علم الآثار في رومانيا
يدرس علم الآثار الثقافات والحضارات التاريخية استنادا إلى تحليل ما اكتشفته الحفريات من مواد خلفها الإنسان على مر العصور
Diana Baetelu, 13.09.2025, 15:30
يدرس علم الآثار الثقافات والحضارات التاريخية استنادا إلى تحليل ما اكتشفته الحفريات من مواد خلفها الإنسان على مر العصور وتم الحفاظ عليها إلى يومنا هذا. بذلك يحاول علم الآثار تفسير نمط الحياة والمعتقدات والعادات القديمة للشعوب التي تعاقبت على وجه الأرض عبر العصور.
في رومانيا أولت المؤسسات المعنية الاهتمام لعلم الآثار ودعمته ماديا ومعنويا.فالمتحف الوطني للتاريخ اعتبر بحث الآثار مهمة أساسية كونه ساهم ولايزال يساهم بشكل كبير منذ بداياته قبل أكثر من نصف قرن في تطويرالمؤسسة.
في شهر يونيو حزيران الماضي احتفلت أوروبا بأيام علم الآثار. وبتلك المناسبة سلط المؤرخون الضوء مرة أخرى على أهمية علم الآثار وأطلعوا الجمهورعلى الاكتشافات الآثرية الحديثة والاتجاهات الجديدة في هذا المجال.
أوفيديو تسنتيا عالم الآثار والمدير المؤقت للمحتف الوطني للتاريخ حدثنا عن فعاليات أيام الآثار الأوروبية التي إقيمت ما بين الثالث عشر والخامس عشر من يونيو حزيران الماضي:
” أصبحت أيام علم الآثار الأوروبية على مدى السنوات الماضيىة متلقى سنويا يجمع بين علماء الآثار والجمهور الواسع متيحا لمحبي التاريخ التعرف على الحفريات الأثرية التي عادة ما تجرى في الصيف على قدم وساق ولكنها تتوقف أثناء أيام علم الآثار لأوروبية للسماح للعلماء بالمشاركة في فعاليتها والتعريف بأهمية علم الآثار والمشاريع الأثرية في المجتمع الحديث .”
عن تطور علم الآثار في رومانيا قال عالم الآثار أوفيديو تسينتيا:
” تطور علم الآثار في رومانيا بعد الحرب العالمية الثانية متأثرا بالنماذج الغربية. أما بعد عام 1989 فركزنا على علم الآثار الإنقاذي الذي يتعامل مع الحفريات الأثرية باعتبارها جزءا من التخطيط العمراني وبالتالي فيطالب بإجراء الحفريات قبل بدء أعمال البناء بهدف حماية الآثار من التدمير.ولكن المجتمع اعتبر هذا الاتجاه مناهضا للتقدم إلى حد ما . لذا فقد كان علينا أن نعمل على دحض هذا الرأي. بموازاة ذلك ركزنا على إنجاز مختلف المشاريع في المواقع الأثرية للتدريب .إلا أن هذه المواقع عانت من نقص التمويل في السنوات الماضية ولكن رغم ذلك فهي أكثر انتشارا في رومانيا مقارنة بالعديد من الدول الغربية ربما بفضل حرصنا الشديد على الحفاظ على المواقع الأثرية للتدريب قدر المستطاع.”
وفيما يتعلق بالوضع الحالي لعلم الآثار الإنقاذي قال أوفيديو تسينتيا ما يلي :
“علم الآثار الإنقاذي يسير على ما يرام في الوقت الحالي لأن المتحف الوطني للتاريخ يستثمرجزءا من إيراداته في الأبحاث العلمية الجارية برعياته . أما فيما يتعلق بمجال علم الآثار الإنقاذي فيعمل فيه فريق كبير من الباحثين وهم يعملون سواء في المتحف أو في المواقع الأثرية للتدريب حيث يقومون بتكوين علماء الآثار الجدد من طلاب كليات التاريخ. وبموازاة ذلك نتولى إقامة أهم معارض علم الآثار.”
ما هي أبرز المواقع الآثرية المفتوحة للزوار؟ أوفيديو تسنسيتيا من جديد :
“أحد المواقع الآثرية ذات الأهمية الوطنية هو موقع سارميسيجيتوزا ريجيا الذي نشاهد فيه أنقاض مركز إقامة ملك بلاد الداك – سكان رومانيا الأصليين في العصر القديم قبل الاستعمار الروماني يليه موقع أولبيا ترايانا سارميسيغيتوزا الذي يحتضن أنقاض أولى مدن بلاد الداك .علماء الآثار في المتحف الوطني للتاريخ يعملون أيضا في مواقع أخرى هي هيتسريا وكالاتسي العائدة إلى عصر الإغريق القدامى على البحر الأسود بالإضافة إلى موقع ميتشيا في وسط رومانيا وموقع تارتريا في غرب البلاد الذي اكتشفت فيه آثار عائدة إلى الألفية السادسة قبل الميلاد .وفي نفس المنطقة توجد آثار مدينة عائدة إلى القرون الوطسى.”
دعا أوفيديو تسينتيا الشباب للعمل في مجال علم الآثاربالنظر إلى حاجته الماسة إلى مخصتصين . كيف يمكن للشباب الحصول على التدريب في علم الآثار:
“يمكن للشباب التواصل معنا على منصات التواصل الاجتماعي حيث نوفر لهم فيها معلومات حول المواقع الأثرية والخبراء العاملين فيها والذين يمكنهم التعرف عليهم والاتصال بهم بشكل مباشر. وأنا على يقين بأنهم سيحصلون على كافة الأجوبة التي تهمهم .”