التهديدات السيبرانية من حولنا
ملايين الهجمات الإلكترونية تقع يوميا في جميع أنحاء العالم مستهدفة شركات كبرى وأناسا عاديين لأغراض خبيثة
Diana Baetelu, 20.10.2025, 15:30
ملايين الهجمات الإلكترونية تقع يوميا في جميع أنحاء العالم مستهدفة شركات كبرى وأناسا عاديين لأغراض خبيثة. إنها تمثل خطرا حقيقيا على الجميع وتشغل بال فئات واسعة من المختصين وليس خبراء تكنولوجيا المعلومات فقط .
في رومانيا شهد عام 2024 تنامي التهديدات الإلكتورينة التي تمثل خطرا على الفضاء الإلكتروني المدني الوطني بحسب التقرير السنوي للدائرة الوطنية للأمن السيبراني الذي كشف أن أجهزة الاستشعار رصدت أكثر من سبعة وسبعين مليون هجمة كان معظمها محاولات لاختراق مختلف أنواع البنى التحتية بالإضافة إلى محاولات المسح لجمع المعلومات. دان كامبيان مدير الدائرة الوطنية للأمن السيبراني : “أتواع عديدة من الأنشطة تجري في الفضاء الإلكتروني يوميا. بعضها خبيث يستهدف المستخدمين العاديين والمؤسسات على حد سواء ونواجهه يوميا بدون انقطاع والبعض الآخر عمليات مشروعة تهدف إلى تعزيز الأمن السيبراني.
فقد رصدت دائرتنا أو أبلغت بأنواع عديدة من الهجمات السيبرانية ومنها عمليات المسح لاكتشاف الثغرات الأمنية من أجل استغلالها فضلا عن محاولات التحكم غير المصرح به بحسابات المستخدمين والبنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات بالإضافة إلى الهجمات الإلكترونية المحدودة أو الأقل تعقيدا على مختلف أنواع البنية التحتية التي قد تكون مواقع ويب أو حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي أو غيرها من أنواع البنى التحتية.
ما أريد اللفت إليه أن هذه الهجمات تنفذ بدون انقطاع وبطريقة آلية في أحيان كثيرة وتحديدا منذ بدء استخدام الذكاء الاصطناعي لأهداف خبيثة ومنها زيادة فعالية الهجمات الإلكترونية غير أن الذكاء الاصطناعي استخدم في البداية لأهداف حميدة وساهم في تحسين حياتنا وأعمالنا. الخلاصة أننا بتنا نواجه أنواعا كثيرة من الهجمات الإلكتورينة نواعمن عمليات المسح إلى محاولات إتلاف واختراق كلمات المرور والتحكم ببعض أنواع البنية التحتية كالحواسيب المحمولة والخوادم والأجهزة اللوحية ومواقع الويب وحتى البنى التحتية شديدة التعقيد.”
نقرة خاطئة واحدة تكفي لفتح الباب على مصراعيه أمام الهجمات الإلكترونية. ويقول الخبراء إن الهجمات تكون في الأغلب بسيطة لكن فعاليتها العالية تكمن في استغلالها غفلة المستخدمين. فرابط خادع خبيث أو تطبيق تم تنزيله من مصدر غير موثوق به أو كلمة مرور ضعيفة تعرض النظام الإلكتروني بأكمله للخطر. ورغم ذلك يفتقر العديد من المستخدمين بما فيهم المؤسسات إلى تدابير حماية ناجعة وحديثة.
في رومانيا على سبيل المثال تعد هجمات التصيد الاحتيالي أو برامج الفدية من بين أكثر أنواع الهجمات الإلكترونية انتشارا. فالمهاجمون يستخدمون رسائل خبيثة يدعون بأنها مرسلة من جهات رسمية لإقناع المستخدمين بالكشف عن كلمات المرور أو المعلومات المصرفية أو يقومون بتشفير بيانات جهاز الكمبيوتر ويطلبون فدية لفتحها..ولكن هذه الأنواع من الهجمات الإلكتروينة تنفذ بالطرق ذاتها في جميع أنحاء العالم وليس في رومانيا ففط.
الهجمات السيبرانية لا تستهدف المال فقط. ففي السنوات الأخيرة كثرت الهجمات على البنى التحتية الحيوية مثل المستشفيات وشبكات الطاقة وصنفت على أنها قضايا أمن قومي.
من جانب آخر باتت التهديدات السيبرانية جلية للعيان في الحرب الهجينة التي تشنها روسيا في سياق النزاع مع أوكرانيا : “لقد بات من الواضح أن محاولات المساس بسرية البيانات وسلامتها وتوافرها تجري بالتزامن مع حملات التضليل ونشر الأخبار الكاذبة لسبب بسيط هو أن كل هذه الهجمات والحملات تنفذ بنفس الأدوات .
على سبيل المثال لاحظنا منذ سنوات عديدة وليس منذ عام 2019 فقط أن أي حدث سياسي أو اجتماعي أو رياضي هام تتبعه أو أو تسبقه هجمة سيبرانية. ذلك أن المهاجمين يستغلون الأحداث أو حتى الأخبار الهامة الحقيقية لإرسال رسائل خبيثة ترشد المستخدمين إلى مواقع خبيثة تحتوي على فيروسات أوبرامج ضارة بهدف جمع بياناتهم الشخصية بشكل غير قانوني بالطبع. إنها ظاهرة هجينة تتمثل في اختلاط العمليات السيبرانية المشروعة بعمليات التضليل والتأثير غير المشروعة والتي غالبا ما تنفذها جهة واحدة.”
كيف يمكننا حماية أنفسنا من الهجمات الإلكترونية ؟ يؤكد الخبراء أهمية الوقاية باستخدام كلمات مرور معقدة والتحقق بخطوتين وتحديث الأنظمة الإلكتورنية باستمرار. ولكن الأهم من ذلك كله هو التعليم الرقمي الذي يجعلنا أكثر وعيا بهذه التهديدات الحقيقية .