المؤرخ نيكولاي يورغا
يعتبر نيكولاي إيورغا الذي عاش بين عامي 1871و1940 أعظم مؤرخ روماني

Diana Baetelu, 03.05.2025, 15:30
يعتبر نيكولاي إيورغا الذي عاش بين عامي 1871و1940 أعظم مؤرخ روماني. وعلى الرغم من أن شهرته متربطة بدراساته في التاريخ وفلسلة التاريخ إلا أن مجالات آخرى عديدة لفتت اهتمامه فكان ناقدا أدبيا وكاتبا مسرحيا ومؤلف مذكرات وشاعرا وباحثا ومؤلف موسوعات. جمع وسجل وثائق ومراجع تاريخية وكان نائبا في البرلمان وتولى عدة حقائب وزارية وعين رئيسا للوزراء في عام 1931 وكان أيضا أستاذا للتاريخ والفلسلة في جامعتي ياشي وبوخارست وأسس صحيفة يومية .
انتخب عضوا في الأكاديمية الرومانية في عام 1910 وتولى رئاسة قسم التاريخ في الأكاديمية بين عامي 1924 و1927. ذاع صيته خارج رومانيا لمؤلفاته في تاريخ العصور الوسطى والإمبراطورية البيزنطية والفقه اللغوي وتاريخ الفن والفلسلة . وفي العاشر من مارس آذار عام 1929 بثت الإذاعة الرومانية الحلقة الأولى من محاضراته الإذاعية الليلية بعنوان “نصائح في الظلام”. وكان خطيبا مفوها استطاع أن يتحدث لعشرات الدقائق دونما حاجة إلى إعداد نصوص خطاباته مسبقا .
كريستينا بايوشان الباحثة لدى المتحف الوطني لتاريخ رومانيا حدثتنا عن طفولة نيكولاي يورغا وقالت إنه أثار إعجاب مدرسيه منذ مرحلة التعليم الاتبدائي ولكن مع بلوغه مرحلة التعليم الثانوية أصبح ينظر إليه على أنه معجزة :”تيتم نيكولاي يورغا وهو طفل صغير لم يكد يعرف أباه جيدا . ولكن بمجرد التحاقه بالصفوف الأولى الابتدائية برز كتلميذ متفوق فأجاد اللغة الفرنسية وبدأ يقرأ كتب الأدب الفرنسي بنسختها الأصلية وهو في السادسة من العمر.أنهى المرحلة الثانوية في وقت قياسي إذ أدرك المدرسون أنه طالب استثنائي . وكان من أصغر خريجي جامعة ياش سنا وتخرج منها بمرتبة الشرف والامتياز الكبير .
أدرك يورغا أن الأبحاث العلمية في تأريخ رومانيا كانت قد وصلت إلى طريق مسدود وأن الخطوة التالية التي لا بد منها هي جمع الوثائق التاريخية عن الرومانيين وتاريخهم أينما وجدت في أنحاء أوروبا وتنظيمها ونشرها .
ما هي أهمية ومكانة المؤرخ نيكولاي يورغا في الثقافة الرومانية ؟ :”كانت لديه قوة عمل استثنائية مكنته من إعداد العديد من الدراسات ونشرها عاما بعد عام .كما بحث كما هائلا من الوثائق والمراجع التاريخية واقتبس منها لاحقا ونشرها بشكل مختصر في مقالاته ودراساته الجديدة.. فقد تجسدت أعماله الجبارة في مجال دراسة التاريخ في كم هائل من الكتب بدءا من أول كتاب في تاريخ الرومانيين للقراء الألمان وصولا إلى تاريخ بيزنطة وتاريخ نهر الدانوب وتاريخ منطقة البلقان وانتهاء بتاريخ العصور الوسطى .
كما قام بتنظيم الوثائق والمراجع عن تاريخ الرومانيين في العصور الوسطى أو العصر الحديث وهي مواضيع لم يتناولها المؤرخون قبل نيكولاي يورغا لا من قريب ولا من بعيد . لذا فيمكننا القول بأن يورغا كان رائدا في دراسة تاريخ رومانيا وبحث وتنظيم الوثائق والمراجع المرتبطة به على نحو يسهل فهمها على القراء الأقل اطلاعا على شؤون التاريخ عامة وتاريخ الشعب الروماني عبر القرون خاصة .”
لا يمكن استحضار شخصية نيكولاي إيورغا دون الإشارة إلى عمله السياسي :”كان نيكولاي إيورغا شخصية سياسة بارزة انضم أولا إلى صفوف المحافظين ثم استماله الليبراليون. لكن نيكولاي إيورغا انخرط في العمل السياسي من أجل الناس العاديين وخاصة من أجل الفلاحين حيث دافع عن حقوقهم وحقوق المثقفين الريفيين بقوة . “
نالت أعمال إيورغا التقدير خارج رومانيا أيضا :”ذاع صيت العالم ورجل السياسة نيكولاي إيورغا في أوروبا . فقد نالت دراساته التقدير في الأوساط الجامعية الأوروبية مطلع القرن العشرين ودعي يورغا لإلقاء محاضرات في مختلف الأكاديميات والجامعات في أنحاء أوروبا ونشرت أعماله في ألمانيا وفي المعاهد الأكاديمية في فرنسا. تعاون مع هيئات الأكاديمية في إيطاليا .”
كان نيكولاي يورغا شخصية موسوعية وما لا يعرفه كثيرون أنه نشر العديد منالمقالات الصحفية :”كان نيكولاي عالما ومؤرخا ولكنه كان أيضا كاتبا مسرحيا وشاعرا وكاتب مقالات صحفية وهو ما لا يعرفه سوى قلة قليلة من الناس . كان أستاذا جامعيا متألقا واقترن اسمه بتأسيس معهد الدراسات الأوروبية الشرقية ومعهد الدراسات البيزنطية ومعهد التاريخ العالمي.”