة موحدة، هذه الوحدة نبعت من إرادةِ وتصميمِ المواطنين المجتمعين في الساحة المواجهة لقلعةِ المدينة العائدة إلى القرون الوسطى. نبدأ زيارتنا لمدينة ألبا يوليا عاصمة محافظة ألبا، من النقطة التي يشير إليها إيمانويل دراغوشين (وهو صحفي، مولع بالتاريخ والناطق الرسمي باسم جمعيةٍ تدير مجمعا معماريا في المدينة، الذي يقول: “لدى السائح، رومانياً كان أم أجنبيا أسباب عديدة لزيارة قلعة ألبا، التي تم بناءها في بداية القرن الثامن عشر، (بين الأعوام 1716 و 1738)، وأُسِّسَتْ على نظام يسمى فاوبان، ألبا كارولينا، وهي الأكبر من هذا الطراز في رومانيا وفي جنوب شرق أوربا”. قلعة ألبا يوليا، هي المكان الذي يستطيع الزوار فيه مشاهدة فعاليات فريدة من نوعها في رومانيا، يتابع إيمانويل دراغوشين: ” يقوم الجنود بالزي الرسمي العائد إلى القرن الثامن عشر في تمام الساعة الثانية عشر من كل يوم، بتبادل الحراسة فيما بينهم عند البوابة الثالثة للقلعة. يشارك في الاحتفال الفريد هذا أحصنة أصيلة. للقلعة ست بوابات رائعات الجمال، ثلاث منها تقع على الجانب الشرقي، وفي القلعة حصن مركزي وسبعة أبراجِ حماية وأسوارٌ عالية وخنادقُ دفاعية. تمتد القلعة على مساحة ثمانين هكتارا، ويصل محيطها إلى اثني عشر كم، لذلك تُعتبر قلعة ألبا من أكبر القلاع الموجودة في رومانيا والعائدة إلى القرون الوسطى، امتدادا. وبما أن حركة السيارات ممنوعة داخل القلعة، فزيارتنا ستتم سيرا على الأقدام، وبالرغم من التعب الذي سيصاب به الزائرُ لهذه المسافات الشاسعة، فإنه سيكون مشدودا إلى هذا المكان المليء بالتاريخ”.
من عام إلى عام يزداد عدد السياح الأجانب الزائرين للمدينة، يغادرون وهم جميعا منبهرون بكل ما رأوا هنا من جمال، لقد أصبحوا سفراء لهذا الجمال في بلدانهم، بأحاديثهم مع أصدقائهم وأقاربهم وزملائهم في العمل عن المكان وأهله ومعالمه وتاريخه. توجد في المدينة معالم عديدة منها متحف الوحدة وكاتدرائية الوحدة (جمع الشمل)، والكاتدرائية الرومانية الكاثوليكية القديس ميخائيل، وجامعة الأول من ديسمبر كانون الأول 1918. لألبا يوليا تاريخ يعود إلى قرنين مضيا من الزمن، ينعكس في صالات متحف الوحدة. يقول غابرييل ريستويو، مدير المتحف الوطني للوحدة في ألبا يوليا، إن الزائر للمكان مهما كان متعجلا، فلن يتجاوز القلعة، بل سيزورها وسيتمتع بما يرى لأن المكان رائع وفريد من نوعه. لنستمع إليه: “في العصور الوسطى، كانت ألبا يوليا لفترة قصيرة عاصمة إمارة ترانسلفانيا، في المكان الحالي للمدينة تم اكتشافُ بقايا تجمعٍ سكاني قديمٍ لشعب الداك (وهو الشعب الذي ينحدر منه الشعب الروماني). قرب بناء متحف الوحدة الذي كان في القرن التاسع عشر بناء عسكريا، توجد صالة الوحدة، التي تم تجهيزها في البناء الذي كان ملهى عسكريا أيام الإمبراطورية النمساوية الهنغارية. هنا تم تشييد كاتدرائية الوحدة (جمع الشمل). وبعد ثلاث سنوات من بنائها تم في الكاتدرائية حفل تتويج الملك فيرديناند والملكة ماريا، ملوكا لرومانيا. تُعرض في صالة الوحدة الآن، ستة مجلدات تضم وثائق الوحدة، والأعلام التي جاء بها المندوبون من جميع أنحاء البلاد، في الأول من ديسمبر كانون الأول 1918. عند دخول صالة الوحدة، يوجد قوس نصرٍ و شعار البلاد و نصٌّ يقول: “في العام 1918، في الأول من ديسمبر كانون الأول، في هذا المكان تم الإعلانُ، إلى الأبد، و بلا رجعة عنه، بتصويت رسمي، وبإجماع شعبي، عن وحدة ترانسيلفانيا وكامل داكو رومانيا، لتكن أبديةً ذكرى هذه الوحدة”.
بالقرب من الكاتدرائية الرومانية الكاثوليكية القديس ميخائيل، يوجد مقر الأرهي إبيسكوبية الرومانية الكاثوليكية، التي تم تشييدها في القرن الثالث عشر على الطريقة الرومانيكية، والتي تمت إعادة بنائها في القرن الثامن عشر على النمطين الغوتي و الباروكي. داخل القلعة يوجد قصر الأمراء الترانسيلفانيين، الذي يعود تاريخ بنائه إلى خمسين سنة مضت. في ألبا أيضا يحتفل الرومانيون في الأول من ديسمبر كانون الأول من كل عام بعيدهم الوطني “عيد الوحدة” الذي يجمع أعدادا كبيرة من الزوار من رومانيا ومن جميع أنحاء العالم. يتم الاحتفال كل عام في ألبا يوليا حيث تمت الوحدة الرومانية منذ ثمانية وتسعين عاما، بالعيد الوطني لرومانيا من خلال فعاليات عامة عديدة. جميع أماكن الإقامة محجوزة في هذه الفترة، أما من تمكن من حجز مكان في المدينة فهو محظوظ جدا. سعر الإقامة لليلة واحدة في فندق من فئة ثلاث نجوم مثلا، يبلغ ثلاثين يورو تشمل طعام الفطور أيضا. نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم مكانا لعطلة لا تُنسى في ربوع ترانسلفانيا الرائعة، ونتمنى أن نكون قد أقنعناكم بزيارتنا، نحن بانتظاركم.